تستعد مدينة جدة لحدث عالمي بارز يتمثل في استضافة الجولة الرابعة من بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة «الفورمولا 1» جائزة جدة الكبرى، والتي ستقام خلال الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر المقبل ضمن فعاليات موسم جدة 2025، ما يجعل المدينة محط أنظار عشاق الرياضات البحرية من مختلف دول العالم.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتعد هذه البطولة من أضخم وأشهر الفعاليات الرياضية في عالم سباقات الزوارق السريعة، إذ تم الإعلان رسميًا عن استضافتها من قبل لجنة التقويم الوطني لمحافظة جدة، لتؤكد بذلك المملكة حضورها القوي على الساحة الرياضية الدولية.
وجاء الإعلان بعد أن تسلم الوفد السعودي علم البطولة في مراسم خاصة أُقيمت بمدينة شنغهاي الصينية، بحضور المؤسس والمنظم الدولي للبطولة نيكولو دي سان جيرمانو، في خطوة تعكس المكانة المتنامية للمملكة في استضافة الفعاليات العالمية.
ومن المتوقع أن تحتضن واجهة أبحر الشمالية في جدة أجواءً مفعمة بالإثارة، حيث سيتنافس نخبة من أبطال العالم على المراكز الأولى وسط حضور جماهيري واسع ينتظر لحظات السرعة والإبداع في القيادة.
ولن تقتصر الفعالية على السباقات فقط، بل ستتضمن مجموعة من الأنشطة الترفيهية والموسيقية المصاحبة التي تستمر على مدى ثلاثة أيام، لتقدم للزوار تجربة شاملة تجمع بين الرياضة والترفيه والسياحة البحرية.
ويُنتظر أن تكون البطولة بمثابة منصة للترويج للسياحة الرياضية في المملكة، من خلال إبراز مقومات جدة البحرية الفريدة وموقعها الجغرافي المميز المطل على البحر الأحمر.
وتسعى الجهات المنظمة إلى تقديم تجربة عالمية بمعايير احترافية عالية، تعكس جودة التنظيم التي باتت علامة مميزة للفعاليات الكبرى التي تستضيفها المملكة في السنوات الأخيرة.
ويشكل هذا الحدث جزءًا من استراتيجية المملكة لتعزيز مكانتها كوجهة رائدة في استضافة البطولات الرياضية الدولية، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتنويع الاقتصاد وتطوير قطاع الرياضة والترفيه.
وتُعد بطولة الفورمولا 1 للزوارق السريعة من أكثر السباقات إثارة وخطورة في العالم، إذ تصل سرعة الزوارق إلى أكثر من 200 كيلومتر في الساعة، ما يجعل كل جولة بمثابة عرض مذهل يجمع بين المهارة والتحدي.
وتأتي جولة جدة بعد ثلاث محطات سابقة في الموسم الحالي، بدأت بمدينة توبا الإندونيسية في أغسطس الماضي، تلتها جولتان في شنغهاي وتشنغتشو الصينيتين، قبل أن تحط البطولة رحالها في المملكة.
ومن المتوقع أن تشهد المنافسات حضورًا جماهيريًا لافتًا من داخل المملكة وخارجها، لما تتميز به جدة من بنية تحتية متطورة قادرة على استيعاب الأحداث الكبرى وتقديم تجربة مريحة للزوار.
كما تعمل الجهات التنظيمية على توفير كل مقومات النجاح اللوجستي والتقني، بما يشمل تجهيز المرافق البحرية ومناطق الضيافة والممرات المخصصة للفرق والمتسابقين والجماهير.
ويُتوقع أن تضيف البطولة قيمة كبيرة إلى المشهد الرياضي المحلي، من خلال تشجيع الشباب السعودي على الاهتمام بالرياضات البحرية والمشاركة في برامج التدريب والتطوير ذات الصلة.
وتسعى وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للرياضات البحرية إلى تحويل جدة إلى مركز عالمي للرياضات المائية، عبر استضافة بطولات متنوعة تسهم في تعزيز الاقتصاد الرياضي الوطني.
كما يُنتظر أن تسهم البطولة في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في المدينة، من خلال جذب الزوار والمستثمرين ووسائل الإعلام العالمية التي ستغطي الحدث.
ويرى المراقبون أن استضافة هذا الحدث تمثل تأكيدًا جديدًا على نجاح المملكة في الجمع بين الرياضة والترفيه والسياحة، في نموذج يعكس طموحها لتصبح وجهة رئيسية للفعاليات العالمية.
ومن المرجح أن تستفيد جدة من هذا الحدث في إبراز هويتها البحرية العريقة وتطوير بنيتها التحتية الداعمة للرياضات المائية، ما يرسخ مكانتها كعاصمة للبحر الأحمر.
وبذلك، تتجه الأنظار إلى أواخر نوفمبر، حين تنطلق محركات الزوارق لتعلن بداية جولة جدة الكبرى وسط أجواء تنافسية حماسية، تُجسد روح التحدي والتميز السعودي على الساحة الدولية.