اختتم المنتخب السعودي تحت 19 عامًا لكرة القدم تحضيراته النهائية قبل مواجهة نظيره اليمني في نهائي بطولة كأس الخليج للمنتخبات تحت 20 عامًا، المقررة مساء الأربعاء على ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية في أبها، وسط حالة من التركيز والحماس لدى اللاعبين والجهاز الفني.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
التدريب الأخير للأخضر أقيم في أجواء حماسية، حيث قاد المدرب الإسباني سيرجيو بيرناس الحصة التدريبية التي تركزت على الجوانب التكتيكية والفنية، مع مراجعة الخطط التي اعتمد عليها الفريق في المباريات السابقة، إضافة إلى بعض التدريبات الخاصة بالكرات الثابتة وتنظيم الخطوط الدفاعية والهجومية.
وبرزت الجدية والانضباط خلال المران، حيث ظهر اللاعبون في جاهزية بدنية ومعنوية عالية، انعكست على روحهم القتالية ورغبتهم في تحقيق اللقب، لاسيما أن المباراة النهائية تحمل طابعًا ثأريًا بعد أن كان الأخضر قد واجه اليمن في افتتاح البطولة وفاز عليه بهدف دون مقابل.
مشوار المنتخب السعودي في البطولة جاء مميزًا، حيث بدأ بانتصار على اليمن، ثم تعادل مثير مع الكويت في الجولة الثانية، ليعود بعدها ويحقق فوزًا مهمًا على قطر في ختام دور المجموعات، ما منحه بطاقة العبور إلى نصف النهائي بثقة ومعنويات مرتفعة.
وفي المربع الذهبي، واجه الأخضر المنتخب العراقي وتمكن من التغلب عليه بعد مباراة قوية وحافلة بالندية، ليضرب موعدًا جديدًا مع المنتخب اليمني في المشهد الختامي، الأمر الذي يضفي طابعًا خاصًا على المواجهة المرتقبة، باعتبارها مواجهة بين بطلين تأهلا بجدارة.
الجهاز الفني للأخضر عمل على معالجة بعض الملاحظات التي ظهرت في المباريات السابقة، سواء من ناحية استغلال الفرص الهجومية أو الحفاظ على التوازن الدفاعي، كما ركز بيرناس على رفع الجانب النفسي للاعبين، مؤكدًا لهم أن النهائي يحتاج إلى شخصية قوية داخل الملعب وعدم التهاون بأي تفاصيل.
ويعوّل المنتخب السعودي على مجموعة من الأسماء البارزة التي أظهرت تألقًا لافتًا خلال مشوار البطولة، حيث برز عدد من اللاعبين في خط الوسط والهجوم بمهاراتهم العالية وقدرتهم على صناعة الفارق، إضافة إلى الحارس الذي كان حاضرًا بتصديات حاسمة في الأوقات الحرجة.
من جهة أخرى، يحظى اللقاء بمتابعة جماهيرية واسعة، إذ ينتظر أن يحضر أنصار الأخضر بأعداد كبيرة إلى مدرجات ملعب مدينة الأمير سلطان، في مشهد يتوقع أن يضيف أجواء حماسية ويدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم في سبيل حصد اللقب الخليجي.
المنتخب اليمني يدخل المباراة النهائية بروح معنوية مرتفعة أيضًا، بعد أن قدم مستويات قوية في البطولة، وأثبت أنه خصم صعب، ما يجعل المواجهة بين الطرفين بمثابة اختبار حقيقي لقدرات اللاعبين الشباب وإصرارهم على اعتلاء منصة التتويج.
وتحمل المباراة النهائية أهمية مضاعفة للأخضر، إذ يسعى من خلالها لتأكيد تفوقه على المنتخب اليمني للمرة الثانية في غضون أيام قليلة، ولإضافة إنجاز جديد إلى سجل الكرة السعودية على مستوى الفئات السنية، في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم للمنتخبات السنية.
الاستعدادات لم تقتصر على الجانب الفني فقط، بل شملت أيضًا الجوانب التنظيمية واللوجستية، حيث وفرت إدارة المنتخب كافة التسهيلات للاعبين من أجل دخول النهائي بأقصى درجات التركيز، كما تم عقد اجتماعات متكررة بين الجهاز الإداري والفني لضمان تهيئة الأجواء المثالية.
الخبراء والمحللون الرياضيون يرون أن المباراة ستكون متكافئة إلى حد كبير، وأن الفريق الذي يتمكن من السيطرة على وسط الملعب وفرض إيقاعه سيكون الأقرب لانتزاع اللقب، مؤكدين أن شخصية المنتخب السعودي وخبرته في التعامل مع النهائيات تمنحه أفضلية نسبية.
اللاعبون أنفسهم عبروا عن حماسهم الكبير لخوض النهائي، مؤكدين أن طموحهم لا يقتصر على المشاركة المشرفة بل يتعدى ذلك إلى رفع الكأس وإهدائه للجماهير السعودية، مؤكدين أن العمل الجاد طوال فترة البطولة يجب أن يُترجم إلى تتويج مستحق.
ومع اقتراب ساعة الحسم، تبدو كل الأنظار متجهة نحو أبها حيث ستشهد المدينة واحدة من أقوى المباريات الخليجية على مستوى الفئات السنية، وسط آمال سعودية كبيرة بأن يكون التتويج باللقب الخليجي تحت 20 عامًا بداية لمزيد من النجاحات في مسيرة جيل جديد من المواهب الكروية الواعدة.