شهدت أسواق الذهب في المملكة تقلبات لافتة خلال الساعات الماضية، وسط ترقب المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، حيث ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ ما أثار التساؤلات حول مستقبل المعدن الأصفر في السوق المحلية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأظهرت منصة "سعودي جولد" أن سعر جرام الذهب من عيار 21، الأكثر تداولًا بين المواطنين، تجاوز 410 ريالات، ما يمثل مستوى جديدًا يضع السوق تحت ضغط المستثمرين ويثير قلق المستهلكين.
وسجل جرام الذهب من عيار 24 نحو 468.64 ريال، في ارتفاع مستمر يعكس حالة من الترقب الشديد بين محبي الذهب والمستثمرين، وسط توقعات بأن تتواصل موجة الصعود خلال الفترة القادمة.
أما جرام الذهب من عيار 22 فقد بلغ نحو 429.59 ريال، وهو مستوى لم يشهده السوق منذ فترة طويلة، ما دفع العديد من المواطنين للبحث عن استراتيجيات ذكية لحماية استثماراتهم في الذهب.
كما سجل جرام الذهب من عيار 18 نحو 351.48 ريال، مما يشير إلى تأثير مباشر على المشغولات الذهبية والأسواق التقليدية، ويزيد من المخاوف بشأن التضخم في أسعار الذهب المحلي.
وعيار 14، الأقل تكلفة، سجل نحو 273.37 ريال، ليصبح الخيار الأكثر شيوعًا بين شريحة واسعة من المستهلكين الذين يسعون للحصول على بدائل بأسعار معقولة دون التخلي عن شراء الذهب.
وأكد خبراء السوق أن ارتفاع أسعار الذهب جاء نتيجة عدة عوامل منها تقلبات الدولار الأمريكي، وارتفاع أسعار المعادن العالمية، مع استمرار المخاطر الاقتصادية التي تؤثر على الأسواق المحلية.
وأشار بعض المحللين إلى أن الطلب على الذهب الاستثماري شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، خاصة من قبل المواطنين الذين يسعون للحفاظ على مدخراتهم من تذبذب أسعار العملات الورقية.
ورجح محللون أن الأسعار قد تشهد مزيدًا من الصعود إذا استمرت المؤشرات العالمية في الاتجاه التصاعدي، ما يجعل الوقت الحالي حساسًا للمستثمرين والمشترين على حد سواء.
وفي المقابل، نصحت بعض الجهات المختصة المواطنين بالحذر قبل الشراء، ومتابعة تحركات السوق بدقة، لتجنب الانجرار وراء الارتفاع المفاجئ الذي قد يكون مؤقتًا.
وأدى ارتفاع أسعار الذهب إلى حالة من الجدل بين صائغي الذهب المحليين، حيث أبدى بعضهم تخوفهم من تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين على المدى القريب، فيما رأى آخرون أن السوق سيستعيد توازنه تدريجيًا.
ورصدت الأسواق المحلية زيادة في مبيعات السبائك الذهبية والقطع الاستثمارية، ما يعكس تحولًا ملحوظًا نحو الاستثمار طويل الأمد في ظل تقلبات السوق.
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداول تحليلات حول أسباب ارتفاع الأسعار، مع نصائح لمتابعة التغيرات اليومية قبل اتخاذ أي قرار شراء، وهو ما زاد من وعي المستهلكين حول تحركات السوق.
وبالرغم من الصعود الأخير، لا يزال بعض المستثمرين ينتظرون انخفاضًا محتملًا في الأسعار للاستفادة من فرص الشراء بأسعار أقل، مؤكدين على ضرورة التخطيط الجيد قبل أي استثمار في الذهب.
وتشير البيانات إلى أن أسعار الذهب في المملكة تتأثر مباشرة بالأسواق العالمية، وبخاصة سعر الأونصة في لندن، بالإضافة إلى تقلبات أسعار الدولار مقابل الريال، ما يجعل السوق المحلي مرهونًا بعوامل دولية معقدة.
ورصدت عدة دراسات حديثة أن المواطنين الشباب بدأوا يلجأون إلى شراء الذهب عبر منصات رقمية واستثمارية، مستفيدين من سهولة الوصول والاطلاع على الأسعار لحظة بلحظة.
وأكد بعض خبراء الاقتصاد أن المعدن الأصفر يظل الملاذ الآمن في أوقات الأزمات، وهو ما يفسر الإقبال الكبير على الذهب رغم الارتفاعات الأخيرة، خاصة بين أصحاب المدخرات طويلة الأجل.
وفي ظل هذه الارتفاعات، يحذر البعض من شراء كميات كبيرة دفعة واحدة دون دراسة دقيقة للسوق، لأن الأسعار قد تشهد تصحيحًا مفاجئًا في أي وقت، ما يتطلب وعيًا ماليًا من المستثمرين والمستهلكين.
وأخيرًا، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى استمرار موجة الصعود في أسعار الذهب بالمملكة، وسط توقعات متباينة بين خبراء الاقتصاد، مما يجعل متابعة السوق اليومية أمرًا حيويًا لكل من يخطط للاستثمار في المعدن النفيس.