في إطار جهودها الرقابية المكثفة، كشفت أمانة منطقة الرياض عن ضبط مستودع مخالف يمارس نشاطًا غير نظامي في تصنيع مكونات السجائر الإلكترونية، حيث عُثر بداخله على كميات كبيرة من المواد الخام والمعدات والعبوات التي تحمل شعارات تجارية عالمية مزورة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتشير التفاصيل إلى أن المستودع كان يضم مواد كيماوية مجهولة المصدر وأجزاء إلكترونية وأدوات مخصصة لتجميع السجائر الإلكترونية، إضافة إلى أدوات تزوير العلامات التجارية، في ممارسات تشكل خطرًا مباشرًا على صحة المستهلكين وسلامة المجتمع.
وقد أرسلت الجهات المعنية عينات من المضبوطات إلى المختبرات المتخصصة لإجراء فحوص دقيقة، بهدف تحديد مستوى خطورتها ومدى توافقها مع الاشتراطات الصحية واللوائح النظامية المعمول بها في المملكة.
وأكدت أمانة الرياض أن هذه الممارسات تمثل تهديدًا للصحة العامة، خاصة أن السجائر الإلكترونية باتت محل جدل عالمي واسع بسبب مخاطرها الصحية وتأثيرها المباشر على فئة الشباب والمراهقين.
وشددت الأمانة على أن فرقها الرقابية تواصل تنفيذ حملات ميدانية موسعة تستهدف المنشآت المخالفة، وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية والرقابية لضمان ضبط أي تجاوزات قد تضر بالمجتمع.
كما لفتت إلى أن حماية المستهلك تأتي في صدارة أولوياتها، إذ تضع الأمانة معايير صارمة لمطابقة المنتجات المتداولة للاشتراطات الصحية حفاظًا على سلامة المواطنين والمقيمين.
وأوضحت أن ما تم ضبطه في المستودع يندرج ضمن محاولات استغلال الطلب المتزايد على منتجات التدخين الإلكتروني، الأمر الذي يعكس سلوكيات تجارية غير مشروعة تسعى إلى الكسب على حساب صحة الأفراد.
وأشارت الأمانة إلى أن هذه الجهود لا تقتصر على ضبط المخالفات فحسب، بل تشمل أيضًا التوعية بأضرار السجائر الإلكترونية، تماشيًا مع الخطط الوطنية لمكافحة التدخين وتعزيز نمط حياة صحي.
وأكدت أن تعاون السكان عبر قنوات البلاغات الرسمية مثل تطبيق "مدينتي" يعد عنصرًا حيويًا في سرعة التدخل وضبط الممارسات المخالفة في مختلف أحياء العاصمة.
كما بيّنت أن مشاركة المواطنين في الإبلاغ تمثل شراكة فاعلة بين المجتمع والأجهزة الرقابية، بما يعزز من منظومة الحماية ويحد من انتشار الأنشطة غير النظامية.
وترى الأمانة أن هذه المشاركة المجتمعية تسهم في خلق بيئة حضرية أكثر أمانًا وصحة، ما يتماشى مع مستهدفات رؤية الرياض في تحسين جودة الحياة.
ويأتي هذا التحرك في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الطبية عالميًا من الاستخدام المفرط للسجائر الإلكترونية، التي ارتبطت بعدة أمراض تنفسية وأضرار صحية خطيرة.
ويرى مختصون أن ضبط مثل هذه المستودعات يسهم في الحد من انتشار المنتجات المغشوشة، التي قد تحتوي على مكونات شديدة السمية لا تخضع لأي معايير سلامة.
كما أن الحملات الرقابية تعكس يقظة الجهات المعنية في تتبع المخالفات وحماية المستهلك من المنتجات غير المطابقة التي قد تدخل الأسواق بطرق غير نظامية.
ويؤكد خبراء أن التصدي لهذه الممارسات يتطلب تعاونًا متعدد الأبعاد يجمع بين الرقابة والوعي والتشريعات الصارمة، وهو ما تسعى المملكة إلى تطبيقه بشكل متكامل.
ومن شأن هذه الجهود أن تعزز الثقة في الأسواق المحلية، وتحد من ظاهرة الغش التجاري التي تضر بسمعة العلامات التجارية الأصلية وتؤثر على الاقتصاد الوطني.
كما تفتح هذه القضية النقاش حول ضرورة تعزيز الرقابة التقنية على سلاسل التوريد لضمان عدم تسرب مواد مجهولة المصدر إلى الأسواق المحلية.
وتختتم أمانة الرياض بالتأكيد على التزامها بمواصلة هذه الحملات بما ينسجم مع توجهات التنمية الحضرية المستدامة، ورؤيتها الرامية إلى جعل العاصمة بيئة آمنة وصحية تعكس جودة الحياة المنشودة.
