تواصل إدارة نادي الاتحاد البحث عن حلول تعيد الفريق إلى سكة الانتصارات بعد سلسلة من الإخفاقات المحلية والقارية هذا الموسم، إذ كشفت تقارير صحفية أن الإدارة الاتحادية تلقت موافقة رسمية من اثنين من كبار المدربين العالميين لتولي القيادة الفنية خلفًا للفرنسي لوران بلان.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وكان بلان قد بدأ مشواره مع الاتحاد مطلع الموسم الماضي وسط آمال كبيرة، غير أن النتائج جاءت مخيبة للتطلعات، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرار الإقالة وفتح الباب أمام خيارات تدريبية جديدة تتناسب مع طموحات النادي وجماهيره.
وخلال الأيام الماضية، تحركت إدارة النادي بشكل مكثف للتواصل مع مجموعة من الأسماء اللامعة في عالم التدريب، يتصدرهم الإيطالي لوتشيانو سباليتي والبرتغالي سيرجيو كونسيساو، إضافة إلى أسماء أخرى مثل روبرتو مانشيني وتشافي هيرنانديز وسانتياجو سولاري.
وبحسب صحيفة "الرياضية" السعودية، فإن سباليتي وكونسيساو أبديا موافقتهما الرسمية على قيادة الفريق، مع بروز كونسيساو كخيار مفضل لدى مجلس الإدارة الذي يرى فيه الرجل القادر على إعادة الانضباط والروح التنافسية للفريق.
ويملك سيرجيو كونسيساو سجلاً تدريبياً حافلاً مع نادي بورتو البرتغالي، حيث قاده لتحقيق ألقاب محلية عديدة، كما ترك بصمة قوية في دوري أبطال أوروبا من خلال الأداء الهجومي والانضباط التكتيكي.
كما ارتبط اسم كونسيساو مؤخرًا بتجربة قصيرة في الدوري الإيطالي مع ميلان، حيث قاد الفريق للتتويج بكأس السوبر الإيطالي، قبل أن تتراجع النتائج ويكتفي الفريق بالمركز الثامن في الدوري الإيطالي، إضافة إلى خسارة نهائي كأس إيطاليا.
في المقابل، يحظى لوتشيانو سباليتي بمكانة بارزة في الكرة الإيطالية، بعد أن نجح مع نابولي في تحقيق إنجازات مهمة، ويُعرف بقدراته التكتيكية وجرأته الهجومية التي تجعل منه خيارًا مغريًا لأي نادٍ يبحث عن المنافسة القوية.
ووفقًا للصحفي الإيطالي نيكولو شيرا، فقد عرض الاتحاد مبلغًا ماليًا كبيرًا للغاية لإقناع سباليتي بخوض التجربة السعودية، في خطوة تعكس الرغبة الجادة للنادي في استقطاب مدرب من الصف الأول.
كما أوضح المصدر ذاته أن العرض المقدم لسباليتي يمتد لموسم ونصف، على أن ينتهي عقده في صيف عام 2027، وهو ما يعكس خطة طويلة الأمد تضعها إدارة النادي لمشروع إعادة بناء الفريق.
ويرى متابعون أن التوجه نحو أسماء بهذا الحجم يعكس استراتيجية الاتحاد الجديدة الرامية إلى تعزيز مكانته محليًا وقاريًا، خصوصًا بعد أن باتت المنافسة في دوري روشن السعودي تعتمد بشكل أساسي على استقطاب كبرى النجوم والمدربين العالميين.
ومن المنتظر أن تحسم الإدارة قرارها النهائي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ تسعى إلى إنهاء الملف التدريبي سريعًا لضمان استقرار الفريق وتهيئته للمنافسات المقبلة.
ويشير مراقبون إلى أن اختيار كونسيساو قد يمنح الاتحاد شخصية تكتيكية قوية، تعتمد على التنظيم الدفاعي والانضباط، وهو ما يحتاجه الفريق في ظل اهتزاز نتائجه خلال الفترة الماضية.
أما سباليتي فيُنظر إليه كمدرب قادر على تطوير الأداء الهجومي وصناعة فريق ممتع جماهيريًا، وهو ما قد يجعل الاختيار بينه وبين كونسيساو قائمًا على رؤية الإدارة لأسلوب اللعب المناسب للفريق.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث يترقب جمهور الاتحاد ما ستسفر عنه المفاوضات، وسط حالة من القلق بعد ضياع عدة فرص تنافسية في الموسم الحالي.
كما يعكس الاهتمام بمدربين عالميين استمرار سياسة الأندية السعودية في جذب الكفاءات الأوروبية الكبرى، بما يتماشى مع طموحات مشروع تطوير كرة القدم السعودية ضمن رؤية 2030.
ويرى خبراء أن أيًا من المدربين سيكون إضافة نوعية لدوري روشن السعودي، الذي بات وجهة بارزة لنجوم اللعبة على مستوى اللاعبين والمدربين.
ويُتوقع أن تعلن إدارة الاتحاد عن القرار النهائي في مؤتمر صحفي رسمي، لتوضيح ملامح المرحلة المقبلة وخطة إعادة الفريق إلى منصة البطولات.
الجماهير الاتحادية، التي لطالما اعتادت على التحديات الكبرى، تأمل أن يكون الاختيار المقبل بمثابة نقطة تحول تعيد الفريق إلى القمة وتمنحه القدرة على مقارعة المنافسين محليًا وآسيويًا.
وبين كونسيساو وسباليتي، يبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات، لكن المؤكد أن الاتحاد يستعد لمرحلة جديدة تحمل الكثير من الطموحات والتحديات.