برعاية وتشريف صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة، تحتضن المحافظة يوم الأربعاء حفلًا لتكريم الطلاب والطالبات الفائزين بجائزة المشاريع الابتكارية ضمن مبادرة "صناعيو المستقبل"، وهو الحدث الذي يجمع أكثر من خمسة آلاف مشارك ومشاركة قدموا ما يزيد على 350 مشروعًا طلابيًا نوعيًا في مسارات متعددة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويأتي هذا التكريم ليجسد حرص المملكة على رعاية المواهب الشابة ودعم قدراتهم الإبداعية، إذ تهدف المبادرة إلى إتاحة الفرص أمام الجيل الجديد لإبراز ابتكاراتهم في القطاع الصناعي الذي يعد ركيزة رئيسية في نهضة الاقتصادات العالمية ونموها المستدام.
المشرف العام على المبادرة الدكتور مهند نعيم الشيخ أوضح أن "صناعيو المستقبل" تمثل مبادرة وطنية فريدة من نوعها، تسعى إلى تمكين الطلاب والطالبات وتوجيه طاقاتهم نحو مسارات تخدم مستقبل المملكة الصناعي وتلبي متطلبات التحول الوطني.
وأشار الشيخ إلى أن المبادرة لا تقتصر على إبراز المشاريع، بل تركز أيضًا على صقل المهارات وتطويرها من خلال برامج تدريبية متقدمة تتيح للمشاركين الاطلاع على أحدث التقنيات في عالم الصناعة، بما يعزز قدرتهم على الانخراط في سوق العمل بكفاءة عالية.
ويؤكد القائمون على المبادرة أن أهدافها تتماشى بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، إذ تسعى لبناء قاعدة من الكفاءات الوطنية القادرة على الإبداع في ميادين الصناعة وتحويل الأفكار إلى إنجازات ملموسة تخدم التنمية المستدامة.
كما نوه الشيخ بالدور الكبير للقطاع غير الربحي في دعم مثل هذه المبادرات النوعية، مؤكدًا أن نجاحها ما كان ليتحقق لولا تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص والقطاع الثالث في إطار رؤية موحدة لخدمة الوطن.
ولفت إلى أن انطلاقة المبادرة جاءت بدعم مباشر من سمو محافظ جدة، وبإشراف ومتابعة من الإدارة العامة للتعليم بالمحافظة، إلى جانب مشاركة شركاء إستراتيجيين في مقدمتهم وزارة الصناعة والثروة المعدنية وغرفة جدة ممثلة في المجلس الصناعي.
وبيّن أن تبنّي وزارة الصناعة للمبادرة شكّل نقطة تحول بارزة أسهمت في تعزيز استدامتها وتوسيع نطاقها، حيث يجري العمل على امتدادها مستقبلًا لتشمل منطقتي القصيم والشرقية بما يتيح فرصًا أوسع للطلاب والطالبات في مختلف أنحاء المملكة.
انطلقت المبادرة منذ بدايتها في أربعة مسارات رئيسية هي "المبدع" و"المكتشف" و"السفير" و"الفنان"، حيث تستهدف طلاب المرحلة الثانوية، وتفتح لهم آفاقًا رحبة للتعبير عن ابتكاراتهم في مجالات متنوعة.
وخلال مسيرتها في محافظة جدة استفاد من المبادرة نحو سبعين ألف طالب وطالبة، تقدم منهم أكثر من اثني عشر ألف مشارك بمشاريعهم، ليتم تتويج 56 مشروعًا فائزًا خلال ثلاث سنوات من العمل المستمر.
ويترأس لجنة تحكيم المشاريع الدكتور محمد بن طلعت خوج عميد كلية الهندسة بجامعة الأعمال والتكنولوجيا، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء البارزين في المجالين الصناعي والتقني.
هذا التنوع في لجنة التحكيم يعكس التزام المبادرة بتطبيق أعلى المعايير الأكاديمية والمهنية، بما يضمن أن المشاريع الفائزة تعبر عن مستوى عالٍ من الجودة والابتكار.
ويشير مراقبون إلى أن المبادرة تشكل جسرًا حيويًا يربط بين التعليم والقطاع الصناعي، ويتيح للطلاب فرصة الانتقال من المعرفة النظرية إلى التطبيقات العملية التي تسهم في النهضة الاقتصادية.
ويأتي الحفل ليؤكد أن الابتكار لم يعد خيارًا ثانويًا، بل هو جزء أساسي من مسيرة التنمية الوطنية، وأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل المملكة الصناعي.
كما يعكس الحدث رؤية متكاملة تجعل من التعليم منصة لإعداد قادة صناعيين قادرين على المنافسة إقليميًا ودوليًا، بما يعزز مكانة المملكة في الاقتصاد العالمي.
وتبرز أهمية هذا التكريم في كونه رسالة تحفيزية للطلاب الآخرين للمشاركة والانخراط في مثل هذه المبادرات، مما يخلق بيئة تنافسية إيجابية ترفع مستوى الابتكار.
وتؤكد المبادرة أن بناء المستقبل يبدأ من الاستثمار في عقول الشباب، وأن تعزيز قدراتهم الإبداعية يشكل حجر الأساس في تحقيق التحول الصناعي المنشود.
وبذلك يرسخ حفل جدة الأربعاء موقع المبادرة كأحد أهم البرامج الوطنية التي تستثمر في الإبداع الطلابي، وتؤسس لمستقبل صناعي مزدهر يقوده أبناء المملكة بكفاءتهم وعزيمتهم.
