المؤسسة العامة للري السعودي
"المؤسسة العامة للري" تطلق "كود الري".. تقنية توفر 20% من المياه وتزيد الكفاءة إلى 90%
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

اختتمت المؤسسة العامة للري، بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، الورشة التدريبية الختامية لمشروع إدارة وتشغيل الحقول الإرشادية لتقنيات الري الحديث، في خطوة مهمة نحو ترسيخ ممارسات الزراعة المستدامة وتعزيز الأمن المائي والغذائي في المملكة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

شهدت الورشة، التي أقيمت في الرياض، مشاركة كوادر فنية متخصصة من المؤسسة ووزارة البيئة والمياه والزراعة والمركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء"، لتبادل الخبرات والتجارب العملية.

تلقى المشاركون تدريباً متقدماً شمل الإدارة الفنية لأنظمة الري الذكي، وأعمال الصيانة الدورية، بالإضافة إلى تنمية مهارات الاتصال لضمان استمرارية الدعم الفني للمزارعين في مواقع التجارب الإرشادية.

أظهرت النتائج الأولية للمشروع نجاحاً لافتاً، حيث عبر المزارعون المشاركون في الحقول الإرشادية عن رضاهم التام بالتقنيات الحديثة التي استخدمت خلال الورشة التدريبية.

أكد الفريق الميداني أن هذه التقنيات أثبتت كفاءة عالية في استخدام المياه تجاوزت 90%، وحققت ترشيداً في الاستهلاك بلغ حوالي 20% مقارنة بطرق الري التقليدية، مما انعكس إيجاباً على جودة المحاصيل وزيادة إنتاجيتها.

المهندس محمد السمحان، مدير المركز الفني لتقنيات الري بالمؤسسة، أشار إلى أن "كود الري" يمثل خطوة استراتيجية لضمان الالتزام بأعلى معايير الكفاءة في جميع المزارع التي سيتم تطبيقها فيها مستقبلاً.

أوضح السمحان أن المشروع يشمل تشكيل فرق مدققين لتقييم الأنظمة المطبقة، مع التوسع في البرامج التدريبية لتأهيل المزيد من الفرق الفنية القادرة على تركيب وتشغيل وصيانة أنظمة الري الذكي.

وأشار إلى أن الحقول الإرشادية تمثل نموذجاً حيوياً ونقطة انطلاق لنشر هذه التقنيات المتقدمة في مختلف مناطق المملكة، بما يسهم في تحقيق الاستدامة الزراعية.

وأوضح أن هذه التقنيات الحديثة ستساهم في رفع كفاءة الموارد المائية وزيادة دخل المزارعين، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 لدعم الاقتصاد الأخضر والزراعة المستدامة.

كما بين أن الورشة هدفت إلى تبادل الخبرات وتوضيح الإجراءات الفنية الخاصة بأنظمة الري الذكي، لضمان تطبيقها بشكل عملي وفعال في مختلف مواقع التجارب الإرشادية.

أشار المشاركون إلى سهولة استخدام هذه الأنظمة وفاعليتها في الحد من الفاقد المائي، ما يجعلها خياراً مثالياً للمزارعين الذين يسعون لرفع جودة الإنتاج الزراعي.

وأكد الفريق الفني أن المشروع يعتمد على دمج التقنيات الحديثة مع المعرفة العملية للمزارعين، مما يعزز الاستدامة ويخفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل.

الخبراء في مجال الري أشاروا إلى أن تطبيق "كود الري" سيحدث تحولاً ملموساً في نمط إدارة المياه في المزارع، ويعزز من مرونة الاستجابة للتغيرات المناخية.

كما أوضح السمحان أن التعاون مع "الفاو" يهدف إلى نقل الخبرات الدولية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية بما يتوافق مع خصوصية البيئة الزراعية في المملكة.

وأكدت المؤسسة العامة للري أن المشروع سيستمر في التوسع، مع التركيز على تقييم النتائج بشكل دوري وتحسين الأداء الفني لضمان الاستفادة القصوى من الموارد المائية.

وأشار إلى أن الورشة لم تقتصر على التدريب الفني فقط، بل شملت تطوير مهارات الاتصال والتنسيق بين الفرق المختلفة لضمان نجاح نشر التقنيات في مواقع متعددة.

كما تم عرض قصص نجاح الحقول الإرشادية السابقة، والتي أثبتت أن الاعتماد على تقنيات الري الحديث يمكن أن يحسن الإنتاجية ويقلل الهدر المائي بشكل ملموس.

في النهاية، يمثل مشروع "كود الري" نموذجاً مبتكراً يجمع بين التقنية والاستدامة، ويعكس التزام المملكة بتحقيق الأمن المائي والزراعي في إطار رؤية 2030.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار