اتحاد جدة
نادي الاتحاد يصدم: إقالة "بلان البطل" تفتح الباب أمام سيرجيو كونسيساو
كتب بواسطة: سماء سالم |

إقالة المدرب الفرنسي لوران بلان من تدريب اتحاد جدة فتحت الباب أمام سيناريوهات جديدة على صعيد الجهاز الفني للفريق، خصوصًا أن القرار جاء سريعًا بعد الخسارة أمام النصر في قمة الجولة الرابعة من دوري روشن السعودي، وهي نتيجة عمّقت الشكوك حول مستقبل العميد هذا الموسم.
إقرأ ايضاً:"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدة

الصحافة الإسبانية سلطت الضوء على هذا الملف، حيث كشفت صحيفة "ماركا" أن إدارة الاتحاد بدأت بالفعل في دراسة مجموعة من الأسماء اللامعة لتعويض رحيل بلان، وفي مقدمتهم البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المدير الفني لنادي بورتو سابقًا، المعروف بأسلوبه القوي وشخصيته الحازمة.

في المقابل، يبقى الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق لبرشلونة، خيارًا جذابًا بالنسبة لملاك النادي، إذ ينظر إليه على أنه قادر على إعادة بناء هوية لعب هجومية تتماشى مع تطلعات جماهير الاتحاد، رغم أن التعاقد معه يواجه عقبات مالية وإدارية.

إقالة بلان لم تكن متوقعة بالنسبة للكثيرين، خاصة أنه قاد الفريق الموسم الماضي للتتويج بلقب الدوري السعودي وكأس الملك، ما أعاد الاتحاد إلى واجهة البطولات المحلية بقوة، ورسخ مكانته ضمن المنافسين الكبار.

لكن الأداء هذا الموسم لم يرقَ لمستوى التطلعات، إذ تعثر الفريق مبكرًا في كأس السوبر السعودي، كما تعرض لخسائر موجعة في دوري أبطال آسيا، ما جعل الإدارة تعتبر أن التغيير الفني أصبح ضرورة قبل تفاقم الأزمة.

القرار يعكس أيضًا عقلية استثمارية لدى إدارة الاتحاد، التي باتت تبحث عن أسماء عالمية قادرة على الجمع بين النتائج السريعة وبناء مشروع طويل المدى يتماشى مع طموحات رؤية 2030 الرياضية في المملكة.

البرتغالي كونسيساو يتميز بخبرته في التعامل مع الفرق ذات الضغط الجماهيري الكبير، كما أنه أثبت نجاحه في تطوير اللاعبين الشباب، وهو ما قد يشكل نقطة قوة حال وصوله إلى جدة.

أما تشافي، فرغم خروجه الصعب من برشلونة، إلا أن اسمه ما زال يرتبط بفلسفة التيكي تاكا والكرة الممتعة، وهو ما يجعل جزءًا من جماهير الاتحاد يراه الوريث المثالي لتغيير صورة الفريق.

الصحيفة الإسبانية أوضحت أن هناك مرشحين آخرين أيضًا، إلا أن النقاش يدور حاليًا بشكل أساسي بين هذين الاسمين، ما يضع الإدارة أمام خيارين مختلفين في الأسلوب، لكنهما يتشابهان في الطموح الكبير.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن توقيت الإقالة قد يكون سلاحًا ذا حدين، فمن جهة يعطي الاتحاد فرصة مبكرة لتصحيح المسار، ومن جهة أخرى يفرض ضغطًا على المدرب الجديد الذي سيتعين عليه الدخول مباشرة في أجواء المنافسة القوية.

تاريخيًا، شهد اتحاد جدة محطات مشابهة عندما لجأ إلى أسماء أوروبية كبرى لإعادة بناء الفريق، لكن النجاح لم يكن مضمونًا دائمًا، إذ تعتمد التجربة على مدى انسجام المدرب مع طبيعة الدوري السعودي وظروفه الخاصة.

الملاك الجدد للاتحاد لديهم رؤية واضحة بتحويل النادي إلى علامة كروية عالمية، ما يجعل التعاقد مع اسم رنان مثل تشافي أو كونسيساو خطوة تسويقية أيضًا، إلى جانب كونها فنية.

الجماهير من جانبها أبدت انقسامًا، فالبعض يرى أن كونسيساو أكثر واقعية وقدرة على التعامل مع الضغوط، فيما يعتقد آخرون أن تشافي هو القادر على منح الفريق شخصية هجومية أوروبية تعكس طموحات النادي.

الملف مرشح لأن يشهد تطورات متسارعة خلال الأيام المقبلة، خصوصًا أن الاتحاد لا يملك رفاهية الوقت، مع اقتراب مواعيد مباريات هامة في الدوري ودوري الأبطال، ما يفرض ضرورة حسم القرار سريعًا.

خبراء الكرة السعودية يشيرون إلى أن النجاح يتوقف على توفير بيئة عمل متكاملة للمدرب الجديد، تشمل دعم الإدارة، ومرونة اللاعبين، إضافة إلى تعزيز الصفقات الأجنبية بما يخدم فلسفة المدرب القادم.

تجارب الأندية السعودية مؤخرًا مع أسماء أوروبية كبرى مثل كريستوف غالتييه في الهلال، وروبرتو مانشيني في المنتخب، تعطي مؤشرًا على أن السوق المحلي أصبح قادرًا على جذب مدربين من الصف الأول.

وبالنظر إلى حجم الاستثمار في الكرة السعودية، فإن توقعات النجاح تبقى مرتفعة، غير أن التحدي الأكبر هو مدى قدرة المدرب الجديد على فرض شخصيته والتكيف مع خصوصية الدوري السعودي.

هكذا يقف اتحاد جدة اليوم عند مفترق طرق، بين خيار برتغالي براغماتي وخيار إسباني برؤية هجومية، في انتظار أن تكشف الأيام المقبلة عن هوية القائد الجديد لمشروع العميد.

انتظار الجماهير لن يطول كثيرًا، فالموعد بات وشيكًا لإعلان هوية المدرب الجديد، الذي سيحمل على عاتقه مهمة إعادة الاتحاد إلى سكة الانتصارات وترسيخ مكانته كأحد أعمدة الكرة السعودية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار