الذكاء الاصطناعي
"كاوست" تتحرك نحو المستقبل.. تفاصيل اتفاقية غامضة قد تغيّر مشهد الذكاء الاصطناعي بالمملكة!
كتب بواسطة: محمود العادل |

جسدت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" اليوم خطوة جديدة في مسار التحول التقني للمملكة، بتوقيع اتفاقية تفاهم مع معهد الذكاء الاصطناعي التابع لشركة ديلويت الشرق الأوسط، تهدف إلى تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

تسعى الاتفاقية إلى تأسيس منصة متقدمة تجمع بين قوة البحث العلمي في كاوست وخبرة التطبيقات التجارية لدى ديلويت، في محاولة لردم الفجوة بين المختبرات الأكاديمية وسوق العمل الفعلي، وجعل المعرفة العلمية أداة عملية في خدمة التنمية.

وتهدف المبادرة إلى فتح آفاق جديدة أمام أبحاث الذكاء الاصطناعي لتتجاوز حدود الجامعات، وتدخل قطاعات الإنتاج والخدمات والتقنية، في انسجام مع توجهات رؤية المملكة 2030 التي تضع الابتكار في صميم التطور الوطني.

وبحسب الاتفاق، سيعمل الجانبان على تطوير مشروعات مشتركة تُعالج تحديات الذكاء الاصطناعي المعقدة، بما في ذلك تصميم حلول مبتكرة قادرة على خدمة الاقتصاد الرقمي المتنامي في المملكة والمنطقة.

كما سيتم التركيز على بناء جيل سعودي مؤهل في هذا المجال، من خلال تقديم برامج تدريبية وورش عمل ومحاضرات علمية، تسهم في إعداد الكوادر القادرة على قيادة المستقبل التقني للمملكة.

وتعد هذه الشراكة ركيزة أساسية في مسار نقل المعرفة، حيث تخطط كاوست وديلويت لتنظيم مؤتمرات وندوات بحثية دورية، تجمع الأكاديميين برواد الأعمال وصناع القرار لتعزيز التكامل بين البحث والتطبيق.

ويرى الطرفان أن الخطوة الأهم تكمن في تحويل الملكية الفكرية الناتجة عن المشاريع البحثية إلى منتجات وخدمات تجارية قادرة على المنافسة عالميًا، مما يسهم في دعم الاقتصاد المعرفي السعودي.

وتركز الاتفاقية كذلك على تطوير أطر للحوكمة والسياسات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، لضمان توظيفه بطرق مسؤولة تراعي القيم المجتمعية وتلتزم بالضوابط الأخلاقية.

كما ستجري دراسات معمقة حول الآثار الاجتماعية والتقنية والأمنية لهذه التقنيات، لضمان انسجامها مع أولويات التنمية الوطنية وحماية مصالح الأفراد والمؤسسات.

وفي هذا السياق، أكد الشريك في ديلويت الشرق الأوسط سلطان بك خونكاييف أن الشراكة تمثل خطوة استراتيجية نحو تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي لتوليد نتائج ملموسة تخدم المجتمع والاقتصاد السعودي.

وأوضح أن دمج خبرة ديلويت العالمية مع منظومة البحث العلمي المتطورة في كاوست سيوفر بيئة مثالية لتسريع الابتكار وتطوير حلول قابلة للتطبيق في السوق المحلي والإقليمي.

من جهته، شدد البروفيسور جيانلوكا سيتي عميد قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في كاوست، على أن الاتفاقية ستسهم في تعزيز موقع المملكة كوجهة رائدة في أبحاث وحلول الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن التعاون مع ديلويت سيساعد في تسريع تطوير حلول مسؤولة وأخلاقية، ويتيح فرصًا فريدة لتبادل الخبرات بين الأكاديميين والمتخصصين في الصناعة.

وسيُركّز التعاون على القطاعات الحيوية مثل الصحة والطاقة والخدمات المالية واللوجستيات، وهي مجالات قادرة على تحقيق تأثير مباشر في جودة الحياة وكفاءة الاقتصاد.

كما ستُسهم أدوات قياس الأداء التي ستُطور ضمن المشروع في تحديد أفضل الممارسات لتطبيق الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الفاعلية والاستدامة في النتائج.

وتتضمن الاتفاقية كذلك إطلاق مبادرات متفرعة تهدف إلى اختبار تقنيات جديدة في بيئات عملية، وتقييم فرص تعميمها على نطاق أوسع داخل وخارج المملكة.

ويأتي هذا التعاون ضمن الجهود المتواصلة لجامعة كاوست لترسيخ دورها كمحرك رئيسي للبحث العلمي التطبيقي، يعزز الابتكار ويخدم التنمية الاقتصادية المستدامة.

وبتوقيع هذه الاتفاقية، تؤكد المملكة التزامها بتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحويلها إلى قوة إنتاجية تدعم مستقبلها كقوة علمية واقتصادية رائدة في المنطقة والعالم.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار