أسعار النفط
"أسعار النفط" تقفز بشكل مفاجئ.. السبب وراء الارتفاع يهز الأسواق العالمية
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

شهدت أسواق الطاقة العالمية اليوم الأربعاء حالة من الاضطراب والتقلبات الحادة، وذلك بعد التطورات السياسية والعسكرية المفاجئة في منطقة الخليج، والتي كان أبرزها العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، الأمر الذي انعكس مباشرة على أسعار النفط العالمية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

فقد سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.53% ليصل سعر البرميل إلى 66.74 دولار، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.57% مسجلة 62.99 دولار للبرميل، وهو ما يشير إلى تصاعد القلق في الأسواق.

ويأتي هذا الارتفاع بعد أن كانت الأسعار قد أغلقت في جلسة أمس على زيادة بلغت 0.6%، مدفوعة بموجة من التوترات السياسية التي تسببت في رفع مستوى المخاطر الجيوسياسية في المنطقة بشكل غير مسبوق.

وكانت الأنباء قد أكدت أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، ما اعتبره المراقبون تطورًا خطيرًا يفتح الباب أمام احتمالية اتساع رقعة الصراع إلى مستويات تهدد استقرار المنطقة.

هذا التصعيد دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم حساباتهم بشأن إمدادات النفط، حيث يُنظر إلى قطر كأحد أبرز المنتجين والمصدرين للطاقة في العالم، ما يجعل أي تهديد لأمنها سببًا في اضطراب الأسواق العالمية.

كما تزامنت هذه التطورات مع خطوة مثيرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب الدول الأوروبية بفرض رسوم جمركية إضافية على مشتري النفط الروسي، في محاولة للضغط على موسكو وتقليص عائداتها النفطية.

ويرى محللون في مجموعة بورصات لندن أن هذه الرسوم قد تمتد لتشمل دولًا رئيسية مثل الصين، ما قد يؤدي إلى تعطيل جزء كبير من صادرات النفط الروسي، وبالتالي تقليص المعروض العالمي بشكل حاد.

هذا النقص المحتمل في الإمدادات دفع العديد من المستثمرين إلى توقع استمرار ارتفاع الأسعار خلال الأيام القادمة، مع تزايد الطلب العالمي وصعوبة تعويض الفجوة التي قد تتركها روسيا في الأسواق.

وفي الوقت نفسه، يترقب المتعاملون في الأسواق قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب الأسبوع المقبل بشأن أسعار الفائدة، حيث تشير التوقعات إلى احتمالية خفضها لدعم النشاط الاقتصادي.

ويعتقد خبراء الطاقة أن أي خفض في أسعار الفائدة سيعزز الطلب العالمي على النفط، نظرًا لتأثيره المباشر في تحفيز الاستثمار والاستهلاك، مما قد يضيف ضغطًا صعوديًا إضافيًا على الأسعار.

ومع ذلك، حذرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأخير من أن أسعار النفط العالمية قد تواجه ضغوطًا هبوطية في الأشهر المقبلة إذا استمرت المخزونات في الارتفاع.

وأشارت الإدارة إلى أن زيادة إنتاج منظمة أوبك وحلفائها من شأنها أن ترفع مستويات المعروض العالمي، وهو ما قد يؤدي إلى كبح جماح الأسعار بعد فترة من الارتفاع.

ويؤكد محللون أن التوازن بين العوامل السياسية والاقتصادية سيكون حاسمًا في تحديد الاتجاه المستقبلي للأسعار، حيث تتداخل اعتبارات العرض والطلب مع المخاطر الجيوسياسية بشكل معقد.

ويُتوقع أن تشهد أسواق النفط خلال الأيام القادمة تذبذبًا حادًا، مع متابعة المستثمرين لكل المستجدات المتعلقة بالتصعيد الإسرائيلي في المنطقة، وكذلك القرارات الأمريكية والأوروبية بشأن الرسوم الجمركية.

ويرى بعض المحللين أن استمرار التصعيد في الخليج قد يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة، خاصة إذا طال تأثيره البنية التحتية الحيوية لإنتاج ونقل الطاقة.

بينما يعتقد آخرون أن الأسواق قد تشهد موجة تصحيحية إذا ما تم التوصل إلى تفاهمات سياسية تحد من المخاطر، أو إذا اتخذت أوبك خطوات سريعة لضبط الإنتاج.

وتبقى قطر في قلب المشهد، إذ يراقب العالم عن كثب تداعيات الهجمات الإسرائيلية على مستقبل صادراتها من الغاز والنفط، وعلى استقرار المنطقة ككل.

ومع دخول الأسواق في مرحلة من عدم اليقين، يبقى المستثمرون والمستهلكون على حد سواء في حالة ترقب شديد لما ستسفر عنه التطورات السياسية والاقتصادية في الأيام المقبلة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار