تأهل فريق الهلال إلى دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، بعد أن تمكن من تحقيق فوز صعب على فريق العدالة بهدف وحيد، في مواجهة احتضنها ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية في الأحساء وسط حضور جماهيري لافت.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
دخل الهلال اللقاء بتركيز عالٍ رغبة في حسم بطاقة التأهل مبكرًا، إلا أن فريق العدالة أظهر صلابة دفاعية وأحسن الانتشار داخل الملعب، مما صعّب مهمة الأزرق خلال النصف الأول من المباراة.
ورغم سيطرة الهلال على مجريات اللعب من حيث الاستحواذ والفرص، فإن محاولاته الهجومية اصطدمت بدفاع محكم وحارس متألق من جانب العدالة، ليبقى التعادل قائمًا حتى اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.
وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، نجح عبدالله الحمدان في استغلال كرة عرضية ليضعها في الشباك، معلنًا تقدم الهلال بهدف ثمين قبل صافرة الاستراحة، وهو الهدف الذي أثبت لاحقًا أنه كان مفتاح التأهل.
مع بداية الشوط الثاني حاول العدالة العودة في النتيجة، حيث اعتمد على الهجمات المرتدة السريعة والكرات الطولية في محاولة لمباغتة دفاع الهلال، لكن افتقاده للدقة في اللمسة الأخيرة حرم الفريق من تعديل النتيجة.
في المقابل واصل الهلال ضغطه الهجومي من أجل تعزيز الفارق وضمان العبور بأريحية، إلا أن التسرع أضاع على لاعبيه عدة فرص محققة كانت كفيلة بزيادة الغلة التهديفية.
وأظهر الجهاز الفني للهلال بقيادة جورجي جيسوس مرونة تكتيكية في إدارة اللقاء، حيث أجرى تبديلات منحت الفريق طاقة إضافية، وحافظت على التوازن بين الدفاع والهجوم في مواجهة اندفاع العدالة.
كما برزت بعض الأسماء الهلالية بشكل لافت خلال المباراة، مثل ميشايل الذي شكل خطورة كبيرة على الأطراف، إضافة إلى ناصر الدوسري الذي ساهم في السيطرة على وسط الميدان.
رغم محاولات العدالة في الدقائق الأخيرة والضغط المكثف على مناطق الهلال، فإن التنظيم الدفاعي المحكم وخبرة لاعبي الأزرق حالت دون حدوث مفاجآت، ليبقى الهدف الوحيد هو الفاصل.
وبهذا الانتصار، يواصل الهلال مسيرته في البطولة الأغلى على مستوى الأندية السعودية، حيث يضع عينه على المنافسة بقوة على اللقب الذي يعد من أبرز أهدافه هذا الموسم.
وتكتسب هذه النتيجة أهمية مضاعفة للهلال كونها جاءت خارج أرضه، وفي مباراة شهدت تحديات بدنية وفنية كبيرة أمام فريق أظهر روحًا قتالية عالية رغم فارق الإمكانيات.
كما أن الفوز يعكس عمق التشكيلة الهلالية وقدرتها على التعامل مع ضغط المباريات المتلاحقة، خاصة في ظل مشاركة الفريق في أكثر من بطولة محلية وقارية هذا الموسم.
ويطمح أنصار الهلال أن تكون هذه البداية حافزًا إضافيًا للاعبين لمواصلة المشوار نحو الأدوار المتقدمة، وإضافة بطولة جديدة إلى سجل الإنجازات الممتد للنادي.
في المقابل، خرج العدالة مرفوع الرأس رغم الخسارة، بعدما قدم أداءً مقنعًا أمام بطل كبير، وأكد أنه قادر على مقارعة الكبار إذا ما حافظ على نفس الروح في بقية استحقاقاته.
ويُتوقع أن يواجه الهلال في الدور المقبل اختبارًا أصعب، حيث ستزداد حدة المنافسة مع دخول فرق كبرى تضع هي الأخرى اللقب نصب أعينها، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة أكثر إثارة.
هذا الفوز يضع الهلال ضمن قائمة المرشحين البارزين للفوز بالبطولة، خاصة مع امتلاكه الخبرة الطويلة في التعامل مع مباريات خروج المغلوب، إلى جانب الدعم الجماهيري الكبير.
وتأتي مشاركة الهلال في كأس الملك هذا العام ضمن سعيه لتأكيد هيمنته محليًا، بعد أن أثبت جدارته على المستويين الآسيوي والعالمي في السنوات الأخيرة.
وبانتهاء هذه المواجهة، يطوي الهلال صفحة دور الـ32 وهو أكثر إصرارًا على المضي قدمًا، فيما يترك العدالة البطولة وقد حظي باحترام الجماهير والمتابعين لأدائه القوي.