أطلقت جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن سياسة متكاملة لتنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه التقنيات مع الحفاظ على النزاهة الأكاديمية والمبادئ الأخلاقية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتأتي هذه السياسة المعتمدة رسميًا لتشمل جميع منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة تدريس وباحثين وطلاب وكادر إداري، لتكون بمثابة خارطة طريق نحو توظيف التكنولوجيا بشكل مسؤول وفعال في البيئة الأكاديمية.
وتستند السياسة الجديدة في مبادئها إلى التوافق مع التوجهات الوطنية للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني، بما يعزز التكامل بين التطوير التقني والمحافظة على المعايير الأكاديمية.
وحددت الجامعة إرشادات واضحة لكل فئة من منسوبيها؛ حيث يُسمح لأعضاء هيئة التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الأنشطة التعليمية، وتقديم شروحات إضافية للطلاب، ودعم أصحاب الاحتياجات الخاصة، مع مراعاة حدود الاستخدام الأخلاقي.
وفي المقابل، ألزمت السياسة أعضاء هيئة التدريس بتوضيح الاستخدامات المسموح بها وغير المسموح بها للطلاب في كل مقرر دراسي، مع تجنب الاعتماد على أدوات كشف المحتوى المولد آليًا نظرًا لعدم دقتها، والتركيز بدلاً من ذلك على بناء الثقة وتصميم تقييمات أصيلة.
وبالنسبة للطلاب، تفتح السياسة الباب أمامهم للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العصف الذهني، وتلخيص النصوص، والحصول على تغذية راجعة فورية، ما يعزز التعلم الشخصي والتفاعلي ويحفز على تطوير مهارات التفكير النقدي.
ومع ذلك، تؤكد السياسة على أن الطالب يظل المسؤول الأول عن أصالة عمله، وتلزمه بالإشارة الصريحة إلى أي محتوى تم إنشاؤه بمساعدة هذه الأدوات في الحالات المسموح بها، محذرة من أن الاستخدام غير المشروع يعد انتهاكًا لمبادئ النزاهة الأكاديمية وشكلاً من أشكال الانتحال العلمي.
ولم تغفل السياسة دور الباحثين، حيث يمكنهم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في إعداد المراجعات الأدبية، وتحليل البيانات، وتنظيمها، شريطة التحقق من دقة المخرجات، والإفصاح بشفافية عن استخدامه عند النشر العلمي، مع الالتزام الصارم بحماية سرية البيانات البحثية.
كما يمكن للكادر الإداري توظيف هذه الأدوات لتعزيز الكفاءة التشغيلية عبر صياغة المراسلات، وإعداد التقارير، وتحليل البيانات، مع تحمل المسؤولية الكاملة عن المحتوى الناتج وحماية سرية معلومات الجامعة.
وتضع السياسة مبادئ أساسية يخضع لها الجميع، أهمها المساءلة الكاملة عن أي عواقب سلبية ناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي، والتقييم النقدي للمعلومات المولدة، والحذر من التحيزات المحتملة في بيانات النماذج اللغوية.
وتشدد السياسة على حظر إدخال أي بيانات شخصية أو معلومات سرية في منصات الذكاء الاصطناعي لضمان الأمن والخصوصية، وذلك ضمن إطار واضح للحفاظ على الحقوق الفردية والمؤسسية.
وسيتولى مركز الذكاء الاصطناعي في الجامعة الإشراف على تطبيق السياسة ومتابعة الالتزام بها في مختلف الكليات والإدارات، لضمان توحيد المعايير وتحقيق الاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة.
وأوضحت الجامعة أن أي مخالفة لبنود هذه السياسة ستخضع للوائح الانضباطية المعتمدة لديها والمتعلقة بالنزاهة الأكاديمية وحقوق الملكية الفكرية، ما يعكس حرصها على حماية سمعة الجامعة ومصداقية أعمالها.
وقد صُممت السياسة لتكون وثيقة حية، حيث من المقرر تحديثها بشكل دوري كل ثلاث سنوات أو كلما دعت الحاجة، لضمان مواكبتها للمستجدات التكنولوجية والتنظيمية، وتقديم إرشادات دقيقة لجميع المستفيدين.
وتسعى الجامعة من خلال هذه الخطوة إلى تمكين جميع منسوبيها من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بطريقة مبتكرة ومسؤولة، بحيث تتكامل مع أهداف التعليم الحديث وتعزز من جودة التعلم والإنتاج الأكاديمي.
ويؤكد الخبراء أن تطبيق هذه السياسة سيخلق بيئة تعليمية محفزة على الابتكار، ويعزز القدرة على التعامل مع التحديات المستقبلية في مجال التعليم العالي، مع الحفاظ على أعلى مستويات النزاهة الأكاديمية.
وتتيح السياسة للطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس فرصة التعرف على الحدود الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يسهم في رفع مستوى الوعي الرقمي وتطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي لديهم.
وتعد هذه السياسة جزءًا من رؤية الجامعة الشاملة لتبني التكنولوجيا الحديثة بطريقة مسؤولة، وتأكيد دورها في دعم التطوير المهني والأكاديمي بما يتماشى مع توجهات المملكة في تعزيز الذكاء الاصطناعي والتعليم الرقمي.
ويختم المسؤولون بالجامعة بأن الالتزام بهذه السياسة يعكس روح الابتكار المسؤولة، ويضع جامعة الأميرة نورة في مقدمة المؤسسات التعليمية السعودية التي توازن بين الإبداع الرقمي وحماية النزاهة الأكاديمية.