المحميات الملكية
"محمية الإمام تركي الملكية" تحسم الجدل.. انضمامها يضع السعودية في صدارة حماية الطبيعة
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

أعلنت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية عن انضمامها رسميًا إلى برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو، لتصبح بذلك أول محمية ملكية سعودية تنال هذا الاعتراف الدولي المرموق، وهو ما يعكس التزام المملكة الراسخ بحماية مواردها الطبيعية وتأكيد حضورها العالمي في مجال صون البيئة والتنوع الأحيائي.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

هذا الإنجاز يعد خطوة نوعية تواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كقوة رائدة في التنمية المستدامة، وربط جهودها البيئية بمسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن التوازن بين حماية الطبيعة وتلبية متطلبات الإنسان.

وأكد الأمير تركي بن محمد بن فهد رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير المحمية، أن هذا الاعتراف الدولي ليس مجرد إنجاز بيئي، بل شهادة عالمية على ريادة المملكة في تقديم نموذج وطني استثنائي لإدارة المحميات الملكية، يجمع بين الأصالة في حماية المكان والابتكار في أساليب الإدارة.

وأوضح سموه أن ما تحقق هو حصاد سنوات من العمل المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي، حيث وضعت الهيئة نصب عينيها الأبعاد البيئية والمجتمعية والاقتصادية، لتقديم نموذج متكامل ينسجم مع متطلبات العصر ويضمن استدامة الموارد.

وأشار سموه إلى أن الدعم المباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس المحميات الملكية، كان له الأثر الكبير في تطوير قطاع المحميات بالمملكة، وجعلها في مصاف التجارب العالمية الرائدة.

ويُعد برنامج الإنسان والمحيط الحيوي الذي أطلقته اليونسكو عام 1971 منصة عالمية تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة، من خلال وضع معايير دقيقة لإدارة المحميات الطبيعية وضمان الاستفادة المستدامة من مواردها.

ويعمل البرنامج على تعزيز جودة التفاعل بين الإنسان وبيئته، إلى جانب متابعة التغيرات التي تطرأ على المحيط الحيوي بفعل الأنشطة البشرية، والحد من الآثار السلبية المترتبة عليها بما يخدم استدامة الحياة.

كما يركز البرنامج على تشجيع البحث العلمي وتبادل الخبرات الدولية، ما يجعل انضمام المحمية السعودية فرصة لمد جسور التعاون مع مؤسسات عالمية، والاستفادة من الخبرات في مجال حماية النظم البيئية.

هذا الاعتراف الدولي جاء نتيجة استيفاء المحمية لمجموعة من المعايير الصارمة، منها الإدارة المستدامة للمناطق ذات القيمة البيئية العالية، وتبني برامج التعليم البيئي، وتمكين المجتمع المحلي من المساهمة في حماية الطبيعة.

كما يشمل الاعتراف دعم المبادرات التي تبتكر فرصًا اقتصادية قائمة على موارد المكان، مثل السياحة البيئية والأنشطة الثقافية المرتبطة بالبيئة المحلية، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المجتمعية.

ويأتي هذا النجاح امتدادًا للجهود السعودية المتسارعة في مجال البيئة، والتي شملت إطلاق مبادرات كبرى مثل "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، التي تستهدف مواجهة التحديات المناخية عالميًا.

وقد برزت المملكة في السنوات الأخيرة كلاعب رئيسي في النقاشات البيئية الدولية، حيث شاركت بفاعلية في مؤتمرات المناخ العالمية وقدمت تعهدات بخفض الانبعاثات وتعزيز الاستثمارات في الطاقة النظيفة.

انضمام محمية الإمام تركي الملكية إلى برنامج اليونسكو يضعها على خريطة المحميات العالمية، ويمثل دليلاً على نجاح السياسات الوطنية في تحقيق التوازن بين الحماية البيئية والتنمية الاقتصادية.

كما يفتح هذا الإنجاز الباب أمام المزيد من الاعترافات الدولية بالمحميات السعودية الأخرى، ما يعزز مكانة المملكة في المحافل البيئية العالمية ويشجع على تبادل الخبرات.

وللمحمية أهمية خاصة نظرًا لموقعها وتاريخها الغني، فهي تحتضن تنوعًا أحيائيًا فريدًا يشمل النباتات والحيوانات المحلية، وتعد موطنًا للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض.

وتسعى الهيئة إلى تطوير المحمية لتصبح مركزًا رائدًا في التعليم البيئي والسياحة المستدامة، بما يتيح للزوار تجربة متكاملة تعكس جمال الطبيعة وأهمية الحفاظ عليها.

ويعزز هذا الاعتراف أيضًا الوعي المجتمعي بأهمية المحميات الطبيعية، حيث يشكل إشراك المجتمع المحلي عنصرًا أساسيًا في إنجاح خطط الحماية وصون التنوع الأحيائي.

بهذا الإنجاز، تترسخ صورة المملكة كدولة رائدة عالميًا في مجال حماية البيئة، ومثال يحتذى به في الجمع بين التنمية وحماية الموارد الطبيعية، بما ينسجم مع تطلعات المستقبل.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار