أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القائمة النهائية للمرشحين لجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2025، وضمت القائمة اسم النجم السعودي ولاعب نادي الهلال سالم الدوسري، إلى جانب مجموعة من أبرز نجوم القارة الذين تألقوا في الموسم الكروي المنصرم، ما فتح باب النقاش واسعًا حول أحقية بعض الأسماء في التواجد بين المرشحين.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!

وجاء اختيار سالم الدوسري بعد موسم حافل شارك فيه مع الهلال والمنتخب الوطني، حيث كان حاضرًا في أكثر من بطولة، إلا أن مستواه الفني أثار تباينًا بين المتابعين، خاصة مع التفاوت بين أرقامه الفردية وتأثيره الفعلي على نتائج الفرق التي مثّلها في مختلف المسابقات.

الترشيح قوبل بجدل واسع، حيث عبّر الإعلامي الرياضي فيصل القيران عن رفضه لوجود الدوسري ضمن القائمة، معتبرًا أن اللاعب لم يحقق إنجازات فردية أو جماعية كبرى تبرّر ترشيحه، وأن اختياره لا يستند إلى معايير دقيقة بقدر ما يعكس ما وصفه بـ"صناعة النجم إعلاميًا".

القيران أشار في تغريدة عبر منصة "إكس" إلى أن الدوسري لم يكن هدافًا للدوري السعودي، ولم ينجح في قيادة الهلال إلى لقب دوري أبطال آسيا، كما لم يظهر بأداء مؤثر مع المنتخب السعودي في التصفيات أو البطولات القارية الأخيرة، وهو ما اعتبره دليلاً على محدودية تأثيره في المحافل الكبرى.

واستشهد الإعلامي بأن مثل هذه الترشيحات تكررت سابقًا في الكرة السعودية، حيث جرى تضخيم أسماء بارزة إعلاميًا على غرار سامي الجابر، من دون أن يكون ذلك بالضرورة انعكاسًا لأداء فني يتفوق على بقية المنافسين في القارة.

في المقابل، يرى عدد كبير من المتابعين أن سالم الدوسري حافظ على استقرار فني مميز خلال السنوات الأخيرة، وأثبت نفسه كأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في البطولات المحلية، مع حضور قوي في مناسبات قارية ودولية، ما يجعله من الأسماء المستحقة على الأقل للتواجد ضمن القائمة النهائية.

الاتحاد الآسيوي بدوره يستند إلى معايير واضحة في اختياراته، تشمل الأداء الفني، التأثير في المباريات، الإنجازات الجماعية، والحضور الدولي، وهو ما يفتح الباب لتفسيرات متعددة حول أحقية اللاعبين، خاصة حين يتداخل الحكم الفني مع الانطباع الجماهيري والإعلامي.

الجدل حول ترشيح الدوسري يعكس جانبًا من الانقسام في المشهد الرياضي السعودي، حيث يتباين تقييم النقاد والجماهير بين من يرى أن اللاعب وصل إلى قمة عطائه، ومن يعتبر أنه لم يعد يقدم الإضافة التي تميزه عن غيره من نجوم القارة.

ويستحضر بعض المتابعين أرقام اللاعب في الدوري المحلي وعدد أهدافه وصناعته للفرص الحاسمة، في محاولة لتأكيد أحقية الترشيح، بينما يشير آخرون إلى غياب التتويجات القارية والدولية الكبرى كعامل يضعف موقفه أمام منافسين آخرين.

المثير أن اسم سالم الدوسري ارتبط في السنوات الماضية بلحظات فارقة مع المنتخب السعودي، أبرزها هدفه الشهير في شباك الأرجنتين بمونديال 2022، ما عزز صورته كنجم حاضر في المحافل الكبرى، حتى لو لم يقترن ذلك دائمًا بتتويجات.

ومن المنتظر أن يشهد حفل توزيع الجوائز المقرر في 16 أكتوبر المقبل زخماً كبيرًا، حيث سيُبث مباشرة عبر قناة الاتحاد الآسيوي على "يوتيوب" إلى جانب منصات رقمية أخرى، ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

الحدث سيجمع كبار المسؤولين الرياضيين ونجوم الكرة في القارة، ما يمنحه أهمية خاصة، ليس فقط على صعيد الجوائز الفردية، بل كمنصة لتسليط الضوء على تطور كرة القدم الآسيوية ومستقبلها خلال المرحلة المقبلة.

القائمة النهائية شهدت كذلك حضورًا سعوديًا متنوعًا، إذ ترشح لاعب الاتحاد حامد يوسف لجائزة أفضل لاعب شاب في آسيا، وهو ما يعد اعترافًا بمواهب سعودية شابة صاعدة قادرة على تمثيل المملكة في المحافل القارية.

كما رُشّح الاتحاد السعودي لكرة القدم للفئة البلاتينية كأفضل اتحاد، وهو ما يعكس جهود تطوير اللعبة داخل المملكة خلال الأعوام الماضية، خصوصًا مع توسع الاستثمار في البنية التحتية والبرامج الفنية.

ولم يتوقف الحضور السعودي عند ذلك، بل توج الاتحاد بجائزة تطوير الواعدين في الفئة الذهبية، ما يسلط الضوء على مسار العمل طويل الأمد الذي يركز على صناعة جيل جديد من اللاعبين القادرين على المنافسة.

هذا التمثيل الواسع في الحفل الآسيوي يعزز صورة الكرة السعودية كقوة إقليمية متنامية، خصوصًا في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى لترسيخ حضور عالمي.

لكن في الوقت ذاته، يبقى النقاش مفتوحًا حول جدوى بعض الترشيحات، ومنها اسم سالم الدوسري، الذي يبدو أنه سيظل محور جدل حتى لحظة إعلان النتيجة، بين من يراه نجمًا بارزًا ومن يعتبره صناعة إعلامية بحتة.

الحفل المرتقب قد يحدد بشكل كبير صورة المرحلة المقبلة للكرة السعودية في المشهد الآسيوي، سواء عبر فوز أحد ممثليها بالجوائز الكبرى، أو من خلال ترسيخ حضورها التنظيمي والهيكلي على مستوى الاتحاد القاري.

ومهما كانت نتيجة التصويت، فإن وجود سالم الدوسري ضمن القائمة النهائية يعكس قيمة اللاعب في المعادلة القارية، سواء بوصفه رمزًا لنقاشات الجدل، أو كلاعب يمثل طموحات الجماهير السعودية في استمرار الحضور القوي على مستوى آسيا.