شهدت محافظة الأفلاج أجواءً احتفالية مميزة خلال فعاليات اليوم الوطني، حيث كان لجناح المشاركات المجتمعية في البديع حضور لافت، حمل بين أركانه صورة متكاملة للتعاون بين مؤسسات محلية وجهات خدمية وتعليمية وصحية ودعوية، تحت إشراف جمعية التنمية الاجتماعية بالبديع.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
هذا الجناح لم يكن مجرد مساحة للعرض بل منصة تفاعلية جسدت روح الشراكة بين القطاعات، إذ جمعت بين جمعيات القطاع الثالث والجهات الحكومية والمدارس، في مشهد يعكس حجم الحراك المجتمعي الذي تشهده المحافظة.
وقد تميزت المشاركة بتنوع الجهات، بدءًا من جمعية الدعوة بالبديع، مرورًا بالمركز الصحي، وصولًا إلى عدد من المدارس مثل ثانوية البديع للبنات، والمتوسطة الأولى والثانية، ومدرسة حطين، والابتدائية الثالثة، إلى جانب الروضة الثانية، مما أضفى على الفعاليات طابعًا شاملًا ومتكاملًا.
البرامج التي قدمت خلال الجناح جمعت بين الترفيه والتوعية، حيث حرصت كل جهة مشاركة على إبراز دورها في خدمة المجتمع، سواء من خلال تقديم مبادرات صحية، أو برامج تربوية، أو حملات توعوية تستهدف مختلف الفئات العمرية.
وأكد المشرفون أن الهدف الأساسي للجناح هو تعزيز الوعي المجتمعي، عبر نشر قيم التعاون والتكافل والعمل التطوعي، إلى جانب إبراز إنجازات المؤسسات التعليمية والصحية والدعوية، بما يعكس الروح الوطنية المتجددة في هذا اليوم.
وحرصت الجهات المشاركة على أن تكون الفعاليات قريبة من اهتمامات الأهالي، فجاءت الحملة الصحية التي أطلقها المركز الصحي تحت عنوان "سلامة قلبك"، إلى جانب حملة لقاح الإنفلونزا الموسمية، لتؤكد على أهمية الوقاية والعناية بالصحة العامة.
كما كان لزوار الجناح فرصة للمشاركة في حملة للتسجيل للتبرع بالدم، ما أضاف بُعدًا إنسانيًا يعكس ثقافة العطاء التي يحرص المجتمع المحلي على ترسيخها في المناسبات الوطنية.
وقد لاقت هذه الحملات إقبالًا كبيرًا من الأهالي الذين توافدوا بكثافة على الجناح، مشيدين بجودة التنظيم وتنوع الفعاليات، معتبرين أن المبادرات جاءت متوافقة مع احتياجات المجتمع، وأضفت على اليوم الوطني بعدًا تنمويًا وخدميًا.
الأطفال بدورهم وجدوا نصيبًا من الأنشطة الترفيهية والتعليمية، حيث أُقيمت لهم فعاليات تفاعلية ساهمت في تعزيز القيم الوطنية بطرق تناسب أعمارهم، وهو ما جعل الجناح محط اهتمام الأسر.
ولم تغب الرسائل الدعوية عن المشهد، إذ قدمت جمعية الدعوة بالبديع برامج توجيهية تستهدف غرس القيم الأخلاقية والوطنية، لتتلاقى مع أهداف اليوم الوطني في تعزيز الهوية والانتماء.
من جانبها، أسهمت المدارس المشاركة في إبراز طاقات الطلاب والطالبات عبر لوحات إبداعية وأنشطة ثقافية، ما أتاح للجيل الناشئ التعبير عن فخره بوطنه بطريقته الخاصة.
المركز الصحي حرص على تقديم استشارات طبية وفحوص أولية، مما أتاح للزوار فرصة الجمع بين الاحتفاء بالوطن والعناية بصحتهم، في مشهد يجمع بين الفرح والفائدة.
الجناح أيضًا وفر مساحة للتطوع الشبابي، حيث شارك العديد من المتطوعين في تنظيم الفعاليات ومساعدة الزوار، ليكونوا صورة عملية للتعاون المجتمعي الذي طالما أكدت عليه رؤية المملكة 2030.
ولفت الزوار إلى أن جناح المشاركات المجتمعية مثّل تجربة متكاملة، جمعت بين الاحتفاء بالوطن وتعزيز الخدمات المجتمعية، ما جعل حضوره مختلفًا عن بقية أركان الفعاليات.
وقد شكلت الفعاليات نافذة لإبراز جهود القطاع الثالث، الذي بات شريكًا مهمًا في تنمية المجتمع، وركيزة أساسية لدعم المستهدفات التنموية على مستوى المملكة.
وفي ختام الفعاليات، بادرت جمعية التنمية الاجتماعية بالبديع إلى تكريم جميع الجهات المشاركة، تأكيدًا على أهمية العمل التشاركي وتقديرًا لعطاءاتهم في خدمة المجتمع.
التكريم لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل رسالة واضحة مفادها أن ما تحقق من نجاح في الفعاليات هو ثمرة التعاون والالتفاف حول الوطن، وهي قيم تتجاوز الاحتفالات لتبقى جزءًا من مسيرة المجتمع.
بهذا المشهد المتكامل، برز جناح المشاركات المجتمعية كأحد أهم مكونات احتفالات اليوم الوطني في الأفلاج، ليقدم نموذجًا يُحتذى به في كيفية دمج الاحتفال بالوطن مع خدمة المجتمع وتعزيز القيم الوطنية.