أقال نادي الاتحاد السعودي مدربه الفرنسي لوران بلان بعد سلسلة من النتائج المخيبة في بداية الموسم الحالي، ليفتح الباب أمام البحث عن اسم عالمي قادر على إعادة التوازن للفريق في الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا. وجاءت هذه الخطوة عقب الخسارة أمام النصر في الجولة الرابعة من دوري روشن، وهي الثالثة على التوالي هذا الموسم، ما جعل الإدارة تتخذ قرارًا حاسمًا رغم حداثة الموسم.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
القرار لم يكن مفاجئًا بالنسبة للمتابعين، إذ بدا واضحًا أن الإدارة فقدت الثقة في مشروع بلان سريعًا، خصوصًا بعد خسارته أمام النصر في كأس السوبر، ثم السقوط الآسيوي أمام الوحدة، وهي نتائج لا تتماشى مع طموحات نادٍ اعتاد المنافسة على الألقاب المحلية والقارية.
الاتحاد حاول التحرك سريعًا للتعاقد مع مدرب عالمي من الطراز الأول، حيث دخل في مفاوضات مع يورغن كلوب وتشافي هيرنانديز، غير أن الأول اعتذر مفضلًا فترة راحة من التدريب، فيما اشترط الثاني مشروعًا طويل الأمد قبل الدخول في أي تجربة جديدة.
في ظل تعثر هذه المفاوضات، برز اسم الأرجنتيني سانتياغو سولاري، المدرب السابق لريال مدريد، كأحد أبرز المرشحين لقيادة العميد، حيث ذكرت تقارير فرنسية أن المفاوضات بين الطرفين وصلت إلى مرحلة رسمية خلال الساعات الأخيرة.
سولاري البالغ من العمر 48 عامًا يشغل حاليًا منصب المدير الرياضي في ريال مدريد، لكنه لا يحظى بصلاحيات واسعة داخل النادي الملكي، وهو ما قد يجعله أكثر ميلًا لخوض تجربة جديدة تمنحه أدوارًا قيادية أكبر داخل المستطيل الأخضر.
ورغم أن تجربته مع ريال مدريد كمدرب أول لم تدم طويلًا، إلا أنه نجح في تحقيق لقب كأس العالم للأندية عام 2018، قبل أن تنتهي ولايته بالخروج المفاجئ من دوري الأبطال أمام أياكس، ما جعله يعود إلى العمل الإداري في النادي الإسباني.
تجربة سولاري التدريبية لم تقتصر على ريال مدريد، إذ تولى أيضًا تدريب نادي كلوب أمريكا المكسيكي، غير أن مشواره هناك لم يستمر طويلًا بعد سلسلة نتائج متذبذبة أدت إلى رحيله سريعًا عن الفريق.
بعد العودة مجددًا إلى مدريد في منصب إداري، يبدو أن سولاري بات أكثر نضجًا، وقد تكون فرصة الاتحاد بمثابة تحدٍ حقيقي لإثبات قدراته كمدرب قادر على إدارة فريق بحجم جماهيري وطموح كالعميد.
التقارير أكدت أن الاتحاد لا يضع سولاري كخيار وحيد، بل يدرس عدة أسماء أخرى من العيار الثقيل، من بينهم الإيطالي لوتشيانو سباليتي، الذي لا يمانع تدريب الفريق لكنه يشترط راتبًا ضخمًا قد يعقّد المفاوضات.
كما تضم قائمة المرشحين أسماء أوروبية أخرى مثل البرتغالي سيرجيو كونسيساو، المعروف بأسلوبه القتالي مع بورتو، بالإضافة إلى الهولنديين مارك فان بومل وروجر شميدت، ما يعكس حرص إدارة الاتحاد على اختيار المدرب الأنسب لمشروعها.
المؤكد أن الاتحاد يسعى لتفادي الأخطاء السابقة، إذ لم يعد يملك رفاهية إضاعة الوقت وسط منافسة شرسة في الدوري السعودي الذي بات يضم نخبة من نجوم العالم ومدربين كبار في الأندية المنافسة.
إدارة النادي الجداوي تدرك أن أي تأخر في حسم ملف المدرب قد يضاعف من أزمات الفريق، خصوصًا أن الموسم لا يزال في بدايته، وأي نزيف إضافي للنقاط سيؤثر بشكل مباشر على حظوظ العميد في المنافسة.
من الناحية الجماهيرية، يترقب عشاق الاتحاد القرار النهائي بشغف كبير، إذ يرون أن اختيار المدرب المناسب سيحدد مصير الموسم الحالي بأكمله، سواء على صعيد البطولات المحلية أو على صعيد الحلم الآسيوي.
سولاري من جانبه لم يعلن موقفه بشكل رسمي بعد، لكن قرب المفاوضات من مرحلة متقدمة يوحي بأن انتقاله إلى جدة وارد جدًا، خاصة إذا حصل على ضمانات رياضية ومادية تليق بتاريخه وتجربته.
الاتحاد بصفته أحد أعرق الأندية السعودية، يطمح لتعويض البداية السيئة سريعًا عبر مدرب قادر على فرض شخصية قوية داخل الملعب وإعادة الانضباط للفريق، وهو ما يجعل ملف التدريب أكثر أهمية من أي تعاقد مع لاعب جديد.
هذه الخطوة تأتي أيضًا في سياق التنافس السعودي الكبير على استقطاب الأسماء العالمية، حيث تحرص الأندية الكبرى مثل الهلال والنصر والأهلي على ضم مدربين من الصف الأول، ما يضع ضغطًا إضافيًا على الاتحاد لإيجاد الحل الأمثل.
في حال نجح النادي في التعاقد مع سولاري أو أحد المدربين المرشحين، فإن الدوري السعودي سيشهد إضافة جديدة من الأسماء الكبيرة، ما يرفع من مستوى الإثارة ويزيد من التغطية الإعلامية العالمية للمسابقة.
الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل الاتحاد هذا الموسم، إذ إن التوقيت لا يحتمل المزيد من التجارب الفاشلة، والجماهير تنتظر إعلانًا رسميًا يعيد الأمل ويؤكد أن العميد عازم على استعادة هيبته.
في النهاية، تبدو المفاوضات مع سولاري خطوة عملية من الاتحاد، لكنها لا تزال رهينة الاتفاق على التفاصيل النهائية، في وقت تتسع فيه الخيارات بين أسماء خبرة أوروبية وأخرى تملك الطموح لإحداث فارق في دوري بات محط أنظار العالم.