كشفت تقارير صحفية مطلعة أن المدرب الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للفريق الأول بالنادي الأهلي، قد وافق رسميًا على رحيل لاعب الوسط بسام الحريجي إلى صفوف التعاون، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية التي تسبق انطلاقة الجولات الحاسمة من دوري روشن.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وجاءت هذه الموافقة الفنية بعد دراسة دقيقة من قبل الجهاز الفني لحاجة الفريق في الموسم الجديد، حيث خلصت الإدارة الفنية إلى أن مشاركة الحريجي ستكون محدودة جدًا بسبب الزخم الكبير في خط الوسط بعد التعاقد مع مجموعة من اللاعبين المحليين والأجانب في نفس المركز.
وبحسب ما أكدته التقارير، فقد شهدت الساعات القليلة الماضية الانتهاء من جميع إجراءات انتقال الحريجي إلى التعاون، حيث تم التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين تضمن كافة التفاصيل المالية والتعاقدية المتعلقة بالصفقة، ليُصبح اللاعب رسميًا خارج حسابات الأهلي هذا الموسم.
المصادر أوضحت أن الاتفاق تم بسلاسة دون أي عقبات، إذ أبدى التعاون اهتمامًا جديًا بضم اللاعب، بينما رحّب بسام بالخطوة سعيًا لإثبات نفسه في نادٍ يمكنه منحه فرصة مشاركة أكبر وتحدٍ جديد يعزز مسيرته الاحترافية في دوري روشن للمحترفين.
إدارة الأهلي من جهتها كانت حريصة على إتمام الصفقة في أسرع وقت، في ظل رغبة المدرب يايسله في تقليص عدد الأسماء في خانة الوسط وتسهيل عملية الاستقرار الفني داخل المعسكر الأهلاوي قبل خوض الاستحقاقات المحلية المقبلة التي تتطلب جاهزية كاملة من العناصر الأساسية.
ورغم امتلاك بسام الحريجي لمهارات مميزة في مركز الارتكاز، إلا أن تواجد عدد من اللاعبين الأكثر جاهزية وانسجامًا مع فلسفة المدرب، جعل فرصة مشاركته صعبة للغاية، خاصة في ظل ارتفاع سقف التطلعات داخل الأهلي للموسم الحالي من دوري روشن.
يأمل نادي التعاون في أن يُسهم التعاقد مع الحريجي في تقوية خط وسطه، لا سيما أن اللاعب يتمتع بإمكانات فنية جيدة وخبرة كافية من خلال مشاركاته السابقة مع الأهلي، وإن كانت محدودة على مستوى الدقائق إلا أنها منحت الجهاز الفني تصورًا إيجابيًا حول قدراته.
وتسعى إدارة التعاون إلى استغلال الأيام الأخيرة من فترة التسجيل الصيفية في تدعيم الفريق بعناصر محلية تُضيف للمنظومة دون المساس بالثبات الفني الذي عمل عليه النادي منذ بداية المعسكر الإعدادي، خاصة مع تعدد مشاركاته في البطولات المحلية هذا الموسم.
وكان الأهلي قد استهل مشواره في دوري روشن بفوز صعب على نظيره نادي نيوم، بهدف دون مقابل، في مباراة شهدت ظهور أول مميز للمهاجم الإنجليزي إيفان توني الذي وقّع على هدف اللقاء الوحيد، مؤكدًا بداية قوية له بقميص "الراقي".
الفوز أمام نيوم منح الفريق دفعة معنوية جيدة، كما أراح المدرب يايسله من ضغط جماهيري كان من الممكن أن يتصاعد في حال تعثّر الفريق مبكرًا، وهو ما يجعل مسألة الانضباط في القائمة وتخفيض الأسماء غير المؤثرة جزءًا من استراتيجية الاستقرار الفني.
ويعمل الجهاز الإداري بالنادي الأهلي بالتنسيق مع الجهاز الفني على ترتيب القائمة النهائية التي ستُعتمد خلال المرحلة الأولى من الموسم، حيث يتوقع أن تشهد الساعات المقبلة المزيد من التحركات على صعيد إعارة بعض الأسماء أو الاستغناء عنها بشكل نهائي.
على الجانب الآخر، يستعد التعاون للإعلان عن صفقة الحريجي رسميًا خلال الساعات المقبلة، ومن المتوقع أن يتم تقديم اللاعب للجماهير عبر منصات النادي الإعلامية، مع دخوله تدريبات الفريق استعدادًا لضمه إلى القائمة الرسمية بداية من الجولة الثانية.
وتعكس هذه الصفقة استمرار النهج الذي تتبعه أندية دوري روشن في استقطاب اللاعبين المحليين الشباب من الأندية الكبرى، بحثًا عن عناصر قادرة على تقديم الإضافة مع ضمان الاستمرارية، وهو ما يسهم في إعادة توزيع الفرص بين الأندية بشكل أكثر عدالة.
وتُعد تحركات الأهلي في ملف المواليد واللاعبين المحليين متسقة مع سياسته التنافسية في الموسم الحالي، خاصة بعد إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم الإبقاء على نظام تسجيل اللاعبين دون 21 عامًا كما هو، دون تعديلات في فترة الصيف.
ويرى متابعون أن صفقة انتقال الحريجي ستكون مفيدة للطرفين، حيث يحصل اللاعب على فرصة جديدة للظهور، بينما يستفيد التعاون من خدماته دون إرهاق مالي أو تضحية فنية، خاصة أن الصفقة جاءت بناءً على رغبة المدرب وتعزيزًا لعمق التشكيلة.
وينتظر أن يشارك بسام الحريجي مع التعاون في وقت قريب، وربما يظهر اسمه ضمن القائمة التي سيتم الإعلان عنها قبل مواجهة الجولة الثانية، حال اكتمال الجوانب البدنية والفنية ودخوله في أجواء الفريق بالشكل المطلوب.
وبينما تستعد الأندية السعودية لإغلاق ملف الانتقالات خلال أيام قليلة، تواصل الفرق تحركاتها الدقيقة لحسم صفقاتها الأخيرة، خصوصًا تلك المتعلقة باللاعبين المحليين الذين يُمكنهم صناعة الفارق مع ارتفاع النسق التنافسي في دوري روشن.
ومع نهاية هذه الصفقة، يكون الأهلي قد قطع خطوة أخرى في ترتيب أوراقه للموسم الجديد، مستفيدًا من انتقال أحد لاعبيه الشباب إلى نادٍ يمنحه فرصة أكبر، وهو ما يعكس نضجًا إداريًا وفنيًا في التعامل مع ملف اللاعبين المحليين في الدوري.