أسعار النفط
النفط يحقق قفزة غامضة وسط تكهنات برفع الإنتاج.. هذا ما تنتظره الأسواق
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بعد أربعة أيام من الخسائر المتتالية، وسط توقعات السوق برفع تحالف أوبك+ لمستويات الإنتاج.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

ويُتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى تغييرات كبيرة في أسواق النفط العالمية، مما أثار تحركات متباينة بين المستثمرين والمضاربين.

بحلول الساعة 06:15 بتوقيت غرينتش، شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 60 سنتًا، أي بنسبة 0.94%، لتصل إلى 64.71 دولارًا للبرميل.

ويعكس هذا الارتفاع محاولة تعافي الأسعار من الانخفاضات السابقة، رغم المخاوف من زيادة العرض.

في الوقت نفسه، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 61 سنتًا، أي بنسبة 1.01%، لتبلغ 61.09 دولارًا للبرميل، وهذا يعكس رغبة المشترين في استغلال تراجع الأسعار مؤخراً مع توقعات تحسين الطلب.

لكن بالرغم من ارتفاع الأسعار اليوم، فإن السوق تتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أواخر يونيو الماضي، ما يدل على حالة من القلق والشكوك حول استقرار الأسعار على المدى القريب، ويُعزى ذلك إلى المخاوف من زيادة المعروض بعد رفع الإنتاج من قبل أعضاء أوبك+.

تتداخل هذه العوامل مع تقارير اقتصادية متباينة من مختلف أنحاء العالم، تؤثر على الطلب العالمي على النفط.

ويظل المستثمرون في حالة ترقب لما سيعلن عنه تحالف أوبك+ في اجتماعاته القادمة، حيث يحدد حجم الإنتاج الجديد.

إضافة إلى ذلك، تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا في تقلبات أسعار النفط، مع متابعة دقيقة لأي تطورات قد تؤثر على تدفقات الإمدادات في الأسواق العالمية، وهذا يزيد من حالة عدم اليقين بين المتعاملين.

من جهة أخرى، يؤثر التحول المتسارع نحو الطاقة النظيفة وتقنيات الطاقة البديلة على الطلب المستقبلي على النفط، وهو ما يضع ضغوطًا على المنتجين للحفاظ على التوازن بين العرض والطلب، ويجعل هذا السوق أكثر تعقيدًا في التوقع.

تجدر الإشارة إلى أن تقارير المخزون الأسبوعية التي تصدرها وكالات الطاقة العالمية تعتبر من المؤشرات المهمة التي تراقبها الأسواق لتحديد اتجاهات الأسعار، وتؤثر هذه البيانات بشكل مباشر على قرارات المستثمرين.

في هذا السياق، تعمل الدول المنتجة على ضبط سياساتها الإنتاجية بعناية للحفاظ على استقرار الأسعار وحماية مصالحها الاقتصادية، ويرى البعض أن التنسيق بين الدول الأعضاء في أوبك+ يبقى العامل الأساسي في استقرار السوق.

ومع استمرار تقلبات السوق، يبقى مراقبو النفط في حالة استعداد دائم للتكيف مع المتغيرات الجديدة، وهذا يعكس طبيعة السوق التي تتأثر بعدة عوامل متشابكة تجعل توقع الاتجاهات أمراً معقداً.

الأسواق المالية العالمية بدورها تتابع عن كثب تطورات النفط نظراً لتأثيرها الكبير على الاقتصاد العالمي وأسعار الطاقة، ومن المتوقع أن تظل أسعار النفط محور اهتمام عالمي في الفترات المقبلة.

في المجمل، يظل النفط سلعة استراتيجية تتأثر بتغيرات جيوسياسية واقتصادية متلاحقة، مما يتطلب من جميع الأطراف الانتباه إلى متغيرات السوق المتعددة، ويبدو أن المرحلة القادمة ستشهد مزيداً من التحديات والفرص في آن واحد.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار