شهدت عدة قرى شمال محافظة القويعية صباح الثلاثاء الماضي انقطاعًا كليًا للتيار الكهربائي استمر أكثر من أربع ساعات، ما تسبب في توقف المدارس وتعطّل المراكز الصحية، وزاد من معاناة الأهالي في ظل الأجواء الحارة التي تشهدها المنطقة.
إقرأ ايضاً:"القوات الخاصة للأمن البيئي" تضبط "تحركاً مريباً" في الرياض.. التفاصيل الكاملةالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المباد
بدأ الانقطاع عند السادسة والنصف صباحًا ليستمر حتى قرابة الحادية عشرة، وهو ما أثار حالة من التذمر بين السكان الذين أكدوا أنهم تقدموا ببلاغات رسمية عبر القنوات المخصصة، غير أنهم فوجئوا بإغلاق البلاغات برسائل آلية تفيد بعودة الخدمة رغم استمرار الانقطاع.
وأشار مشتركون إلى أن الشركة السعودية للكهرباء أرسلت رسائل تفيد بوجود عطل طارئ في الشبكة، مع توقع عودة التيار خلال ساعتين فقط، غير أن الانقطاع تجاوز المدة المعلنة، مما ضاعف من حجم الاستياء بين الأهالي.
وأوضح الأهالي أن المتابعة الميدانية اقتصرت على موظف صيانة أجنبي، على حد وصفهم، لم يكن ملمًا بمواقع القرى ومداخلها، وهو ما انعكس على سرعة الاستجابة وقدرة الفرق على معالجة الخلل.
هذا القصور دفع السكان للتشكيك في فاعلية آليات التواصل بين الشركة والمشتركين، حيث رأوا أن الاعتماد على رسائل آلية لا يعكس حجم المعاناة التي يعيشونها خلال فترة الانقطاع الطويل.
وتحدث أولياء أمور عن تعطّل أبنائهم عن الدراسة بسبب غياب الكهرباء عن المدارس، حيث تعطلت أجهزة التكييف والوسائل التعليمية، وهو ما أدى إلى إرباك سير العملية التعليمية في وقت حساس من العام الدراسي.
كما بيّن مراجعون أن المراكز الصحية تأثرت بشكل مباشر، إذ تعذر تشغيل بعض الأجهزة الطبية، فيما اضطر الكادر الطبي للاعتماد على وسائل بديلة محدودة، مما هدد جودة الخدمات الصحية المقدمة للسكان.
واعتبر عدد من الأهالي أن ما حدث يكشف عن حاجة ملحّة إلى خطط طوارئ أكثر فاعلية، تضمن سرعة التدخل واستعادة الخدمة خلال وقت قصير، خصوصًا أن الانقطاع تزامن مع ساعات الذروة الصباحية.
ولفتوا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة خلال تلك الساعات جعل الوضع أكثر صعوبة، إذ اضطر كثير من الأسر إلى مغادرة منازلها بحثًا عن أماكن مكيفة في القرى المجاورة.
وأكد بعض الأهالي أن الأضرار لم تتوقف عند الجانب الصحي والتعليمي، بل امتدت إلى الجانب المعيشي، حيث تعطلت الأجهزة الكهربائية المنزلية وتضررت بعض المواد الغذائية المخزنة بسبب غياب التبريد.
وطالب السكان الشركة بتقديم اعتذار رسمي وتوضيح أسباب العطل بدقة، إلى جانب تعويض المتضررين عن الأضرار المادية التي لحقت بهم جراء الانقطاع المفاجئ والطويل.
كما شددوا على ضرورة وجود قنوات تواصل فاعلة تُمكّن المشترك من الحصول على تحديثات دقيقة وواقعية، بدلًا من الاعتماد على رسائل موحدة لا تعكس حقيقة الموقف الميداني.
ويرى بعض المتابعين أن هذه الحادثة تعيد طرح تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية للكهرباء في القرى النائية، ومدى قدرتها على مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة مع التوسع العمراني والزراعي في تلك المناطق.
وأشار آخرون إلى أن ما حدث يجب أن يكون حافزًا للشركة لإعادة تقييم آلياتها التشغيلية، وتوسيع فرق الصيانة الميدانية بما يشمل كوادر محلية على دراية بمواقع القرى وتضاريسها.
ويؤكد خبراء أن معالجة مثل هذه الأعطال تتطلب استثمارات إضافية في تحديث الشبكات، إلى جانب تبني حلول تقنية متقدمة لرصد الأعطال والتعامل معها بشكل أسرع وأكثر دقة.
كما يشددون على أهمية تعزيز قنوات التواصل بين الشركة والأهالي عبر منصات فورية، بما يتيح مشاركة تفاصيل العطل والجدول الزمني المتوقع للإصلاح بشفافية أكبر.
ويأمل سكان القويعية أن تكون هذه الواقعة نقطة تحول في تحسين مستوى الخدمات، وضمان استقرار الكهرباء بشكل ينسجم مع تطلعات التنمية وجودة الحياة التي تركز عليها المملكة في رؤيتها المستقبلية.
ويترقب الأهالي خطوات عملية من الشركة السعودية للكهرباء، سواء في شكل خطط وقائية أو آليات تعويض، تضمن عدم تكرار مثل هذه الانقطاعات مستقبلاً، وحماية مصالح السكان في أوقات الأزمات.