منظمة أوبك +
"أوبك+" تحسم قرارًا غير متوقع.. هذه الخطوة غيّرت مسار الأسعار عالميًا
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

أعلنت منظمة أوبك+ عن قرارها الأخير المتعلق بالإنتاج النفطي، وهو القرار الذي انعكس بشكل مباشر على حركة الأسعار في الأسواق العالمية، حيث شهدت التعاملات المبكرة اليوم ارتفاعًا بنسبة واحد في المئة وسط متابعة دقيقة من المستثمرين والمهتمين بقطاع الطاقة العالمي.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وجاءت هذه القفزة السعرية بعد أن قرر التحالف زيادة شهرية في الإنتاج أقل مما كان متوقعًا، وهو ما اعتبره المحللون رسالة طمأنة للأسواق حول أن الإمدادات لن تتدفق بكميات كبيرة قد تؤدي إلى إغراق السوق العالمي بالنفط.

وبلغت العقود الآجلة لخام برنت مستوى جديدًا عند 65.16 دولارًا للبرميل، بعدما سجلت زيادة قدرها 63 سنتًا، وهو ارتفاع أثار حالة من التفاؤل النسبي لدى بعض الأطراف في السوق رغم استمرار المخاوف من عوامل أخرى قد تؤثر على استقرار الأسعار.

كما ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 61.46 دولارًا للبرميل، بزيادة بلغت 58 سنتًا، وهو ما يمثل ارتفاعًا مشابهًا لنسبة واحد في المئة، ما يعكس التوازن النسبي في حركة النفط بين الأسواق الأوروبية والأمريكية.

ويرى خبراء الطاقة أن القرارات الأخيرة للتحالف تمثل توازنًا دقيقًا بين تلبية حاجة الأسواق إلى الإمدادات وضمان عدم الإضرار بمصالح المنتجين عبر إغراق السوق بكميات كبيرة.

وتؤكد البيانات أن توقعات السوق خلال الفترة المقبلة ستكون مرتبطة ليس فقط بقرارات الإنتاج، بل أيضًا بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تحيط بقطاع الطاقة العالمي.

ويربط محللون بين هذا الارتفاع الأخير وبين توقعات بزيادة الطلب مع دخول فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث يرتفع استهلاك الطاقة لأغراض التدفئة والنقل.

ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن أي زيادة إضافية في الطلب قد تمنح الأسعار دفعة جديدة، خاصة إذا رافقها تباطؤ في وتيرة ضخ الإمدادات الجديدة من قبل كبار المنتجين.

من جهة أخرى، يشدد بعض المحللين على أن عودة بعض الاقتصادات الكبرى إلى استهلاك الطاقة بوتيرة متسارعة بعد فترة من الركود قد يضع ضغوطًا إضافية على مستويات المعروض.

لكن في المقابل، لا يزال هناك من يحذر من احتمالية تراجع الأسعار في حال زادت الإمدادات بشكل مفاجئ أو حدث تباطؤ اقتصادي عالمي نتيجة عوامل مثل التوترات السياسية أو الأزمات المالية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تراقب فيه الأسواق العالمية عن كثب تحركات الدولار الأمريكي، حيث إن ارتفاع قيمة العملة الخضراء قد يحد من مكاسب أسعار النفط بسبب ارتفاع كلفة الشراء على الدول المستوردة.

كما أن حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات البيئية والتحول نحو الطاقة المتجددة تشكل بدورها عاملاً مؤثرًا على قرارات الاستثمار في قطاع النفط التقليدي.

ويرى مراقبون أن منظمة أوبك+ ستظل تحت ضغط متواصل لتحقيق التوازن بين تلبية احتياجات السوق من جانب، والحفاظ على استقرار الأسعار وحماية مصالح أعضائها من جانب آخر.

وفي هذا السياق، أشار خبراء إلى أن الأسواق ستتأثر أيضًا بمعدلات التضخم العالمية وتوجهات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، إذ ترتبط تلك السياسات بشكل غير مباشر بحركة الطلب على الطاقة.

وتبقى العيون مركزة على مستويات المخزون النفطي لدى الولايات المتحدة والصين، حيث إن أي تغيرات جوهرية في تلك المخزونات قد تحدث تقلبات مفاجئة في الأسعار.

ويعتبر بعض المحللين أن هذا الارتفاع الأخير لا يمثل سوى بداية لموجة من التذبذب قد تستمر لفترة، خاصة في ظل غياب مؤشرات واضحة على استقرار طويل الأمد.

كما يتوقع آخرون أن تظل الأسعار متأرجحة بين الارتفاع والانخفاض خلال الأشهر المقبلة، إلى أن تتضح بشكل أكبر ملامح الاقتصاد العالمي وسياسات الطاقة المستقبلية.

ويخلص خبراء إلى أن قرار أوبك+ الأخير قد أعطى الأسواق جرعة من التفاؤل المؤقت، لكنه في الوقت نفسه فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول المرحلة القادمة وما إذا كانت هذه المستويات السعرية قادرة على الصمود.

في النهاية، تبقى أسعار النفط رهينة مجموعة واسعة من العوامل المتداخلة، وهو ما يجعل أي توقعات مؤكدة ضربًا من المجازفة، لكن المؤكد أن تحركات التحالف الأخيرة ستظل نقطة محورية في رسم ملامح المشهد الطاقي العالمي.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار