ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية خلال الجلسة الأخيرة، لكنها قلّصت جزءًا من مكاسبها بعد صدور بيانات تُظهر تراجع عدد المتقدمين لأول مرة بطلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة، ما انعكس على تحركات السوق بشكل واضح.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وصل سعر الذهب الفوري إلى 3739.42 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل في وقت سابق من الجلسة ارتفاعًا نسبته 0.6%، مع الإشارة إلى أن الأسعار سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 3790.82 دولارًا يوم الثلاثاء، مما يدل على زخم صعودي قوي للذهب مؤخراً.
كما شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل عند التسوية إلى 3771.1 دولارًا، وهو ما يعكس حالة من التذبذب المعتدل في السوق وسط متابعة المستثمرين لتطورات البيانات الاقتصادية.
أظهرت البيانات الأمريكية الأخيرة انخفاضًا في عدد المتقدمين لأول مرة بطلبات إعانات البطالة، وهو ما يُفسر جزئيًا التراجع الطفيف في مكاسب الذهب، إذ تأثرت حركة المعدن الأصفر بتوقعات المستثمرين لأسعار الفائدة والسياسات الاقتصادية المستقبلية.
ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 2.2% لتصل إلى 44.87 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا، ما يعكس قوة الطلب على المعادن النفيسة وسط بيئة اقتصادية غير مستقرة ومخاوف التضخم العالمي.
سجل البلاتين زيادة بنسبة 3.5% ليصل إلى 1524.15 دولارًا، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2013، ما يعكس الطلب القوي على المعادن الصناعية والاستثمارية على حد سواء، مع استمرار تدفق رؤوس الأموال نحو القطاعات المأمونة نسبيًا.
كما صعد البلاديوم بنسبة 3.6% إلى 1254.04 دولارًا للأوقية، مسجلاً مستويات قياسية جديدة، وهو ما يعكس تأثير محدودية المعروض وزيادة الطلب في القطاعات الصناعية، لا سيما صناعة السيارات التي تعتمد على المحفزات الكيميائية.
وأشار خبراء السوق إلى أن الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم يستمرون في جذب المستثمرين الباحثين عن تحوط ضد المخاطر الاقتصادية، مع تحركات متسارعة للأسواق العالمية التي تشهد تقلبات كبيرة في ظل استمرار الضغوط التضخمية والسياسية.
وأوضح المحللون أن انخفاض طلبات إعانات البطالة الأمريكية لم يبدد الثقة بالذهب كملاذ آمن، لكنه خلق حالة من التذبذب المؤقت، حيث يسعى المستثمرون لموازنة العوائد المحتملة مع مستويات المخاطر الحالية في السوق.
وشدد المحللون على أن الذهب قد يواجه مقاومة عند مستويات 3800 دولار للأوقية إذا استمر المستثمرون في ترقب بيانات اقتصادية أمريكية جديدة، بينما يظل الدعم عند 3700 دولار للأوقية، ما يحدد نطاق التداول للذهب في المدى القريب.
في الوقت نفسه، يبقى الطلب على الفضة قوياً نتيجة التوازن بين دورها كمعادن ثمينة والاستعمالات الصناعية، خصوصاً في قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات، ما يعزز مستويات الأسعار عند أعلى مستوياتها منذ عقود.
وأشار الخبراء إلى أن ارتفاع أسعار البلاتين والبلاديوم يعكس استمرار ضغط العرض مقابل الطلب، مع بقاء المعروض محدوداً من بعض الدول المنتجة، وهو ما يضيف قوة للمعادن مقابل الانخفاضات المؤقتة للذهب.
كما توقع المحللون استمرار تقلب الأسعار على المدى القصير بسبب التدفقات الاستثمارية والمضاربات في أسواق العقود الآجلة، مما يجعل متابعة كل تقرير اقتصادي أمريكي أمرًا بالغ الأهمية لتوقع اتجاهات المعادن النفيسة.
وأشار بعض المستثمرين إلى أن التحركات الأخيرة في السوق قد تكون فرصة لدخول الصفقات أو تعديل محافظ الاستثمار، مستفيدين من التذبذب النسبي الذي ظهر بعد صدور بيانات إعانات البطالة الأخيرة.
وأكد خبراء الاقتصاد أن البيانات الاقتصادية الأمريكية تؤثر بشكل مباشر على الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، لا سيما من حيث تأثيرها على سياسات الفائدة، والتوقعات التضخمية، واستقرار الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية.
وأوضحت تقارير السوق أن المستثمرين يركزون الآن على مراقبة مستويات الدعم والمقاومة الفنية للذهب، ومتابعة تحركات الدولار والديون الحكومية، لتحديد أفضل الاستراتيجيات الاستثمارية في الفترة القادمة.
وشدد المحللون على أن الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم يظلون أصولًا مهمة للتحوط من المخاطر الاقتصادية والسياسية، مع قدرة قوية على امتصاص الصدمات في ظل حالة عدم اليقين العالمية المستمرة.
وختم الخبراء بالقول إن متابعة البيانات الاقتصادية الأمريكية، بما في ذلك طلبات إعانات البطالة والتقارير التضخمية، ستظل العامل الأساسي لتحديد الاتجاهات المقبلة للأسعار في الأسواق العالمية للمعادن النفيسة، ما يجعل الذهب والفضة والبلاديوم والبلاتين في قلب اهتمامات المستثمرين.