أثار الإعلامي الرياضي عبد العزيز العصيمي جدلًا واسعًا في الأوساط الكروية السعودية بعد تصريحاته الجريئة التي طالب فيها بإبعاد النجم سالم الدوسري عن التشكيلة الأساسية لمنتخب السعودية أمام إندونيسيا، معتبرًا أن هناك ثلاثة لاعبين أكثر جاهزية منه حاليًا للمشاركة في اللقاء الحاسم.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويستعد المنتخب السعودي لخوض مواجهة مصيرية أمام نظيره الإندونيسي، ضمن الملحق المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، حيث تمثل هذه المباراة محطة مفصلية في مشوار الأخضر نحو الحلم المونديالي الذي يسعى لتكراره بعد مشاركته في نسخة 2022.
وتأتي المباراة في إطار المجموعة الثانية من الملحق الآسيوي، التي تضم أيضًا المنتخب العراقي إلى جانب السعودية وإندونيسيا، ما يجعل المنافسة على بطاقات التأهل غاية في القوة والإثارة بين المنتخبات الثلاثة.
ومن المقرر أن تُقام المواجهة مساء الأربعاء الموافق 8 أكتوبر 2025، في تمام الساعة الثامنة والربع بتوقيت السعودية ومصر، والتاسعة والربع بتوقيت الإمارات، وسط ترقب جماهيري كبير لمتابعة أداء الأخضر في واحدة من أصعب مواجهاته الأخيرة.
العصيمي، المعروف بآرائه الصريحة في الشأن الرياضي المحلي، كتب عبر حسابه الشخصي في منصة "إكس" منشورًا أثار تفاعلًا واسعًا، حيث أكد أنه يثق في قدرات لاعبي المنتخب السعودي، لكنه في الوقت ذاته أبدى تحفظه على اختيارات المدرب الفرنسي هيرفي رينارد وطريقة لعبه.
وقال العصيمي في تغريدته إن الوقت قد حان لمنح الفرصة لوجوه جديدة أكثر جاهزية في الخط الأمامي، مشيرًا إلى أن الثلاثي صالح أبو الشامات وأيمن يحيى وفراس البريكان هم الأجدر حاليًا بقيادة الهجوم السعودي.
وأضاف أن سالم الدوسري حصل على فرصته كاملة خلال مشوار التصفيات السابقة دون أن يحقق المنتخب النتائج المرجوة، ما يستدعي — بحسب رأيه — إجراء تغييرات تكتيكية تواكب متطلبات المواجهة الحاسمة.
تصريحات العصيمي لاقت تباينًا في ردود الفعل، إذ رأى بعض المتابعين أنها تحمل وجهة نظر فنية تستحق النقاش، بينما اعتبرها آخرون تقليلًا من قيمة أحد أبرز نجوم الأخضر وصاحب الخبرات الواسعة في المحافل الدولية.
ويُعد سالم الدوسري أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المنتخب السعودي خلال السنوات الأخيرة، حيث لعب دورًا محوريًا في تأهل المنتخب إلى مونديال قطر 2022 وسجل هدفًا تاريخيًا أمام الأرجنتين في البطولة.
إلا أن تراجع مستواه مؤخرًا مع نادي الهلال وبعض المباريات الدولية أثار تساؤلات حول جاهزيته البدنية والذهنية، خاصة مع ارتفاع المنافسة بين العناصر الشابة التي تقدم أداءً مميزًا في الدوري السعودي للمحترفين.
وتسعى إدارة المنتخب والجهاز الفني إلى الحفاظ على حالة الانسجام والتركيز داخل المعسكر الإعدادي قبل المباراة المرتقبة، مع الحرص على إغلاق باب الجدل الإعلامي لضمان التركيز الكامل على أرض الملعب.
في المقابل، يُنتظر أن يعتمد المدرب رينارد على مزيج من الخبرة والحيوية، مستندًا إلى الأداء البدني العالي والتنظيم التكتيكي في مواجهة منتخب إندونيسيا الذي أظهر تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
ويرى محللون أن اللقاء لن يكون سهلًا على الإطلاق، خاصة في ظل الروح القتالية التي يتميز بها المنتخب الإندونيسي، والذي أثبت جدارته بالتأهل إلى هذا الدور بعد أداء مميز في التصفيات الأولية.
كما يُعوّل الجمهور السعودي على عودة الانتصارات واستعادة الهيبة الآسيوية، خصوصًا بعد بعض النتائج المتذبذبة التي رافقت الفريق في المراحل السابقة، مما يجعل لقاء إندونيسيا بمثابة اختبار حقيقي للروح الجماعية والانضباط التكتيكي.
ويأمل المشجعون أن يتمكن المنتخب من حسم المواجهة مبكرًا وتفادي الدخول في حسابات معقدة أمام العراق في الجولات القادمة، خصوصًا أن كل نقطة ستكون حاسمة في طريق العبور نحو المونديال.
ويأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه المنتخب السعودي مرحلة تجديد فني وإداري تهدف إلى بناء فريق قادر على المنافسة القارية والعالمية تماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي تضع الرياضة ضمن ركائزها الأساسية.
وتشير الأجواء العامة في الشارع الرياضي إلى حالة من التفاؤل الحذر، حيث يدرك الجميع أن مواجهة إندونيسيا لا تحتمل الأخطاء أو التهاون، وأن تحقيق الفوز سيكون خطوة مهمة لاستعادة الثقة في مشروع الأخضر.
من جهته، دعا العصيمي في ختام حديثه الجماهير إلى دعم المنتخب بغض النظر عن الأسماء المختارة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب وحدة الصف والالتفاف حول الفريق لتحقيق هدف التأهل التاريخي إلى كأس العالم 2026.
وفي النهاية، يبقى القرار بيد المدرب رينارد في اختيار التشكيلة المثلى، بينما ينتظر الشارع الرياضي السعودي ما ستسفر عنه ليلة الأربعاء التي قد تحدد ملامح المستقبل القريب لكرة القدم السعودية.