نجح فريق طبي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة في إجراء عملية دقيقة ونادرة، تمثلت في استئصال ورم من الغدة الزعترية لمراجع في العقد الرابع من العمر، بعد معاناة مع أعراض تنفسية وصدرية حادة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضح الدكتور أشرف مغربي، استشاري جراحات الصدر والمناظير والروبوت الجراحي، ورئيس الفريق الطبي المعالج، أن المريض حضر وهو يعاني من ضيق شديد في التنفس وسعال مستمر وآلام في الصدر إضافة إلى صعوبة واضحة في البلع.
وأضاف أن الفريق الطبي بادر فورًا بإجراء فحوصات شاملة، شملت التصوير المقطعي والأشعة السينية وتخطيط العضلات والتحاليل المخبرية، لتحديد طبيعة المشكلة بدقة قبل وضع خطة علاجية مناسبة.
وأظهرت النتائج وجود ورم نسيجي سرطاني نادر في الغدة الزعترية، يتموضع داخل التجويف الصدري بين الرئتين، ويبلغ طوله نحو سبعة سنتيمترات، ما زاد من صعوبة الحالة وتشابك أعراضها.
كما تبيّن أن المريض يعاني في الوقت ذاته من الوهن العضلي، وهو مرض يضعف القدرة على التحكم في العضلات، الأمر الذي تطلب معالجة مزدوجة قبل التوجه إلى الجراحة.
وبيّن الدكتور مغربي أن الخطة العلاجية ارتكزت أولًا على السيطرة على الوهن العضلي عبر إعطاء المريض جرعات من الأجسام المضادة الوريدية، لضمان استقرار حالته قبل الدخول إلى غرفة العمليات.
وبعد تجهيز الحالة طبيًا، خضع المريض لعملية استمرت ساعتين تحت التخدير العام، اعتمد فيها الأطباء على أسلوب التدخل الجراحي الطفيف باستخدام المناظير المتطورة.
وتم فتح عدة شقوق صغيرة لا تتجاوز الواحد سنتيمتر، ما أتاح استئصال الورم بدقة عالية دون الحاجة إلى جراحة تقليدية واسعة قد تزيد من فترة التعافي.
ونُقل المريض مباشرة بعد العملية إلى جناح التنويم، حيث وُضع تحت مراقبة دقيقة لمتابعة المؤشرات الحيوية والتأكد من استقرار حالته.
وأكد الفريق الطبي أن العملية تكللت بالنجاح الكامل، إذ لوحظ اختفاء الأعراض التنفسية والعضلية تدريجيًا، ما عكس فعالية الإجراءات العلاجية والجراحية المتبعة.
وأمضى المريض يومين فقط في المستشفى قبل أن يُسمح له بالخروج، بعد الاطمئنان على تحسن وظائف التنفس وقدرته على البلع بشكل طبيعي.
وشدد الدكتور مغربي على أن هذا الإنجاز يعكس قيمة التكنولوجيا الطبية الحديثة في المملكة، خاصة مع اعتماد الروبوتات الجراحية والمناظير في عمليات معقدة بهذا الحجم.
كما أشاد بجهود الفريق متعدد التخصصات، الذي ضم خبراء في جراحة الصدر والجهاز الهضمي والعناية المركزة والتخدير، إلى جانب استشارية الأعصاب الدكتورة سلوى مرابط.
وأوضح أن تكامل التخصصات أسهم بشكل مباشر في تجاوز التحديات المرتبطة بمرض الوهن العضلي، وضمان نجاح العملية بأعلى نسب الأمان.
ويُعد استئصال أورام الغدة الزعترية من الجراحات النادرة التي تتطلب خبرة متقدمة وإمكانات تقنية عالية، نظرًا لموقعها الحساس قرب القلب والرئتين.
وأكد المستشفى أن توفير أحدث الأجهزة والتقنيات الجراحية المتطورة يضعه في مصاف المؤسسات الطبية الكبرى، ويعزز مكانة جدة كمركز طبي بارز في المنطقة.
ويأتي هذا النجاح في إطار التوجه الصحي الوطني نحو الارتقاء بجودة الخدمات الطبية، وتوظيف أحدث الحلول العلاجية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويواصل المستشفى تقديم مثل هذه العمليات النوعية، بما يرسخ ثقة المرضى والمراجعين في قدرات الكوادر الطبية السعودية وشركائهم من الخبراء الدوليين.