اليوم الوطني السعودي
"هيئة الترفيه" تحدد موعد الاحتفال باليوم الوطني...وهذه هي المدن التي ستشهد "المشهد الأضخم"
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

تستعد المملكة للاحتفال باليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين، حيث يترقب المواطنون والمقيمون فعاليات مميزة تعكس روح الوحدة والفخر بالإنجازات التي تحققت منذ التأسيس وحتى اليوم، ويأتي هذا الاحتفال ليجدد الذاكرة الوطنية ويؤكد على مسيرة النهضة التي تقودها المملكة في مختلف المجالات.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وقد أعلنت الهيئة العامة للترفيه عن الشعار الرسمي لليوم الوطني السعودي 2025، والذي جاء بعنوان "عزّنا بطبعنا"، ليعكس جوهر الهوية السعودية الأصيلة وما يميز أبناء الوطن من صفات متجذرة كالجود والكرم والطموح والشهامة، وهي قيم ارتبطت بوجدان المجتمع منذ القدم واستمرت حتى أصبحت علامة فارقة في شخصية المواطن السعودي.

ويحمل الشعار دلالات عميقة تتجاوز مجرد الاحتفال، فهو يؤكد على أن ما وصل إليه السعوديون من إنجازات لم يكن إلا ثمرة تمسكهم بأصالتهم وهويتهم، حيث يربط الماضي بالحاضر، ويجسد الرؤية التي تسعى المملكة من خلالها إلى مواصلة مسيرة التنمية والابتكار ضمن مستهدفات رؤية 2030.

ويصادف اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين يوم الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري، وهو التاريخ الذي ارتبط بمرسوم الملك عبد العزيز التاريخي عام 1932، حين أعلن توحيد أرجاء البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية، فاتحاً بذلك صفحة جديدة من التاريخ العربي والإسلامي.

هذا اليوم يستحضر ملحمة استرداد الرياض عام 1902، التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، لتكون نقطة الانطلاق نحو توحيد مناطق الجزيرة العربية في كيان واحد متماسك، وهو ما شكّل نواة الدولة السعودية الحديثة.

ويرجع التاريخ الرسمي لاعتماد اليوم الوطني إلى السابع عشر من جمادى الأولى عام 1351هـ، حين صدر المرسوم الملكي الذي نص على إعلان المملكة، ليوافق ذلك يوم الخميس الثالث والعشرين من سبتمبر، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم مناسبة وطنية جامعة يحتفي بها السعوديون كل عام.

وتحرص المملكة في كل عام على إحياء هذه الذكرى بفعاليات متنوعة تعزز الانتماء وتجمع بين الاحتفاء بالتراث وإبراز ملامح التطور، حيث تشارك القطاعات الرسمية والخاصة في تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية وعسكرية تعكس روح المناسبة.

ومن أبرز الفعاليات هذا العام، ما أعلنته وزارة الدفاع السعودية حول تنظيم العروض الجوية للقوات الجوية الملكية، حيث ستقدم تشكيلات الطائرات الحربية عروضاً استعراضية في سماء عدد من المدن الكبرى، ما يضفي أجواء من الفخر والقوة على الاحتفال.

وتبدأ العروض في مدينة جدة على الواجهة البحرية لروشن مقابل فندق جدة هيلتون، حيث سيكون التدريب يومي الثامن عشر والتاسع عشر من سبتمبر عند الخامسة مساءً، على أن يقام العرض الرسمي يوم العشرين من الشهر نفسه في التوقيت ذاته.

أما في العاصمة الرياض، فستقام العروض شمال غرب مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، حيث سيجري التدريب يوم الثاني والعشرين من سبتمبر عند الرابعة مساءً، بينما يشهد يوم الثالث والعشرين العرض الرسمي احتفالاً باليوم الوطني في التوقيت نفسه.

وفي المنطقة الشرقية، ستحتضن مدينة الخبر العروض الجوية على واجهة الكورنيش مقابل مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية، حيث يقام التدريب يوم السادس والعشرين من سبتمبر عند الرابعة والنصف مساءً، فيما يقام العرض الرئيسي يوم السابع والعشرين من الشهر ذاته.

وتكتسب العروض الجوية هذا العام أهمية خاصة، فهي لا تقتصر على الجانب الترفيهي، بل تحمل رسائل رمزية عن قوة وتطور القوات المسلحة السعودية، وتؤكد على الدور المحوري الذي تقوم به في حماية الوطن وصون أمنه.

كما تعكس هذه العروض مستوى التطوير الذي شهده قطاع الدفاع السعودي خلال السنوات الماضية، من خلال ما يظهر من كفاءة الطيارين وتجهيزات الطائرات الحديثة، وهو ما يتناغم مع أهداف رؤية 2030 في تعزيز الصناعات الدفاعية وتوطينها.

ويأتي تنظيم الفعاليات في المدن الكبرى ليتيح لأكبر شريحة من المواطنين والمقيمين فرصة المشاركة في الأجواء الاحتفالية، حيث تحرص الجهات المنظمة على أن تكون هذه الفعاليات متاحة للجميع لتعزيز روح الوحدة الوطنية.

ولا يقتصر الاحتفال على العروض الجوية فقط، بل تصاحب المناسبة فعاليات فنية وثقافية متنوعة، تشمل عروضاً تراثية وحفلات غنائية وأمسيات شعرية ومعارض فنية، بما يعكس التنوع الثقافي والفني في المجتمع السعودي.

وتشهد الفعاليات عادة مشاركة واسعة من العائلات والشباب، الذين يعتبرون اليوم الوطني مناسبة للتعبير عن حب الوطن وتجديد الولاء للقيادة، كما يعد فرصة للتواصل بين الأجيال وتعريف الصغار بتاريخ بلادهم وإنجازاتها.

ومع اقتراب الموعد، تزينت الشوارع والمباني بالأعلام واللافتات الخضراء، فيما بدأت المتاجر والأسواق في طرح منتجات خاصة باليوم الوطني، تعكس روح الانتماء وتضيف لمسة من البهجة على أجواء المدن.

ويترقب السعوديون هذه المناسبة كل عام ليس فقط للاحتفال، بل لاستشعار قيمة الوحدة الوطنية وما تعنيه من استقرار وأمان، وهو ما ينعكس على استمرار مسيرة التنمية والازدهار التي تشهدها المملكة في مختلف القطاعات.

وتبقى ذكرى اليوم الوطني رمزاً لوحدة الصف والتلاحم بين القيادة والشعب، وموعداً متجدداً لتجديد العهد بالمضي قدماً نحو مستقبل أكثر إشراقاً، بما يحقق تطلعات الأجيال القادمة ويحافظ على مكتسبات الماضي.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار