توقع المركز الوطني للأرصاد أن يشهد فصل الخريف خلال شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ارتفاعًا في درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي على معظم مناطق المملكة، وهو ما قد يؤثر على أنشطة الحياة اليومية ويزيد من أهمية متابعة التغيرات المناخية.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

وأشار المركز إلى أن بعض المناطق ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا قد يصل إلى نحو 0.8 درجة مئوية فوق المعدل، وتشمل هذه المناطق الجوف وتبوك والمدينة المنورة وحائل والحدود الشمالية، بالإضافة إلى الأجزاء الجنوبية الشرقية من المنطقة الشرقية، ما يضع السكان أمام تغير ملموس في الطقس المعتاد.

في المقابل، ستظل درجات الحرارة حول معدلاتها الطبيعية في مناطق الباحة وعسير وجازان وأجزاء من مكة المكرمة والرياض، ما يعكس تفاوتًا واضحًا في تأثير موجات الحرارة على مختلف أنحاء المملكة خلال هذا الفصل.

من جهة أخرى، توقع المركز الوطني للأرصاد تباينًا في غزارة الأمطار خلال فصل الخريف، حيث ستكون بعض المناطق أكثر حظًا بامطار أعلى من المعدل الطبيعي بينما تبقى أخرى ضمن المعدل المعتاد، ما يجعل التخطيط لموسم الأمطار أمرًا بالغ الأهمية.

خلال شهر سبتمبر 2025، ستسجل مناطق جازان ووسط وجنوب غرب عسير والباحة أعلى من المعدل الطبيعي في غزارة الأمطار، وهو ما قد يؤدي إلى فيضانات مفاجئة في المناطق المنخفضة ويستدعي حذر السكان.

وأوضح المركز أن الأمطار في جنوب مكة المكرمة ومرتفعاتها، وجنوب وغرب المدينة المنورة، وجنوب المنطقة الشرقية قد تكون غزيرة أحيانًا، مما يزيد من الحاجة لاتخاذ الاحتياطات المناسبة لتجنب أي مخاطر محتملة على الطرق والمزارع.

بالنسبة لبقية مناطق المملكة، ستكون الأمطار حول المعدل الطبيعي خلال شهر سبتمبر، ما يضمن استقرارًا نسبيًا في النشاط الزراعي والنقل في تلك المناطق، لكنه لا يقلل من أهمية متابعة الطقس يوميًا.

أما في شهر أكتوبر 2025، فقد توقع المركز الوطني للأرصاد أن تكون الأمطار حول المعدل الطبيعي على معظم مناطق المملكة، ما يعكس استقرارًا نسبيًا مقارنة بالشهر السابق، لكنه لا ينفي حدوث هطولات مفاجئة في بعض المناطق.

وبحلول نوفمبر 2025، ستعود بعض المناطق لتسجيل أمطار أعلى من المعدل الطبيعي، وتشمل هذه المناطق جازان وجنوب ووسط عسير وشمال وجنوب مكة المكرمة، بالإضافة إلى جنوب وغرب المدينة المنورة، وحائل وتبوك، مما يشير إلى تغير واضح في نمط الهطولات.

بينما ستظل الأمطار حول المعدل الطبيعي في باقي مناطق المملكة خلال نوفمبر، ما يمنح بعض المناطق استقرارًا نسبيًا، ويؤكد على أهمية معرفة تفاصيل كل منطقة قبل اتخاذ أي إجراءات تحوطية.

ويؤكد المركز الوطني للأرصاد أن هذه التوقعات المناخية لا تهدف فقط لتوعية المواطنين، بل تلعب دورًا محوريًا للجهات الحكومية في التخطيط المسبق لمواجهة أي متغيرات جوية قد تؤثر على البنية التحتية والقطاع الزراعي والمائي.

وبحسب المركز، فإن معرفة هذه التوقعات تساعد في تنظيم الموارد المائية وتحديد أولويات الزراعة والري، وتسهيل تنقل الأفراد بأمان خلال حالات الطقس المتقلبة، خاصة في المناطق التي تشهد أمطارًا غزيرة.

ويشير التقرير إلى أن هذه البيانات تمكن المسؤولين في النقل والخدمات العامة من وضع خطط استباقية لمواجهة أي مخاطر محتملة، مثل تراكم المياه على الطرق أو الانزلاقات الأرضية في المرتفعات الجبلية، بما يحد من الخسائر.

كما تؤكد التوقعات على أهمية متابعة المواطنين للتغيرات اليومية في الطقس، خصوصًا خلال الفترات التي تشهد ارتفاع درجات الحرارة أو هطولات أمطار مفاجئة، لضمان سلامة التنقل والأعمال اليومية.

ويربط المركز الوطني للأرصاد بين هذه التوقعات والتوجهات الوطنية المتعلقة برؤية المملكة 2030، حيث يمثل التخطيط المبكر لمواجهة التغيرات المناخية جزءًا من تطوير بنية تحتية ذكية ومستدامة تدعم جميع القطاعات الحيوية.

وتنبع أهمية هذه التوقعات أيضًا من تأثيرها على السياحة والأنشطة الترفيهية، خاصة في مناطق المرتفعات والجزر، حيث يمكن أن تؤثر الأمطار وارتفاع درجات الحرارة على برامج الرحلات والفعاليات الخارجية.

ويشير المركز إلى أن التقلبات المناخية في فصل الخريف قد تكون مفاجئة أحيانًا، لذا يبقى الالتزام بالإرشادات الرسمية ومتابعة نشرات الطقس اليومية أمرًا أساسيًا لتقليل أي مخاطر محتملة على الأفراد والممتلكات.

وأخيرًا، يوصي المركز الوطني للأرصاد جميع الجهات الحكومية والأفراد بأخذ هذه التوقعات بعين الاعتبار في التخطيط طويل وقصير المدى، لضمان سلامة المجتمع واستمرارية الأنشطة الاقتصادية والزراعية بأفضل صورة ممكنة خلال فصل الخريف.