تتجه الأنظار مساء الأربعاء نحو ملعب الشعب الدولي في بغداد، حيث يخوض نادي النصر السعودي مواجهة مرتقبة أمام الزوراء العراقي في الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال آسيا 2، وذلك في لقاء يُنتظر أن يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة داخل العراق وخارجه.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
المباراة تكتسب أهمية مضاعفة كونها تجمع بين متصدر المجموعة الرابعة ووصيفه، إذ يدخل النصر اللقاء برصيد ثلاث نقاط بعد فوزه العريض على استقلال دوشنبه بخماسية نظيفة، فيما يحضر الزوراء بثلاث نقاط أيضًا بعد انتصاره على جوا الهندي بهدف وحيد.
بعثة النصر وصلت إلى بغداد صباح الثلاثاء وسط استقبال جماهيري وإعلامي لافت، وترأس البعثة الرئيس التنفيذي أوجوستو سميدو والمدير الرياضي لويس سيماو، وقد ضمت القائمة أسماء لامعة أبرزها ساديو ماني ومارسيلو بروزوفيتش وجواو فيليكس وكينجسلي كومان، فيما غاب عنها القائد البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ويسلي.
غياب رونالدو عن المباراة خطف الأضواء من إعلان القائمة، خاصة أن الجماهير العراقية كانت تترقب بشغف رؤية الأسطورة البرتغالية للمرة الأولى على أراضيها، ما شكّل صدمة واضحة لدى الكثير من المشجعين.
المدرب البرتغالي جورجي جيسوس أوضح في المؤتمر الصحفي أن قرار استبعاد رونالدو جاء بغرض منحه قسطًا من الراحة في هذا التوقيت، مؤكدًا أن اللاعب البالغ من العمر أربعين عامًا يحتاج إلى إدارة دقيقة لمشاركاته لتجنب الإرهاق والإصابات.
جيسوس شدد على ثقته في المجموعة الحاضرة، مبينًا أن النصر يمتلك العناصر القادرة على مواصلة سلسلة الانتصارات القارية حتى في غياب أبرز نجومه، مشيرًا إلى أن الفريق يعيش حالة من الحماس الكبير لخوض هذه المواجهة المهمة.
التقارير الصحفية كانت قد كشفت في وقت سابق أن هناك اتفاقًا بين رونالدو والجهاز الفني على إراحته في المباريات التمهيدية من البطولة، على أن يشارك في الأدوار الإقصائية الحاسمة، وهو ما يفسر غيابه الثاني على التوالي بعد مباراة استقلال دوشنبه.
الغياب الحالي يعيد للأذهان سيناريو نسخة 2023 من البطولة، حينما كان مقرراً أن يظهر رونالدو أمام الزوراء على ملعب كربلاء، لكنه غاب حينها أيضًا، وهو ما جعل الجماهير العراقية تعبر عن حسرة متجددة هذا الموسم.
من جانبه، أكد مدرب الزوراء عبد الغني شهد أن غياب رونالدو لا يقلل من قوة النصر، معتبرًا أن العالمي يضم مجموعة من الأسماء المميزة التي تفرض على فريقه التعامل بتركيز عالٍ على المستوى الجماعي لا الفردي.
شهد أشار إلى أن حضور الجماهير العراقية سيكون دافعًا كبيرًا للاعبي الزوراء، لكنه طالب لاعبيه بالتركيز داخل الملعب وعدم الانشغال بأي مؤثرات خارجية، مؤكدًا أن المباراة اختبار حقيقي لشخصية الفريق في البطولة.
قائد الزوراء وحارس مرماه جلال حسن تحدث عن المسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين في هذا اللقاء، مبينًا أن اللعب أمام جمهور غفير وفي بطولة قارية يضاعف من حجم التحدي، لكنه يمنحهم في الوقت ذاته فرصة لتأكيد قوة الزوراء قارياً.
النصر يدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد انتصاره الأخير في الدوري السعودي على اتحاد جدة بهدفين دون رد، وهو الفوز الذي منحه صدارة دوري روشن بالعلامة الكاملة بعد أربع جولات من المسابقة.
هذا الانتصار المحلي حمل بصمة تاريخية لرونالدو، الذي أصبح الهداف التاريخي للنصر في الدوري برصيد 78 هدفًا، متجاوزًا المغربي عبدالرزاق حمدالله، وهو ما عزز مكانته كرمز أساسي في تاريخ النادي.
التألق المحلي ينعكس بطبيعة الحال على طموحات الفريق في البطولة القارية، حيث يسعى النصر إلى حسم صدارة مجموعته مبكرًا من أجل التفرغ لمشواره المحلي المزدحم بين الدوري وكأس الملك.
المباراة أمام الزوراء تُعد اختبارًا مهمًا للنصر خارج قواعده، خصوصًا في ظل الأجواء الجماهيرية الصاخبة المتوقعة في ملعب الشعب، حيث يسعى العالمي إلى إثبات جاهزيته الكاملة للمنافسة على اللقب الآسيوي.
الفوز على الزوراء سيمنح النصر فرصة ثمينة للانفراد بصدارة المجموعة الرابعة، مما يضعه في موقف أكثر أريحية قبل خوض مواجهات أصعب لاحقًا، بينما أي تعثر قد يخلط الأوراق مبكرًا في المجموعة.
جماهير النصر بدورها تعوّل على بقية النجوم العالميين لتعويض غياب رونالدو، خصوصًا ماني وكومان وبروزوفيتش، في وقت تنتظر فيه رؤية الانسجام الكبير الذي أظهره الفريق مؤخرًا في مباريات الدوري.
يبقى التحدي الأكبر أمام النصر هو الحفاظ على توازنه بين البطولات المحلية والقارية، وإثبات أن غياب رونالدو لا يعني غياب الطموح، بل يشكل دافعًا إضافيًا لإبراز قوة المجموعة ككل في مواجهة التحديات.
في المقابل، سيحاول الزوراء استثمار عاملي الأرض والجمهور لإيقاف زحف النصر، لكنه يدرك أن المهمة تحتاج إلى أداء مثالي، ليبقى السؤال الأبرز: هل ينجح العالمي في العودة من بغداد بنقاط كاملة دون قائده الأسطوري.