أعلن النجم الإسباني إيمريك لابورت بشكل رسمي نهاية مسيرته مع نادي النصر السعودي، بعد فترة قصيرة لكنها مليئة بالأحداث والتقلبات، حيث وجّه رسالة وداع مؤثرة لأنصار الفريق العاصمي عبّر فيها عن امتنانه لكل ما عاشه بقميص العالمي.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأكد لابورت أن تجربته في الدوري السعودي شكلت محطة بارزة في مسيرته الاحترافية، معتبرًا أن وجوده في النصر منحه فرصة التطور وخوض منافسات عالية المستوى، إلى جانب نخبة من أبرز نجوم الكرة العالمية الذين استقطبتهم الأندية السعودية مؤخرًا.
المدافع الدولي الإسباني من أصول فرنسية لم يُخفِ فخره بالمشاركة في مرحلة صعود الدوري السعودي نحو العالمية، موضحًا أن هذه التجربة ستبقى محفورة في ذاكرته رغم قصر مدتها، مؤكدًا أنه يتمنى التوفيق للنصر في المستقبل القريب.
لكن قصة رحيل لابورت لم تخلُ من التعقيدات، فقد وجد اللاعب نفسه في مأزق بعد فشل صفقة انتقاله إلى أتلتيك بلباو في الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي، حيث لم يتمكن النادي الباسكي من توفير المبلغ المطلوب لإتمام العملية.
وبلغت قيمة الانتقال نحو 25 مليون يورو، وهو الرقم الذي حال دون تسجيل اللاعب رسميًا في الموعد المحدد، مما دفع إدارة بلباو إلى التوجه نحو الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لطلب تدخله.
بلباو أوضح أن المشكلة تعود لعدم تسلم المستندات المطلوبة من النصر كاملة في الوقت المحدد، الأمر الذي جعل الصفقة تتعطل مؤقتًا رغم اتفاق الأطراف كافة على تفاصيلها المالية.
ورغم التعقيد الإداري، أعلن النادي الإسباني لاحقًا أنه حصل على تفويض من "فيفا" لطلب شهادة تسجيل اللاعب الدولية (CTI)، وهي الوثيقة اللازمة لإدراج اللاعب رسميًا في قائمته.
هذه الخطوة فتحت الباب أمام عودة لابورت إلى بيته الأول "سان ماميس"، حيث نشأ وتألق قبل أن يخوض رحلة احترافية قادته إلى مانشستر سيتي الإنجليزي ثم النصر السعودي.
وأكد بلباو أن إصدار شهادة التسجيل الدولية سيكون بمثابة المرحلة الأخيرة قبل اعتماد اللاعب بشكل رسمي في تشكيلته للموسم الجديد، ما يعني أن عودته إلى الدوري الإسباني باتت شبه محسومة.
أما نادي النصر، فسيستفيد ماليًا من هذه العملية رغم تعقيداتها، إذ سيحصل على عشرة ملايين يورو مقابل التخلي عن عقد مدافعه الإسباني لمصلحة بلباو.
هذا المبلغ يعكس تراجع القيمة السوقية للصفقة مقارنة بالمبلغ الأولي المقدر بـ25 مليون يورو، إلا أنه يمنح النصر سيولة إضافية قبل انطلاقة الموسم الحالي.
وتعكس هذه القصة مزيجًا من الطموح والإخفاقات التي صاحبت مسيرة اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، حيث تبرز الصعوبات أحيانًا في التوفيق بين تطلعات الأندية الأوروبية والمتطلبات الإدارية والمالية.
لابورت من جانبه شدد في رسالته الأخيرة على أن ما عاشه مع النصر لم يكن مجرد تجربة احترافية عابرة، بل كان درسًا مهمًا في مسيرته سيساعده في مواجهة التحديات المقبلة.
وقد حرص اللاعب على الإشادة بزملائه في الفريق، واعتبر اللعب بجوارهم فرصة ثمينة لصقل موهبته وزيادة خبرته في الملاعب العالمية، خصوصًا في ظل الزخم الذي يعيشه الدوري السعودي.
رحيل لابورت يعكس أيضًا ديناميكية سوق الانتقالات السعودي الذي يشهد حراكًا واسعًا مع تزايد الاهتمام الدولي، حيث أصبحت مثل هذه الصفقات محل متابعة إعلامية واسعة.
كما أن تدخل "فيفا" في مسألة المستندات يؤكد أهمية الانضباط الإداري في الانتقالات الكبرى، خصوصًا حين يتعلق الأمر بلاعبين دوليين بارزين.
جماهير النصر أبدت بدورها مشاعر متباينة، بين الامتنان لما قدمه اللاعب من مستوى جيد في فترة قصيرة، وبين خيبة أمل لرحيله السريع وعدم استكمال مشروعه مع الفريق.
في المقابل، يترقب عشاق أتلتيك بلباو عودة لابورت بحماس، آملين أن يسهم في تعزيز الخط الخلفي وإعادة الفريق إلى المنافسة بقوة في الليغا الإسبانية.
ومع طي صفحة النصر، يبدأ لابورت فصلًا جديدًا في مسيرته، حيث يلتقي الحنين إلى الماضي مع الطموح لمستقبل أكثر استقرارًا داخل أسوار "سان ماميس".