وجّهت الإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض تعميمًا عاجلًا يحمل طابعًا تنظيميًا دقيقًا، يهدف إلى تنظيم عملية التقديم على التقاعد المبكر لشاغلي الوظائف التعليمية، معلنةً فتح باب التقديم عبر نظام «فارس» الإلكتروني ابتداءً من 15 ربيع الأول 1447هـ وحتى 10 رجب 1447هـ، في خطوة تعكس التحول الرقمي الذي تتبناه وزارة التعليم في إدارة شؤون منسوبيها.
إقرأ ايضاً:"طيران ناس" يرسم مستقبل السفر والإبداع في المملكة.. شراكة تكشف عن توجهات رؤية 2030 الجديدةباحثون يطلقون تحذيرًا صادمًا للنساء.. هذه "العادة الأسبوعية" قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
وأوضحت الإدارة أن التقديم يقتصر على من بلغت خدمتهم الصافية خمسًا وعشرين سنة فأكثر، مشيرةً إلى أن ترك العمل سيكون بنهاية الفصل الدراسي الأول الموافق 21 رجب 1447هـ، بينما سيستمر معلمو التخصصات ذات الاحتياج حتى نهاية العام الدراسي لضمان استمرارية العملية التعليمية دون تأثير.
وأكدت «تعليم الرياض» أن استقبال الطلبات يتم حصريًا عبر نظام «فارس» دون أي تعاملات ورقية، في إطار تعزيز الكفاءة الإدارية وتقليص الإجراءات التقليدية، مشددة على أن أي طلب يُقدَّم خارج النظام لن يُعتمد.
وبيّنت الإدارة أن التقديم الإلكتروني يتطلب إرفاق عدد من المستندات الأساسية التي تضمن اكتمال الطلب، وهي صورة الهوية الوطنية، وشهادة الآيبان البنكية، إضافة إلى إخلاء طرف من صناديق التنمية العقارية والزراعية والاجتماعية، مع بيان بالخدمات يوضح مدد الخدمة والإجازات والحسميات.
وأشارت إلى أن دقة البيانات والمسوغات المرفقة تمثل شرطًا أساسيًا لقبول الطلب، حيث يتم تدقيقها إلكترونيًا قبل إحالتها إلى صاحب الصلاحية للموافقة النهائية، في إطار تطبيق معايير الحوكمة والشفافية الإدارية.
وشددت الإدارة على أن قرار التقاعد المبكر يصبح نافذًا فور اعتماده من صاحب الصلاحية، ولا يمكن التراجع عنه بعد الموافقة الرسمية، داعيةً المتقدمين إلى التأكد من رغبتهم النهائية قبل تقديم الطلب.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياسة وزارة التعليم الرامية إلى تنظيم حركة الكوادر التعليمية بما يتناسب مع الاحتياج الفعلي للميدان التربوي، وضمان الاستفادة من الكفاءات الشابة في سد الشواغر مستقبلاً.
كما يعكس التعميم الجديد توجه الوزارة نحو تعزيز الكفاءة التشغيلية داخل منظومة التعليم، من خلال الاعتماد الكامل على الأنظمة الإلكترونية لإدارة الموارد البشرية، بما يواكب مستهدفات التحول الرقمي الوطني.
ويُتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في رفع جودة الخدمات الإدارية المقدمة للمعلمين والمعلمات، وتسهيل معاملاتهم دون الحاجة إلى المراجعة الحضورية، وهو ما يتماشى مع جهود الوزارة في تبسيط الإجراءات وتحقيق رضا المستفيدين.
وفي السياق ذاته، شددت «تعليم الرياض» على ضرورة التزام إدارات التعليم التابعة لها بإبلاغ جميع شاغلي الوظائف التعليمية بالتعميم في الوقت المحدد، لضمان إتاحة الفرصة للجميع للتقديم ضمن الفترة المقررة.
وأكدت الإدارة أن استقبال الطلبات عبر منصة «فارس» سيكون متاحًا بشكل مستمر طوال فترة التقديم، مع إمكانية متابعة حالة الطلب إلكترونيًا دون الحاجة للتواصل المباشر مع الإدارات المعنية.
ويأتي هذا التنظيم في وقت تشهد فيه منظومة التعليم السعودية تطويرًا متسارعًا في الجوانب الإدارية والتقنية، بما يعزز من كفاءة الأداء ويسهم في تحسين جودة بيئة العمل للكوادر التعليمية.
كما يعبر القرار عن اهتمام الوزارة بتهيئة انتقال منسوبيها إلى مرحلة التقاعد بطريقة منظمة، تضمن حقوقهم الوظيفية والمالية، وتسمح بتخطيط استباقي لاحتياجات المدارس من الكوادر.
وتؤكد هذه الخطوة الدور المهم الذي يلعبه نظام «فارس» كمنصة رقمية متكاملة تسهّل جميع المعاملات الإدارية، بدءًا من الإجازات والتقاعد وحتى النقل والترقيات، في إطار تطوير منظومة الموارد البشرية التعليمية.
ويرى مراقبون أن هذا التعميم ينسجم مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة المؤسسية وتفعيل التقنية في إدارة القطاعات الحكومية، بما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات العامة.
كما أن تحديد فترة زمنية واضحة للتقديم يمنح إدارات التعليم القدرة على التخطيط المبكر للعام الدراسي المقبل، ومعالجة أي نقص محتمل في الكوادر قبل بدء العام الدراسي الجديد.
ويُنتظر أن تُعلن الإدارة العامة للتعليم في الرياض لاحقًا عن إحصائية بعدد المتقدمين للتقاعد المبكر، لتقييم أثر القرار على توزيع المعلمين والمعلمات داخل المدارس.
واختتمت «تعليم الرياض» توجيهها بالتأكيد على أهمية التعاون بين إدارات المدارس وإدارات الموارد البشرية في تسهيل الإجراءات، وضمان استكمال الطلبات ضمن الفترة المحددة تحقيقًا للانسيابية والعدالة في التنفيذ.