شهدت قمة الجولة الرابعة من دوري روشن السعودي حدثًا لافتًا مساء الجمعة، حين أخفق الاتحاد لأول مرة تحت قيادة مدربه الفرنسي لوران بلان في التسجيل على أرضه أمام ضيفه النصر، لتُسجَّل سابقة سلبية في مسيرة الفريق.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
المباراة التي احتضنها ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة انتهت بانتصار نصراوي ثمين بهدفين نظيفين، حملا توقيع النجم السنغالي ساديو ماني عند الدقيقة التاسعة، قبل أن يعزز البرتغالي كريستيانو رونالدو التقدم في الدقيقة الخامسة والثلاثين.
الاتحاد، حامل لقب النسخة الماضية من الدوري، ظهر عاجزًا عن فك شفرة دفاع النصر وحارس مرماه البرازيلي بينتو ماتيوس، الذي عاد للتشكيلة بعد غياب ونجح في الحفاظ على شباكه نظيفة طوال دقائق اللقاء.
النجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي يقود هجوم الاتحاد، حاول في أكثر من مناسبة تهديد مرمى الضيوف، غير أن محاولاته اصطدمت بتماسك الدفاع النصراوي وانضباط خطوطه، وهو ما أفسد على أصحاب الأرض فرص العودة في النتيجة.
هذا التعثر جاء بمثابة كسر لسلسلة مميزة للاتحاد مع بلان، حيث خاض الفريق 23 مباراة متتالية على أرضه منذ صيف العام الماضي دون أن يفشل في التسجيل، لتتوقف هذه المسيرة أمام النصر بعد أكثر من عام كامل من الاستمرارية.
النصر من جانبه استغل الفعالية الهجومية لنجومه، إذ ظهر الانسجام واضحًا بين ماني ورونالدو، إلى جانب تحركات الوسط التي دعمت الهجمات المرتدة وأرهقت دفاع الاتحاد.
النتيجة منحت الأصفر العاصمي الصدارة برصيد 12 نقطة كاملة، ليصبح الفريق الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة حتى الآن في المسابقة، بينما تجمد رصيد الاتحاد عند تسع نقاط في المركز الثاني.
الأجواء الجماهيرية في جدة أضافت طابعًا حماسيًا للكلاسيكو، حيث امتلأت المدرجات بأعداد كبيرة من المشجعين الذين رسموا لوحات من الأهازيج واللافتات، إلا أن فرحة النصر طغت مع صافرة النهاية.
الخسارة طرحت تساؤلات حول قدرة الاتحاد على الحفاظ على هيبته داخل معقله، خصوصًا وأنه كان يراهن على سجله القوي في الجوهرة المشعة لتعزيز موقفه في سباق الصدارة.
لوران بلان بدا متحفظًا في تصريحاته بعد اللقاء، مكتفيًا بالتأكيد على أن الفريق لم يظهر بالصورة المطلوبة هجوميًا، مشيرًا إلى أن العمل سيتواصل لتصحيح الأخطاء وتجاوز هذه الكبوة.
في المقابل، عبّر مدرب النصر عن رضاه الكبير بأداء لاعبيه، مؤكدًا أن الانتصار جاء نتيجة الالتزام بالتكتيك والانضباط داخل الملعب، إلى جانب الاستفادة من خبرة نجوم الفريق في مثل هذه المواجهات الكبيرة.
الهزيمة أمام النصر قد تشكل إنذارًا مبكرًا للاتحاد بضرورة معالجة بعض الثغرات، خاصة في التنويع الهجومي وإيجاد حلول بديلة عند مواجهة دفاعات قوية مثل دفاع النصر.
كما أن غياب الفاعلية الهجومية لبنزيما وبقية عناصر الهجوم يثير القلق لدى الجماهير، التي اعتادت مشاهدة فريقها يسجل في كل مباراة، الأمر الذي يشكل تحديًا إضافيًا للجهاز الفني.
من ناحية أخرى، فإن حفاظ النصر على شباكه نظيفة أمام حامل اللقب يعكس تطورًا واضحًا في الجانب الدفاعي للفريق، الذي عانى الموسم الماضي من بعض الهفوات في الخط الخلفي.
التوازن بين الدفاع والهجوم الذي أظهره النصر يعزز من حظوظه في المنافسة الجادة على اللقب، خصوصًا وأن الفريق يملك دكة بدلاء قوية قادرة على صنع الفارق متى ما احتاج المدرب.
الجماهير النصراوية عبرت عبر منصات التواصل عن فخرها بالفريق، معتبرة أن الفوز في جدة أمام الاتحاد هو رسالة مبكرة لبقية المنافسين بأن الأصفر قادم بقوة هذا الموسم.
أما مشجعو الاتحاد فقد أبدوا استياءهم من الأداء، داعين الإدارة والجهاز الفني إلى التحرك سريعًا لمعالجة الأخطاء قبل أن تتأثر حظوظ الفريق في الصراع على القمة.
الكلاسيكو هذه المرة لم يكن مجرد مباراة ثلاث نقاط، بل محطة مفصلية كشفت الكثير عن جاهزية النصر للمضي قدمًا في الصدارة، وفي المقابل وضعت الاتحاد أمام تحدٍ حقيقي لاستعادة نغمة الانتصارات سريعًا.