حسم النجم الفرنسي كريم بنزيما موقفه من مستقبله مع نادي الاتحاد السعودي، حيث أبلغ إدارة النادي بشكل رسمي بعدم رغبته في تجديد عقده، ممهّدًا الطريق لعودته إلى الملاعب الأوروبية بعد تجربة استمرت موسمين في دوري روشن السعودي.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان

هذا القرار يأتي في وقت حساس بالنسبة للنادي الجداوي، خاصة وأن عقد بنزيما يمتد حتى يونيو 2026، إلا أن اللاعب يفكر في الرحيل المبكر مع فتح سوق الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، إذا ما توصّل لاتفاق مع نادٍ أوروبي يضمن له تحديًا جديدًا.

وبحسب ما كشفه الصحفي الإيطالي رودي غاليتي، فإن المهاجم المخضرم يحظى باهتمام كبير من نادي بنفيكا البرتغالي، حيث يرغب المدرب المخضرم جوزيه مورينيو في ضمه، لما يملكه من خبرة أوروبية طويلة وقدرة على صناعة الفارق في المباريات الحاسمة.

عودة بنزيما المحتملة إلى أوروبا تثير تساؤلات حول نجاح التجربة السعودية في استقطاب النجوم الكبار، خصوصًا أن اللاعب جاء بصفقة ضخمة عام 2023 كأحد أبرز الوجوه التسويقية للدوري ضمن مشروع رؤية المملكة 2030 لتطوير القطاع الرياضي.

إدارة الاتحاد كانت تراهن على استمرار بنزيما لقيادة الخط الهجومي خلال المواسم المقبلة، إلا أن موقف اللاعب الصريح يضعها أمام معضلة البحث عن بديل قادر على تعويض قيمته الفنية وخبرته الدولية.

الجماهير الاتحادية أبدت انقسامًا حول قرار المهاجم الفرنسي، فبينما يرى البعض أن رحيله خسارة كبيرة للفريق، يعتقد آخرون أن النادي بحاجة إلى دماء جديدة تعيد التوازن والانسجام داخل المجموعة بعد موسم مليء بالتقلبات.

رحيل محتمل في يناير سيمنح الاتحاد فرصة لإعادة هيكلة الفريق مبكرًا، لكنه في الوقت نفسه سيحرمه من خدمات أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في المباريات الكبرى، خصوصًا أمام المنافسين التقليديين مثل الهلال والنصر.

بنزيما، البالغ من العمر 37 عامًا، ما زال يتمتع بلياقة عالية وخبرة واسعة، وهو ما يجعله هدفًا مغريًا لعدد من الأندية الأوروبية الباحثة عن مهاجم قادر على قيادة الهجوم وتقديم الإضافة الفورية.

الحديث عن بنفيكا ليس الوحيد في المشهد، إذ تؤكد بعض التقارير أن هناك أندية أوروبية أخرى تراقب وضعه عن قرب، ما يفتح أمامه خيارات متعددة قد تعيد له بريقه في المنافسات القارية.

في المقابل، يبدو أن الاتحاد سيكون أمام مهمة صعبة لإيجاد مهاجم من العيار الثقيل، خصوصًا أن السوق الشتوي لا يمنح عادة الكثير من الخيارات، ما يفرض ضغوطًا إضافية على الإدارة الرياضية.

المدرب الحالي للاتحاد قد يجد نفسه مضطرًا لتغيير خططه التكتيكية في حال رحيل بنزيما، نظرًا لاعتماد الفريق بشكل كبير على أسلوب لعبه الذي يجمع بين القوة البدنية واللمسة الفنية.

الصفقة المنتظرة لرحيل بنزيما قد تكون حرة من دون مقابل للنادي، وهو ما يمثل خسارة اقتصادية إلى جانب الخسارة الفنية، إذ كان يُفترض أن يكون أحد أعمدة المشروع الرياضي والاقتصادي للعميد.

التجربة السعودية مع بنزيما سلطت الضوء على تحديات استقطاب النجوم الكبار في نهاية مسيرتهم، حيث قد لا تتجاوز هذه التجارب إطارًا تسويقيًا مؤقتًا إذا لم تقترن بالاستمرار والانسجام مع الأجواء المحلية.

المهاجم الفرنسي من جهته يرى أن العودة إلى أوروبا تمنحه فرصة لإنهاء مسيرته في مستويات تنافسية عالية، وربما خوض مغامرة أخيرة في البطولات القارية التي صنع اسمه فيها رفقة ريال مدريد.

الجماهير الأوروبية تترقب أيضًا هذه العودة، خصوصًا عشاق بنفيكا الذين يأملون في أن يكون بنزيما إضافة قوية للفريق البرتغالي الساعي لاستعادة مكانته في دوري أبطال أوروبا.

الاتحاد بدوره سيكون مطالبًا بتوظيف خبرته الإدارية والمالية للبحث عن بديل مناسب، مع مراعاة أن الجماهير لن تقبل بصفقة أقل من مستوى التوقعات بعد مغادرة اسم بحجم بنزيما.

التوقيت الذي اختاره المهاجم الفرنسي لإعلان موقفه يثير الجدل، إذ جاء في لحظة يحتاج فيها النادي إلى الاستقرار قبل دخول مرحلة حاسمة من الموسم، وهو ما قد ينعكس على الأداء والنتائج.

في النهاية، يبقى رحيل بنزيما خطوة متوقعة بالنظر إلى رغبته في إنهاء مسيرته الأوروبية، لكن وقعها على الاتحاد قد يكون كبيرًا، خاصة إذا لم ينجح في إيجاد بديل قادر على سد الفراغ الفني والتسويقي الذي سيتركه.