تساوي الليل والنهار
"مختص فلكي" يفجّر المفاجأة.. هذا هو السبب الخفي وراء تساوي الليل والنهار
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

يشهد سكان الأرض مرتين في العام ظاهرة فلكية مميزة، تتمثل في تساوي الليل والنهار من حيث عدد الساعات، وهي لحظة يترقبها المهتمون بالطقس والفلك على حد سواء لما تحمله من دلالات علمية وروحية عميقة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، أن هذه الظاهرة تقع في الاعتدالين، الأول في شهر مارس ويسمى الاعتدال الربيعي، والثاني في شهر سبتمبر ويعرف بالاعتدال الخريفي.

وبيّن أن المقصود بالتساوي هو تعادل وقتي الشروق والغروب، حيث يصبح طول النهار مساوياً تماماً لطول الليل، وهو أمر لا يتكرر سوى في هذين الموعدين المحددين كل عام.

وأشار إلى أن هذا التوازن الكوني لا يحدث في يوم واحد بعينه في مختلف بقاع الأرض، بل يختلف باختلاف المواقع الجغرافية ونسبة قربها أو بعدها عن خط الاستواء.

ولفت إلى أن سكان المناطق الواقعة على خط الاستواء يعيشون هذه الظاهرة بشكل أوضح وأدق، بينما تختلف مواعيدها قليلاً في الدول البعيدة عن هذه الدائرة الوهمية.

وأوضح أن الاعتدالين يشكلان لحظة انتقالية بين الفصول، إذ يفتح الاعتدال الربيعي الباب أمام فصل الخصب والنمو، بينما يمثل الاعتدال الخريفي بداية الدخول في فصل أكثر اعتدالاً أو برودة.

وبيّن أن هذه الظاهرة تسهم في ضبط مواسم الزراعة وتحديد مواقيت الزرع والحصاد منذ آلاف السنين، ما جعلها ذات أهمية كبيرة للمجتمعات الزراعية قديماً.

كما تعد هذه الظاهرة دليلاً عملياً على انتظام حركة الأرض حول الشمس، وهو ما يمنح الكوكب توازنه الفصلي ويتيح استقرار الحياة المناخية والبيئية على سطحه.

وأكد المسند أن مثل هذه الظواهر تكشف عن دقة النظام الكوني الذي يسير وفق سنن محكمة، وهو ما يدعو للتأمل والتفكر في بديع الخلق.

وأفاد بأن طول النهار والليل في أيام الاعتدالين يبلغ تقريباً 12 ساعة لكل منهما، إلا أن بعض المناطق قد تشهد فارق دقائق قليلة تبعاً لموقعها الفلكي.

وأشار إلى أن الاعتدال الربيعي يمثل نقطة انطلاق للأنشطة المرتبطة بالدفء وارتفاع درجات الحرارة تدريجياً، بينما يرمز الاعتدال الخريفي إلى بداية موسم الأمطار في عدد من المناطق.

وبيّن أن هذا التساوي في ساعات الليل والنهار يختلف عن ظاهرة الانقلابين الصيفي والشتوي، حيث يصل النهار في الأول إلى أطول مدة له بينما يكون الليل في الثاني هو الأطول.

وأضاف أن تكرار هذه الظواهر بشكل منتظم كل عام يثبت مدى ثبات الدورة الفلكية للأرض حول الشمس، بما يمنح العلماء مؤشراً دقيقاً لتوقع التغيرات المناخية.

وأشار إلى أن التقدم العلمي ساعد في توثيق هذه الظواهر بشكل أكثر دقة، إلا أن جذورها تعود إلى ملاحظات الإنسان الأول الذي اعتمد عليها لتنظيم حياته اليومية.

ولفت إلى أن التراث الثقافي للعديد من الحضارات القديمة ربط هذه الظواهر بمعتقدات وأساطير، قبل أن يثبت العلم الحديث حقيقتها الفلكية.

وأكد المسند في تغريداته عبر منصة "إكس" أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الدلالات الكونية بقوله تعالى: "إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون".

وختم حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه الأحداث السماوية لا تقتصر على كونها حقائق علمية، بل هي في جوهرها رسائل تدعو الإنسان إلى التفكر والتأمل في عظمة الخالق.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار