يعتزم نادي النصر في خطوة تؤكد التزامه بخطط التطوير الشاملة، وخاصة في فئة الشباب والأكاديميات، ضم مدرب جديد لتولي مهام تدريب فريق 18 عامًا، لتعزيز القاعدة الفنية للفئات السنية، وهذا التوجه الإداري ليعكس تركيز الإدارة على بناء فريق مستقبلي قوي، قادر على دعم الفريق الأول بشكل مستدام.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وذكر الإعلامي الرياضي المعروف، عبدالعزيز العصيمي، في تقرير حصري نشر مؤخراً، أن إدارة نادي النصر قد اتخذت قراراً حاسماً بتعيين المدرب البرتغالي، جواو ابرو، مدربًا لفريق 18 عامًا بشكل رسمي.

هذا التعيين يمثل إضافة جديدة للكادر الفني البرتغالي في النادي، مما يرسخ من المدرسة الفنية الموحدة داخل صفوف "العالمي".

ويشير هذا القرار إلى وجود استراتيجية واضحة المعالم داخل النادي، لتوحيد الفكر التدريبي والخطط التكتيكية، بين الفريق الأول الذي يقوده مواطنه البرتغالي جورجي جيسوس، والفئات السنية الأدنى.

إن وجود ابرو في هذا المنصب الحساس، سيضمن تطبيق نفس الأساليب والمنهجيات المتبعة في الفريق الأول، لضمان انتقال سلس وفعال للاعبين الشباب.

ويُعد فريق 18 عامًا، هو المرحلة الأخيرة والمفصلية في صقل موهبة اللاعب، قبل أن يتم ترفيعه بشكل مباشر للفريق الأول، مما يجعل دور المدرب في هذه المرحلة بالغ الأهمية والتأثير.

وتتركز مهمة جواو ابرو على تطوير العناصر الشابة، فنياً وبدنياً وذهنياً، لتكون جاهزة للمشاركة في دوري المحترفين دون صعوبات كبيرة أو وقت للتأهيل الطويل.

ويأتي هذا التركيز على تدريب الشباب، انسجاماً مع المشروع الإداري الطموح الذي يقوده رئيس النادي عبد الله الماجد، والذي يهدف إلى تحقيق التطور على المستويين المحلي والقاري، بالاعتماد على المواهب المحلية أيضاً.

فمن خلال تخريج لاعبين جاهزين فنياً من أكاديمية النصر، يمكن للنادي تقليل اعتماده على الصفقات الخارجية المكلفة، وبناء هوية محلية قوية للفريق تعتمد على أبناء النادي.

ومن المؤكد أن ابرو سيأتي بخبرات تدريبية متخصصة في التعامل مع هذه الفئة العمرية الحرجة، التي تتطلب مهارات خاصة في التحفيز والتوجيه، والتعامل النفسي، بجانب الجانب التكتيكي المتقدم.

هذا الاستثمار في المدربين العالميين للفئات السنية، هو معيار للتقدم الاحترافي، ويعكس الجدية المطلوبة في بناء قاعدة مستدامة للنادي على المدى الطويل.

ومن المرجح أن تكون مهمة ابرو مرتبطة بشكل مباشر بالمدير الرياضي الجديد، سيماو كوتينيو، الذي يشرف على الاستراتيجية الرياضية الكلية للنادي، لضمان أعلى مستويات التنسيق.

هذا التكامل الإداري والفني بين جميع الأجهزة، هو ما يميز الأندية الأوروبية الكبرى، ويسعى النصر لتبنيه بالكامل في هيكله الجديد.

وفي الوقت الذي يتم فيه وضع هذه اللبنة المستقبلية في أكاديمية النصر، تتركز الأنظار حالياً على تحدٍ ضخم ومفصلي يواجه الفريق الأول على المدى القريب، فمن المعلوم أن النصر سيواجه فريق الاتحاد ضمن منافسات دوري روشن للمحترفين، في كلاسيكو يعد من أهم مباريات الموسم الرياضي الحالي.

هذه المواجهة المنتظرة بين الغريمين التقليديين، غالباً ما تتسم بالندية الشديدة والضغط الجماهيري والإعلامي غير المسبوق، وتلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار المنافسة على قمة جدول الترتيب، ولذا فإن تركيز الإدارة الفني والإعلامي حالياً، ينصب بالكامل على تجهيز الفريق الأول بقيادة جيسوس لهذه الموقعة الكلاسيكية التي لا تقبل القسمة على اثنين.

إن الاستعداد لمثل هذه المباراة الحاسمة يتطلب استنفاراً كاملاً للجهود، لضمان حصد النقاط الثلاث الغالية، ومواصلة المشوار بنجاح في المنافسة القوية بدوري المحترفين الذي يحتدم عاماً بعد عام، ويُعول الجمهور النصراوي على نجوم الفريق الكبار، لتقديم أداء يليق باسم النصر في هذه القمة الكروية المرتقبة، وتحقيق انتصار يثلج صدورهم.

وبينما يتأهب الفريق الأول لهذا التحدي الكبير في الحاضر القريب، فإن تعيين جواو ابرو يمثل رسالة واضحة للمستقبل المشرق، مفادها أن النصر يعمل على جبهتين بنفس القوة والاهتمام، فالنجاح في الأندية الحديثة، لا يقتصر على الصفقات الكبرى والانتصارات الفورية، بل يمتد إلى بناء منظومة متكاملة ومستدامة تبدأ من أصغر الفئات العمرية.

هذا التوازن بين تلبية طموحات الجماهير الحالية، وتأمين مستقبل النادي بالتركيز على المواهب الشابة، هو ما يميز الإدارات المحترفة في عالم كرة القدم الحديثة، والنصر يثبت يوماً بعد يوم، أنه يسير على الطريق الصحيح نحو العالمية الشاملة، ليس فقط بالتعاقد مع النجوم العالميين، ولكن بالاستثمار في الكوادر الفنية القادرة على صنع نجوم المستقبل.