أمراض الكلى
"استشاري متخصص" يحذّر: وراء لافتة "الخلايا الجذعية" أسرار تهدد آلاف المرضى
كتب بواسطة: حسان الصائغ |

أطلق أستاذ واستشاري أمراض الكلى بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور سعد الشهيب، تحذيرًا مهمًا يخص بعض المراكز التي تروج لعلاجات أمراض الكلى باستخدام الخلايا الجذعية، مؤكدًا أن هذه الممارسات لا تحمل أي أساس علمي حتى الآن وتشكل خطرًا على صحة المرضى وأموالهم.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضح الشهيب عبر حسابه على منصة إكس أن الخلايا الجذعية حققت إنجازات بارزة في مجال أمراض الدم، خاصة مع العلاجات الجينية المتقدمة التي غيرت حياة كثير من المرضى، إلا أن الواقع في أمراض الكلى مختلف تمامًا.

وبيّن أن الأبحاث المتعلقة باستخدام الخلايا الجذعية لعلاج أمراض الكلى ما زالت محصورة في نطاق التجارب المعملية والسريرية المبكرة، ولم تصل بعد إلى مرحلة الاعتماد أو التطبيق الآمن.

ولفت إلى أن الترويج لهذه العلاجات على أنها حلول نهائية أو بدائل للغسيل الكلوي يُعد تضليلًا للمرضى الذين يبحثون عن أمل، ويعرضهم لمخاطر جسيمة.

وأكد أن مرضى الكلى يجب أن يكونوا أكثر وعيًا في التعامل مع أي إعلانات أو وعود بعلاجات غير مثبتة، خصوصًا عندما تتعلق بطرق لم تعتمدها الهيئات الطبية العالمية.

كما شدد على أن البحث العلمي لا يزال مستمرًا، وهناك جهود واسعة في هذا المجال، لكن الانتقال من المختبر إلى التطبيق الطبي يحتاج إلى سنوات طويلة من التجارب والتوثيق.

وأشار الشهيب إلى أن بعض المراكز التجارية تستغل معاناة المرضى وتستهدفهم بعروض علاجية مرتفعة التكاليف، دون تقديم أي ضمانات علمية أو طبية.

وبيّن أن ما يروّج له في هذا السياق قد يكون له أضرار مباشرة على الكلى والجسم بأكمله، بجانب الخسائر المالية الكبيرة التي يتكبدها المرضى وأسرهم.

وأفاد أن الوقاية تظل الخيار الأفضل، إذ تساعد الإجراءات الصحية السليمة مثل ضبط ضغط الدم، والتحكم في السكري، والالتزام بالحمية الغذائية، على تأخير تدهور وظائف الكلى.

وأضاف أن العلاجات المعتمدة والمتاحة حاليًا مثل الأدوية المثبتة علميًا يمكنها أن تقلل من الحاجة للغسيل الكلوي وتحافظ على ما تبقى من وظيفة الكلية.

وشدد على أهمية استشارة الأطباء المتخصصين والاعتماد على المراكز الطبية المعترف بها، بدلاً من الانسياق خلف إعلانات لا تستند إلى حقائق علمية.

وأشار كذلك إلى دور الجهات الصحية في توعية المجتمع ومراقبة تلك الممارسات غير النظامية التي تضر بالمريض وتسيء للمجال الطبي.

وأكد أن أي تقدم مستقبلي في علاج أمراض الكلى بالخلايا الجذعية سيعلن عنه عبر القنوات العلمية الموثوقة، وليس من خلال مراكز تجارية مجهولة.

كما دعا إلى تعزيز ثقافة التحقق من المعلومات الطبية وعدم الانسياق خلف الإشاعات أو التجارب الفردية غير الموثوقة.

وأشاد بالجهود البحثية الجارية في المملكة وخارجها لتطوير علاجات جديدة، مؤكدًا أن الطريق ما زال طويلًا لكنه واعد.

ولفت إلى أن التسرع في تطبيق أي تقنية طبية دون استكمال مراحلها البحثية يعرض المرضى لأضرار قد تكون أكبر من المرض نفسه.

وختم الشهيب حديثه بالتأكيد على أن الأمل في التقدم الطبي مشروع، لكن يجب أن يكون مبنيًا على العلم والدليل، لا على الوهم والاستغلال.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار