تعيش أندية دوري روشن لحظات من القلق والترقب مع انطلاق التوقف الدولي، حيث تخشى أن يتحول دعمها للمنتخب السعودي إلى مصدر خطر يهدد استقرار تشكيلاتها الأساسية، خصوصًا في ظل الاعتماد الكبير على نجوم يصعب تعويضهم داخل المستطيل الأخضر.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

يأتي ذلك في وقت يخوض فيه المنتخب السعودي مرحلة حاسمة ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، إذ يعوّل الفرنسي هيرفي رينارد على أبرز عناصر الدوري المحلي لتأمين عبور “الأخضر” إلى المونديال للمرة السابعة في تاريخه.

وسيخوض المنتخب مواجهتين مصيريتين أمام إندونيسيا والعراق خلال شهر أكتوبر الجاري، حيث تُقام المباراتان في مدينة جدة، ما يمنح الفريق ميزة الأرض والجمهور في سباق لا يحتمل الأخطاء نحو المونديال.

وبحسب نظام الملحق، يتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، فيما يخوض الوصيفان مباراة فاصلة لحجز المقعد الآسيوي الأخير في الملحق العالمي، ما يجعل كل دقيقة في هذه المواجهات ذات وزن ثقيل على اللاعبين والمدربين معًا.

في المقابل، تتزايد هواجس الأندية الكبرى من احتمالية تعرض نجومها الأساسيين للإصابة أو الإرهاق، وهي خسارة لا تقل فداحة عن فقدان النقاط داخل البطولة المحلية، خاصة مع اشتداد المنافسة في دوري روشن هذا الموسم.

الهلال على سبيل المثال، يعيش حالة من القلق على قائده سالم الدوسري الذي يُعد السلاح الأبرز في منظومة المدرب جورجي جيسوس، إذ عانى الفريق كثيرًا في غيابه خلال مواجهته أمام ناساف الأوزبكي في دوري أبطال آسيا للنخبة.

أما النصر، فيواجه تحديًا مماثلًا مع نواف بوشل وأيمن يحيى، إذ لا يمتلك الفريق بدائل جاهزة في مركزي الظهير والجناح، وهو ما يضع المدرب تحت ضغط كبير في حال غيابهما خلال فترة ما بعد التوقف.

ويُدرك جيسوس جيدًا أهمية استمرار جاهزية هذا الثنائي، خاصة بعد أن أعاد توظيف أيمن يحيى في مركز الظهير الأيسر لتعويض النقص، وهو قرار اضطراري فرضته طبيعة الموسم المزدحم والإصابات المتكررة في الدفاع.

في اتحاد جدة، يبرز المدافع سعد آل موسى كأحد الأوراق التي يصعب الاستغناء عنها، خصوصًا بعد فشل النادي في ضم عبدالإله العمري وتراجع أداء البرتغالي دانيلو بيريرا، ما جعل آل موسى العمود الفقري في دفاع “العميد”.

ورغم ضم الاتحاد للمدافع الشاب الصربي كارلو سيميتش، فإن الاعتماد الأساسي لا يزال منصبًا على آل موسى الذي أثبت قدرته على قيادة الخط الخلفي بثبات واستقرار.

أما الأهلي، فيمتلك ورقة لا تقل أهمية تتمثل في زياد الجهني، الذي أصبح حجر الزاوية في خط الوسط، بفضل ثقة المدرب الألماني ماتياس يايسله في قدراته التكتيكية ودوره في توازن الفريق.

ورغم وجود أسماء بديلة قادرة على اللعب في المحور، فإن الجهني يُعد العقل المفكر في وسط “الراقي”، ما يجعل غيابه لأي سبب ضربة موجعة لتوازن التشكيلة الأهلاوية.

غير أن هذه المخاوف لا تلغي المكاسب المحتملة، فاحتكاك اللاعبين بالمباريات الآسيوية يمنحهم خبرات نوعية ترفع من جاهزيتهم الذهنية والبدنية، وهو ما يعود بالنفع على أنديتهم بعد انتهاء فترة التوقف.

كما أن خوض مواجهات مصيرية يعزز من شخصية اللاعبين ويصقل قدرتهم على التعامل مع الضغط، وهو ما يشكل إضافة فنية ونفسية تصب في مصلحة الأندية في المراحل الحساسة من الموسم.

لكن في المقابل، تبقى احتمالات الإصابات أو الإجهاد البدني كابوسًا حاضرًا في أذهان الأجهزة الفنية والإدارية، إذ إن فقدان أي من هذه “الأسلحة غير القابلة للسقوط” قد يخل بتوازن الفرق في سباق القمة.

ويُعيد هذا الوضع الجدل الأزلي بين مصلحة المنتخبات الوطنية التي تسعى إلى تحقيق إنجازات تاريخية، ومصلحة الأندية التي تستثمر مبالغ ضخمة وتطمح للبطولات المحلية والقارية.

الموسم الحالي في دوري روشن يُعد من أكثر المواسم سخونة، بعد أن تحوّل الدوري إلى وجهة للنجوم العالميين، ما جعل المنافسة مفتوحة على مصراعيها بين الكبار والصاعدين الجدد.

ويتصدر النصر المشهد حاليًا برصيد 12 نقطة، يلاحقه القادسية بفارق نقطتين، فيما يحتدم الصراع خلفهما بين الاتحاد ونيوم والتعاون، بينما يحاول الهلال والأهلي العودة بقوة بعد بداية متذبذبة.

أما على الصعيد القاري، فيسعى الهلال إلى استعادة زعامته الآسيوية، ويتطلع الأهلي لتأكيد حضوره القاري، بينما يحاول الاتحاد تصحيح مساره، ويأمل النصر في الظفر بلقب دوري أبطال آسيا 2 ليؤكد عودته للمجد القاري.

ومع هذا الزخم، تبقى صحة اللاعبين هي كلمة السر بين النجاح والتعثر، إذ إن الحفاظ على “أسلحة” الأندية سيكون الفيصل الحقيقي في سباق الألقاب داخل السعودية وخارجها.