ذكاء اصطناعي
"جامعة الأميرة نورة" تحسم الجدل حول الذكاء الاصطناعي.. قرارٌ يُغيّر قواعد اللعبة الأكاديمي
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

في خطوة تعكس وعيًا متقدمًا بمستقبل التعليم، أعلنت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن عن إطلاق سياسة شاملة تنظم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل الحرم الجامعي، وذلك بهدف تعزيز الإبداع والالتزام الأكاديمي معًا.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وتأتي هذه السياسة في وقت يتزايد فيه حضور الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات التعليم والبحث العلمي، ما استدعى تحرك الجامعة لتحديد ضوابط تضمن التوازن بين الاستفادة من التقنية والحفاظ على النزاهة العلمية.

وأكدت الجامعة أن هذه الخطوة تمثل رؤية استراتيجية تهدف إلى توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للتعلم لا كبديل عن الجهد الفكري، في رسالة واضحة مفادها "لا للغش ونعم للإبداع".

وتسعى الجامعة من خلال هذه السياسة إلى بناء ثقافة وعي رقمي بين منسوبيها، بحيث يكون الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة جزءًا من منظومة القيم التعليمية.

وشددت الإدارة على أن السياسة الجديدة لا تهدف إلى تقييد حرية الابتكار، بل إلى تأطيره أخلاقيًا وأكاديميًا بما يعزز من جودة المخرجات البحثية والتعليمية.

وتمتد بنود السياسة لتشمل جميع فئات المجتمع الجامعي من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وباحثين وكادر إداري، لضمان تطبيق موحد للضوابط والإرشادات.

كما تتضمن آليات واضحة لتقييم مدى التزام المستخدمين بمعايير النزاهة الأكاديمية عند الاستعانة بالأدوات التوليدية مثل ChatGPT أو أدوات الكتابة الآلية.

وأوضحت الجامعة أن اعتماد هذه السياسة جاء بعد دراسة معمقة شارك فيها مختصون في التقنية والتعليم والقانون، لضمان توافقها مع أفضل الممارسات العالمية.

ويُنتظر أن تشكّل هذه المبادرة نموذجًا يحتذى به في مؤسسات التعليم العالي بالمملكة، في ظل التوجه الوطني لتعزيز التحول الرقمي والابتكار ضمن رؤية السعودية 2030.

وتتضمن السياسة أيضًا تحديد الاستخدامات المقبولة للأدوات الذكية، مثل المساعدة في تحليل البيانات أو تحسين جودة اللغة، مع حظر استخدامها في إنجاز المهام الأكاديمية بشكل كامل.

كما أطلقت الجامعة حملات توعوية موازية لشرح تفاصيل السياسة وآثارها الإيجابية، سعياً لخلق بيئة جامعية قائمة على الثقة والمسؤولية.

وتؤكد إدارة الجامعة أن نجاح هذه السياسة يعتمد على وعي الأفراد وانضباطهم، وأنها تراهن على حسّهم الأخلاقي أكثر من الرقابة التقنية.

من جانبها، أشادت عضوات هيئة التدريس بالمبادرة واعتبرنها خطوة ضرورية لتنظيم العلاقة بين الإنسان والآلة في سياق أكاديمي متوازن.

كما عبّر عدد من الطالبات عن ترحيبهن بالقرار، معتبرات أن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول يعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي.

وتأتي هذه الجهود ضمن سلسلة من المبادرات الرقمية التي تتبناها جامعة الأميرة نورة، بهدف تطوير بيئة تعليمية ذكية ومستدامة.

ويرى مراقبون أن السياسة الجديدة تعكس فهمًا عميقًا للتحولات التكنولوجية، وتضع الجامعة في مقدمة المؤسسات التي تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوعي وتنظيم.

كما تسهم هذه الخطوة في حماية العملية التعليمية من مخاطر الانتحال والغش الإلكتروني، مع فتح آفاق جديدة للبحث العلمي المبتكر.

وبإطلاق هذه السياسة، تثبت جامعة الأميرة نورة أنها تمضي بثبات نحو بناء جيل جامعي قادر على توظيف التقنية بإبداع ومسؤولية، بما يخدم مستقبل المملكة العلمي والتنموي.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار