فعّلت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة الطائف سلسلة من المبادرات والبرامج التوعوية بمناسبة اليوم العالمي للإسعافات الأولية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
الذي يوافق السبت الثاني من شهر سبتمبر من كل عام، في خطوة تؤكد حرصها على نشر ثقافة السلامة المجتمعية وتعزيز الوعي العام بأهمية التدخل السريع عند الطوارئ.
وجاءت هذه الفعاليات عبر إقامة أركان توعوية في ستة مواقع بارزة يرتادها الأهالي والزوار، من بينها تيرا مول وممشى الخمسين ومنتزه الردف، إلى جانب ذا بارك وجوري مول، حيث استقطبت هذه المواقع مئات المهتمين بما قدمته من معلومات وأدوات تدريبية.
وخلال تلك الأركان، حرصت الهيئة على تعريف الزوار بأهمية اليوم العالمي للإسعافات الأولية، وتوزيع هدايا تحمل رسائل توعوية، بهدف تعزيز سلوكيات إيجابية تجاه التصرف السليم عند حدوث إصابات أو طوارئ.
كما أطلقت مبادرة نوعية تحت شعار "تعلّم مهارة"، نفذها متطوعو الهيئة في الميادين العامة، وتركزت على تدريب الجمهور بشكل عملي على مهارات إنقاذ أساسية تساهم في إنقاذ الأرواح.
وتضمنت المبادرة خطوات عملية لضمان إتقان المشاركين للمهارات الإسعافية، باستخدام وسائل تعليمية مبسطة تحاكي الحالات الواقعية، مما زاد من تفاعل الحضور واستفادتهم المباشرة.
في السياق ذاته، نظم مركز تدريب الطائف التابع للهيئة برامج تدريبية مكثفة ومجانية لمدة أسبوع كامل، استهدفت الراغبين في تطوير معارفهم حول الإسعافات الأولية.
وجرى تسجيل المشاركين في هذه البرامج عبر منصة "متأهب"، التي تتيح للأفراد الالتحاق بدورات متخصصة بسهولة ويسر، بما يتماشى مع التوجه الرقمي للمملكة.
ولم تقتصر الجهود على التدريب المباشر، بل امتدت إلى تنظيم محاضرات توعوية في عدد من الجهات الحكومية والخاصة، لنشر ثقافة الإسعاف في بيئات العمل والمؤسسات التعليمية.
كما تعاونت الهيئة مع أمانة الطائف في بث رسائل تعريفية عبر الشاشات الإلكترونية المنتشرة في الأماكن العامة، لتوضيح أهمية تطبيق "المستجيب".
ويُعد التطبيق أداة مبتكرة تتيح للمواطنين والمقيمين المساهمة في مباشرة الحالات الإسعافية القريبة منهم، إلى حين وصول الفرق المختصة، مما يعزز فرص إنقاذ المصابين في اللحظات الحرجة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الهلال الأحمر لتوسيع دائرة المسؤولية المجتمعية، وجعل الإسعافات الأولية مهارة عامة وليست مقتصرة على المختصين فقط.
وتشير الهيئة إلى أن نشر هذه الثقافة يسهم في تقليل معدلات المضاعفات الناتجة عن الإصابات والحوادث، وهو ما ينسجم مع مستهدفات جودة الحياة في رؤية المملكة 2030.
كما أوضحت أن المبادرات تهدف إلى رفع مستوى جاهزية المجتمع في التعامل مع الحوادث المفاجئة، وبناء وعي يرسخ ثقافة العطاء والتطوع في المواقف الإنسانية.
ولاقت هذه الجهود تفاعلًا كبيرًا من الأهالي والزوار، الذين أبدوا إعجابهم بطريقة العرض العملية والفرصة التي أُتيحت لهم للتدريب الميداني المباشر.
ويؤكد مختصون أن مثل هذه المبادرات تعزز دور المتطوعين في دعم المنظومة الصحية، وتفتح المجال أمام جيل واعٍ قادر على التدخل السريع قبل وصول الإسعاف.
كما تسهم في تعزيز الثقة بين المجتمع والجهات الخدمية، من خلال إشراك الأفراد في مسؤولية إنقاذ الأرواح، بدلاً من اقتصارها على الفرق الطبية الرسمية.
ويرى مراقبون أن إقامة الفعاليات في أماكن عامة كالمجمعات التجارية والمتنزهات تضمن وصول الرسالة إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين والمقيمين.
وبذلك، نجحت هيئة الهلال الأحمر بالطائف في تحويل اليوم العالمي للإسعافات الأولية إلى منصة للتفاعل المجتمعي، ورافد أساسي لترسيخ ثقافة إنسانية تقوم على الإنقاذ والتطوع.
