يواصل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم استعداداته المكثفة لمواجهة نظيره الإندونيسي ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى بطولة كأس العالم 2026، حيث تسود معسكر "الأخضر" أجواء من التفاؤل والجاهزية العالية، وسط روح معنوية مرتفعة لدى اللاعبين والجهاز الفني.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتشير التقارير إلى أن المنتخب يعيش واحدة من أفضل فتراته التحضيرية مؤخرًا، إذ انعكس التنظيم الجيد داخل المعسكر على أداء اللاعبين داخل التدريبات، حيث يسعى الجميع إلى الظهور بأفضل صورة ممكنة في المباراة المفصلية التي ستحدد مصير بطاقة التأهل.
وأكدت مصادر قريبة من البعثة أن الأجواء الإيجابية جاءت مدعومة بعودة اللاعبين المصابين، بعد أن أثبتت الفحوص الطبية جاهزيتهم الكاملة للمشاركة، وهو ما أراح المدرب وأعطاه مرونة أكبر في اختيار التشكيل الأنسب لهذه المواجهة الحاسمة.
ويواصل الجهاز الفني بقيادة المدير الفني جلساته اليومية مع اللاعبين، حيث يركز على الجوانب التكتيكية والخططية، إضافة إلى الجوانب النفسية التي تُعد عنصرًا أساسيًا في مباريات من هذا النوع التي تتطلب ثباتًا انفعاليًا كبيرًا.
وتأتي أهمية اللقاء من كونه يمثل بوابة العبور المباشر إلى كأس العالم 2026، حيث يتأهل صاحب المركز الأول من الملحق الآسيوي مباشرة إلى النهائيات التي ستُقام في الولايات المتحدة الأمريكية، مما يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين.
ويعمل الجهاز الإداري على تهيئة الأجواء المناسبة للاعبين من خلال متابعة كافة التفاصيل اللوجستية، بدءًا من الإقامة وملاعب التدريب وصولًا إلى الدعم النفسي، وذلك لتجنب أي عوامل قد تؤثر على تركيز البعثة في هذه المرحلة الحساسة.
وقد شهدت التدريبات الأخيرة حضورًا جماهيريًا محدودًا من مشجعي المنتخب، حيث سعى البعض إلى مؤازرة اللاعبين وبث الحماس في نفوسهم، في مشهد يعكس مكانة "الأخضر" في قلوب الجماهير السعودية المتعطشة لرؤية منتخبها حاضرًا في المونديال العالمي.
ويرى المراقبون أن اكتمال الصفوف وارتفاع معنويات اللاعبين يشكلان رسالة قوية للمنتخب الإندونيسي الذي سيدخل اللقاء بضغط كبير، خصوصًا أن المنتخب السعودي يمتلك تاريخًا طويلًا في المنافسات الآسيوية ويملك خبرة واسعة في إدارة المباريات الحاسمة.
ويأمل السعوديون أن يكرر "الأخضر" إنجازاته السابقة في الوصول إلى كأس العالم، حيث شارك المنتخب في ست نسخ سابقة آخرها مونديال قطر 2022، وحقق خلالها حضورًا لافتًا عزز مكانته كواحد من أبرز المنتخبات الآسيوية.
وفي الوقت ذاته، تعمل الأجهزة الطبية على متابعة الحالة البدنية للاعبين بشكل يومي، مع توفير برامج استشفائية دقيقة تهدف إلى الحفاظ على جاهزيتهم البدنية، وضمان وصولهم إلى اللقاء بأفضل حالة ممكنة.
كما يحرص الجهاز الفني على تحليل نقاط القوة والضعف في المنتخب الإندونيسي عبر مراجعة تسجيلات مبارياته الأخيرة، لوضع خطة مناسبة تضمن السيطرة على مجريات اللعب وتفادي أي مفاجآت داخل أرض الملعب.
وأكد اللاعبون في تصريحاتهم القصيرة لوسائل الإعلام أنهم يدركون حجم المسؤولية، وأن هدفهم الأوحد هو إسعاد الجماهير السعودية بالتأهل إلى المونديال، مشددين على أن العمل الجماعي وروح الفريق سيكونان السلاح الأبرز لتحقيق الانتصار.
ولا تقتصر أهمية اللقاء على الجانب الرياضي فحسب، بل تمثل المشاركة في كأس العالم رافعة قوية لصورة الرياضة السعودية عالميًا، إذ تتماشى مع خطط تطوير القطاع الرياضي ضمن رؤية المملكة 2030.
وتترقب الجماهير السعودية والعربية هذه المواجهة المصيرية، وسط حالة من التفاؤل بأن يكون "الأخضر" حاضرًا في مونديال 2026 ليواصل سلسلة مشاركاته التي بدأت منذ مونديال 1994 في الولايات المتحدة.
ويتفق المحللون على أن المنتخب السعودي يمتلك كافة المقومات الفنية والبدنية لتجاوز المنتخب الإندونيسي، إلا أن التركيز طوال دقائق المباراة والابتعاد عن الأخطاء الفردية سيكونان مفتاح العبور.
ويواصل المنتخب تدريباته خلف الأبواب المغلقة خلال الساعات القادمة، حيث يختبر المدرب أكثر من سيناريو تكتيكي محتمل، في ظل أهمية تحقيق الفوز بعيدًا عن أي حسابات معقدة.
وفي ظل هذه المعطيات، تبدو معنويات المنتخب في أعلى مستوياتها، إذ يسعى الجميع من لاعبين وجهاز فني وإداري إلى كتابة فصل جديد من تاريخ "الأخضر" في مسيرة التأهل إلى المونديال.