أعلنت وزارة التعليم فتح باب التقديم لمرحلة الإقامة الطبية في تخصص طب الأسنان بجامعة كوين ميري البريطانية، وذلك ضمن مسار الاتفاقيات الصحية الذي يستهدف تأهيل الكفاءات الوطنية في التخصصات الدقيقة. ويستمر استقبال الطلبات حتى يوم الأحد الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري، ما يمنح الأطباء الشباب فرصة ثمينة لخوض تجربة تعليمية عالمية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
يمثل هذا البرنامج امتدادًا لجهود المملكة في تعزيز منظومة الابتعاث الصحي، والتي تسعى إلى تزويد الممارسين الطبيين بخبرات متقدمة تواكب أحدث ما توصلت إليه الجامعات العالمية. ويأتي في إطار استراتيجيات تنمية رأس المال البشري المتخصصة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وزارة التعليم أوضحت أن القبول في البرنامج يخضع لمعايير دقيقة تضمن اختيار الأكثر كفاءة، حيث يشترط أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، ما يعكس حرص الدولة على استثمار كوادرها الوطنية في مجالات تحتاج إلى دعم وتطوير.
ومن بين الشروط الأساسية، أن يمتلك المتقدم شهادة خبرة معتمدة لا تقل عن سنتين في مجال طب الأسنان، وهو شرط يعزز من جدية البرنامج ويركز على استقطاب الممارسين ذوي الخبرة العملية، لا مجرد الخريجين الجدد.
كما شددت الوزارة على ألا يكون المتقدم قد حصل سابقًا على قرار ابتعاث في نفس المرحلة الدراسية، لضمان عدالة الفرص وإتاحة المجال لأكبر عدد ممكن من الأطباء المؤهلين.
وبالنسبة للمؤهلات العلمية، يتطلب التقديم الحصول على شهادة البكالوريوس في تخصص طب الأسنان بمعدل لا يقل عن 75% من 100% أو 2.75 من 5 أو 2.20 من 4، وهو ما يعكس مستوى تنافسيًا مرتفعًا.
إلى جانب ذلك، يُلزم المتقدمون بإرفاق درجة اختبار الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، إلى جانب شهادة الامتياز الصادرة عن الهيئة، الأمر الذي يرسخ مبدأ الكفاءة والجاهزية المهنية.
كما اشترطت الوزارة اجتياز اختبارات اللغة المعتمدة، سواء اختبار الـ OET بدرجة لا تقل عن (B) في جميع الأقسام، أو الـ IELTS بدرجة لا تقل عن 7، وذلك لضمان قدرة المبتعثين على التكيف مع البيئة التعليمية في بريطانيا.
البرنامج يتطلب كذلك التفرغ الكامل والانتظام في الدراسة والإقامة ببلد الابتعاث، وهو ما يؤكد جدية التجربة التعليمية وضمان تحقيق أقصى استفادة منها.
وبعد استيفاء جميع المتطلبات، يخضع المتقدمون لإجراءات مفاضلة دقيقة من قبل الوزارة، لاختيار الأكفأ والأجدر بتمثيل المملكة في هذا المجال.
جامعة كوين ميري، التي تستضيف البرنامج، تُعد من الجامعات البريطانية العريقة، حيث تتميز ببرامجها المتقدمة في مجالات الطب وطب الأسنان، ما يجعلها بيئة مثالية لصقل مهارات الأطباء السعوديين.
ويُتوقع أن يسهم هذا البرنامج في سد الفجوة داخل سوق العمل السعودي، من خلال تزويد المستشفيات والمراكز الطبية بكفاءات مدربة وفق أعلى المعايير العالمية.
كما يأتي هذا المسار ضمن شراكات دولية أوسع تعقدها وزارة التعليم مع جامعات ومؤسسات صحية مرموقة حول العالم، بهدف تنويع مصادر المعرفة وتبادل الخبرات.
ويعتبر الابتعاث في مجال طب الأسنان تحديدًا ذا أهمية متزايدة، نظرًا لتنامي الحاجة إلى التخصصات الدقيقة مثل جراحة الوجه والفكين، وزراعة الأسنان، وتقويم الأسنان، وهي مجالات تشهد إقبالًا متزايدًا في المملكة.
من جانب آخر، يعزز البرنامج من مكانة المملكة كدولة داعمة للعلم والاستثمار في رأس المال البشري، إذ تسعى عبر هذه الخطوات إلى بناء جيل من الأطباء القادرين على المنافسة عالميًا.
ويؤكد البرنامج كذلك التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو رفع جودة الخدمات الصحية عبر تطوير الممارسين، لا سيما في تخصصات تعاني من نقص محلي وتطلب خبرات عالمية.
كما يُتوقع أن يعود المبتعثون بخبرات متقدمة تسهم في دعم الأبحاث الطبية داخل المملكة، وتطوير المناهج التعليمية في كليات طب الأسنان السعودية.
ويعكس الإعلان في هذا التوقيت اهتمام الوزارة بمواكبة التطورات العالمية في التعليم الطبي، وضمان جاهزية الكوادر الوطنية لتلبية احتياجات القطاع الصحي المتنامية.
بهذا، يُمثل البرنامج خطوة عملية نحو بناء منظومة صحية أكثر كفاءة وتطورًا، تقوم على المعرفة المتجددة والتدريب النوعي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الأطباء السعوديين لتحقيق طموحاتهم المهنية.