كشفت تقارير صحفية سعودية أن المدرب البرتغالي جورجي جيسوس نجح أخيراً في تحقيق رغبة قديمة راودته منذ أيام تدريبه للهلال، إذ تمكن مع النصر من ضم لاعبين طالما حلم بالعمل معهما لتطبيق فلسفته الهجومية الخاصة التي تعتمد على السرعة والإبداع في الثلث الأخير.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وأوضحت صحيفة "اليوم" السعودية أن جيسوس كان قد طلب خلال فترته مع الهلال التعاقد مع النجمين كينجسلي كومان جناح بايرن ميونخ آنذاك، وجواو فيليكس لاعب برشلونة السابق، غير أن إدارة الزعيم رفضت الفكرة بسبب التكلفة المرتفعة ورغبتها في أولويات أخرى ضمن خطة التعاقدات.
ورغم الرفض الذي واجهه في الهلال، ظل جيسوس متمسكاً برؤيته الفنية، مقتنعاً بأن هذا الثنائي تحديداً قادر على تحويل أي فريق يقوده إلى قوة هجومية يصعب إيقافها، وهو ما تحقق فعلياً بعد توليه تدريب النصر هذا الموسم.
فمنذ إعلان النصر التعاقد مع فيليكس وكومان، ظهرت بصمات المدرب البرتغالي واضحة على أداء الفريق، إذ تمكن اللاعبان من تقديم مستوى مميز ساهم في تحقيق سلسلة انتصارات متتالية رفعت طموحات الجماهير للمنافسة على جميع البطولات.
جيسوس، المعروف بانضباطه التكتيكي وصرامته في إدارة غرف الملابس، وجد في النصر البيئة المثالية لتطبيق أفكاره بحرية أكبر مقارنة بفترته في الهلال، لاسيما مع الدعم الإداري الكبير الذي وفرته إدارة النادي بقيادة مسلي آل معمر.
ويُعد الموسم الأخير لجيسوس مع الهلال من أصعب الفترات في مسيرته داخل الكرة السعودية، حيث اصطدم بخلافات داخلية حول سياسات التعاقد، ما أثر على نتائج الفريق وتسبب في إنهاء العلاقة دون تحقيق أي لقب.
تلك الخلافات أدت إلى نهاية غير سعيدة لمسيرة المدرب مع الهلال، خصوصاً بعد الخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام الأهلي، وهو الحدث الذي عجّل بقرار رحيله عن الفريق الأزرق.
لكن عودة جيسوس إلى السعودية عبر بوابة النصر مثلت فرصة جديدة لإعادة إثبات نفسه، ولبناء مشروع فني متكامل يعتمد على مجموعة من النجوم العالميين تحت إدارته الفنية الصارمة.
أبرز من استفاد من هذه العودة كان جواو فيليكس، الذي وجد نفسه في بيئة تمنحه الحرية والمسؤولية في آن واحد، ليصبح بسرعة القلب النابض لهجوم النصر والعقل المفكر خلف أغلب أهداف الفريق.
يمتاز فيليكس بقدرة عالية على التحرك بين الخطوط وربط الوسط بالهجوم، مع دقة تمريراته الحاسمة التي تفتح المساحات أمام زملائه، ما جعل تأثيره واضحاً في النتائج منذ أولى مشاركاته.
إلى جانب ذلك، فإن خبراته في الملاعب الأوروبية مع أتلتيكو مدريد وبرشلونة منحته نضجاً تكتيكياً انعكس على طريقة لعب النصر، حيث بات الفريق أكثر هدوءاً وثقة في المواقف الصعبة.
وجوده بجانب كريستيانو رونالدو وأندرسون تاليسكا أوجد تناغماً هجومياً مميزاً، إذ بات النصر قادراً على التسجيل من أي موقع بفضل تنوع الحلول التي يوفرها هذا الثلاثي العالمي.
أما كينجسلي كومان، فقد أضاف بعداً آخر لهجوم النصر بفضل سرعته ومهاراته في اختراق الدفاعات، حيث يشكل تهديداً دائماً على الأطراف ويمنح الفريق اتزاناً بين العمق والجناحين.
اللاعب الفرنسي يملك خبرة كبيرة من مشاركاته مع بايرن ميونخ ومنتخب فرنسا في البطولات الكبرى، ما يجعله أحد أهم العناصر في المباريات الحاسمة التي تتطلب لاعباً حاسماً بلمسة واحدة.
ويُحسب لكومان أيضاً دوره في توسيع مساحة اللعب عبر تمركزه على الخط الجانبي، مما يتيح لزملائه حرية أكبر في التحرك داخل منطقة الجزاء واستغلال المساحات خلف الدفاعات.
إحصائياً، يتصدر كومان قائمة أكثر اللاعبين في الفريق نجاحاً في المراوغات والتمريرات العرضية الدقيقة، ما يجعله مصدر خطورة دائم على دفاعات الخصوم في مختلف البطولات.
ومع تزايد طموحات النصر هذا الموسم في حصد لقب الدوري ودوري أبطال آسيا 2، يبدو أن جيسوس وجد أخيراً التركيبة المثالية التي طالما سعى إليها لتحقيق إنجاز تاريخي يعيد الفريق إلى صدارة المشهد القاري.
بهذا الشكل، تتحقق رغبة المدرب البرتغالي القديمة التي رفضها الهلال واحتضنها النصر، لتتحول إلى خطوة فارقة قد تصنع الفارق بين موسم عادي وآخر استثنائي في مسيرة العالمي.