أسهمت أنظمة الرعاية العاجلة في المملكة، من خلال مسار التدخل السريع، في إنقاذ حياة رضيعة لم يتجاوز عمرها عشرة أيام، كانت تعاني من عيب خلقي خطير في القلب، وذلك بعد إجراء عملية قسطرة قلبية نادرة ومعقدة بمستشفى الولادة والأطفال في مكة المكرمة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
الرضيعة التي لم يتجاوز وزنها 3.5 كيلوجرام دخلت قسم الطوارئ وهي في حالة حرجة تعاني من ازرقاق شديد بسبب نقص الأكسجين، مما استدعى تدخلاً طبيًا عاجلاً لإنقاذ حياتها.
الفحوصات الأولية باستخدام الأشعة التلفزيونية على القلب كشفت عن وجود عيب خلقي في الصمام الثلاثي بين الأذين والبطين الأيمن، إلى جانب انسداد كامل في صمام الشريان الرئوي، ما جعل الوضع الطبي أكثر تعقيدًا.
فريق قسطرة القلب بمركز أم القرى للقلب، التابع لتجمع مكة المكرمة الصحي، قرر التدخل الفوري بإجراء عملية معقدة استغرقت نحو أربع ساعات متواصلة لإنقاذ الرضيعة.
بدأ الفريق بفتح جراحي صغير لا يتجاوز ثلاثة سنتيمترات في أسفل الصدر، ليتم إدخال القسطرة القلبية وإيصال سلك خاص موصول بتيار كهربائي إلى الصمام المغلق عبر جهاز متخصص.
جرى استخدام عدة بالونات لتوسيع صمام الشريان الرئوي بعد فتح الغشاء المقفل، وهو ما ساهم في إعادة تدفق الدم وتحسين كفاءة ضخ الأكسجين في الجسم.
النتيجة كانت مبهرة، إذ ارتفع مستوى الأكسجين في دم الرضيعة بشكل فوري أثناء العملية ليتجاوز 90 في المائة، بعد أن كانت حياتها مهددة بالخطر.
العملية وُصفت بأنها من أدق وأصعب قساطر القلب عند الأطفال نظرًا لصغر حجم الشرايين ورقة الأنسجة لديهم، ما يجعل التدخل الطبي في مثل هذه الحالات شديد الحساسية.
الأطباء أكدوا أن سرعة اتخاذ القرار بالتدخل العاجل كانت عنصرًا حاسمًا في تجنب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة في مثل هذه الحالات الحرجة.
كما أشاروا إلى أن نجاح العملية يعكس التكامل الكبير بين جراحي قلب الأطفال وأطباء القسطرة القلبية في المستشفى، وهو تعاون أسهم في تحقيق هذا الإنجاز الطبي النادر.
هذا الإنجاز يبرز الكفاءة العالية للكوادر الطبية السعودية في التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة التي تتطلب خبرات دقيقة ومتقدمة.
ويؤكد أيضًا مستوى التطور الذي بلغه القطاع الصحي في مكة المكرمة، خصوصًا في التخصصات الدقيقة التي تمس حياة الأطفال وحديثي الولادة.
مستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة يواصل من خلال هذه النجاحات تعزيز مكانته كمركز متقدم للرعاية الصحية المتخصصة للأطفال في المنطقة.
ويحرص المستشفى على تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة الطبية بما يتماشى مع توجهات وزارة الصحة في التحول الوطني الصحي.
العملية الناجحة تمثل نموذجًا بارزًا لتكامل أنظمة الرعاية الصحية السعودية في التعامل مع الحالات الطارئة، بفضل اعتماد نموذج الرعاية الصحية الجديد.
كما أنها تعكس النتائج المباشرة لاستثمار المملكة في تطوير البنية التحتية الطبية وتوفير أحدث التقنيات لمواجهة أصعب الحالات.
هذا النجاح الطبي يتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تضع تحسين جودة الحياة والرعاية الصحية المتقدمة ضمن أولوياتها.
ويظل هذا الإنجاز قصة أمل تعكس قدرة المنظومة الصحية السعودية على تحويل أصعب التحديات الطبية إلى قصص نجاح وإنقاذ لحياة الأبرياء.