وقّع الاتحاد السعودي لكرة القدم عقد شراكة جديد مع مجموعة stc لرعاية الدوري السعودي للنخبة تحت 21 عامًا لمدة موسمين رياضيين ابتداءً من الموسم الحالي 2025-2026، في خطوة تُعد امتدادًا لجهود المملكة في تطوير البنية التحتية الرياضية وتعزيز الحضور الإعلامي للبطولات المحلية.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وجرت مراسم التوقيع اليوم الخميس في مقر شركة stc بالرياض، حيث مثّل الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمين العام المساعد للشؤون الاستراتيجية ماجد بن علي آل صاحب، فيما مثّل مجموعة stc نائب الرئيس لخدمات النمو تركي بن عبدالعزيز النعيم.
وبموجب الاتفاقية ستتم تسمية البطولة بـ"دوري جوّي للنخبة تحت 21 عامًا"، على أن يتم بث ما لا يقل عن ست مباريات في كل جولة إضافة إلى الأدوار النهائية عبر منصة stc tv للترفيه الرقمي، مما يتيح تجربة مشاهدة حديثة ومتطورة للجماهير داخل وخارج المملكة.
وستعتمد المنصة في تغطيتها على أحدث التقنيات البصرية والتفاعلية، وهو ما يرفع مستوى المتابعة الرقمية، ويمنح الجماهير فرصة أكبر للتفاعل مع الأحداث لحظة بلحظة، بما يعكس التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في مختلف القطاعات.
ويأتي هذا التعاون ليؤكد على التكامل بين القطاعين الرياضي والرقمي، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتمكين الشباب وصقل مواهبهم، وبناء قاعدة قوية من اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب الوطني مستقبلًا.
من جانبه أوضح ماجد آل صاحب أن هذه الشراكة تندرج ضمن استراتيجية الاتحاد السعودي لكرة القدم لتوسيع نطاق مسابقاته وتعزيز حضورها في المشهد الإعلامي والرياضي، معتبرًا أن الدعم الرقمي يعزز من قيمة المسابقة ويضاعف فرص متابعة المواهب الناشئة.
وأشار آل صاحب إلى أن هذه الاتفاقية ستسهم بشكل مباشر في دعم البرامج التطويرية والمبادرات الخاصة برفع مستوى كرة القدم الوطنية، مؤكدًا حرص الاتحاد على تحقيق المزيد من الإنجازات التي تتماشى مع تطلعات المملكة وشركائها في القطاع الخاص.
كما أعرب تركي النعيم عن اعتزاز مجموعة stc بهذه الشراكة، معتبرًا أنها امتداد لرؤية الشركة في تمكين الجيل الجديد من اللاعبين، عبر تسليط الضوء على مواهب اليوم التي ستصبح نجوم الغد، من خلال منصات رقمية حديثة تواكب تطلعات الجماهير.
وكان الاتحاد السعودي قد أعلن في يناير الماضي إطلاق دوري جوّي للنخبة تحت 21 عامًا ابتداءً من الموسم الحالي، بعد تقييم تجربة الدوري الرديف الذي استمر موسمين وأسهم في زيادة فرص اللعب للاعبين الشباب بشكل ملحوظ.
ويُنظر إلى الدوري الجديد باعتباره خطوة انتقالية لتطوير اللاعبين السعوديين، وزيادة فرص اكتشاف المواهب على مستوى الأندية، بما ينعكس إيجابًا على قوة المنتخب الوطني ويعزز قدرته التنافسية إقليميًا ودوليًا.
وتنطلق النسخة الأولى من الدوري في الخامس عشر من سبتمبر الجاري بمشاركة 24 ناديًا، حيث تبدأ المرحلة الأولى بنظام الدوري الكامل ذهابًا وإيابًا، قبل الانتقال إلى الأدوار النهائية بنظام خروج المغلوب.
وسيلعب كل فريق 20 مباراة موزعة بين أرضه وخارج أرضه، على أن يتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى مباشرة إلى ربع النهائي، بينما تدخل الأندية من المركز الخامس حتى الثاني عشر في منافسات الملحق لحجز المقاعد الأربعة المتبقية.
وفي إطار التنظيم، حددت لائحة المسابقة مشاركة 20 لاعبًا لكل فريق، مع السماح بضم أربعة لاعبين من مواليد 2004، وثمانية لاعبين من مواليد 2005 و2006، مما يعكس التركيز على الفئات السنية القريبة من الاحتراف الأول.
كما تسمح اللوائح بمشاركة ثلاثة لاعبين من قائمة الفريق الأول المكونة من 25 لاعبًا في كل مباراة، سواء كانوا سعوديين أو أجانب، وهو ما يتيح للشباب فرصة الاحتكاك بخبرة لاعبين أكثر نضجًا.
ويمثل "دوري جوّي للنخبة" خطوة عملية نحو بناء جسر يربط بين فرق الفئات السنية والفرق الأولى، مما يتيح للأندية الاستفادة من اللاعبين الواعدين وتطويرهم وفق برامج احترافية.
وتأتي هذه المبادرة في سياق الدعم المتزايد للرياضة السعودية على المستويين الحكومي والخاص، حيث تتجه الأنظار إلى تحويل المملكة إلى وجهة رياضية عالمية، سواء عبر استضافة البطولات أو تطوير المنافسات المحلية.
كما تعكس الشراكة بين الاتحاد السعودي وstc إدراكًا متبادلًا بأن الاستثمار في المواهب الشابة يمثل حجر الأساس لمستقبل كرة القدم، وأن المنصات الرقمية هي الأداة الأهم اليوم في إيصال هذه التجارب إلى الجمهور العريض.
وبإطلاق هذه النسخة الأولى من الدوري، تبدأ المملكة مرحلة جديدة من الاستثمار في طاقات شبابها الكروية، بما يرسخ حضورها كقوة صاعدة في المشهد الرياضي العالمي، ويعزز صورة كرة القدم السعودية كمنظومة متكاملة تجمع بين الطموح الرياضي والتطور التقني.
