يستعد قطاع الطيران السعودي لدخول مرحلة جديدة من التطور مع إعلان شركة طيران الرياض عن إطلاق أولى رحلاتها الافتتاحية في السادس والعشرين من أكتوبر الجاري، في خطوة تعكس تسارع وتيرة تنفيذ مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز الربط الجوي وتمكين الرياض من أن تصبح مركزًا عالميًا للحركة الجوية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
الرحلة الافتتاحية التي ستحمل الرقم RX401 ستكون إلى العاصمة البريطانية لندن، وهي خطوة رمزية تعبّر عن الانطلاقة الدولية المبكرة للشركة الوطنية الجديدة، إذ اختارت واحدة من أكثر الوجهات حيوية لبدء عملياتها التشغيلية.
وأكدت طيران الرياض أن هذه الرحلات تأتي ضمن المرحلة التجريبية الأولى التي تهدف إلى اختبار الجاهزية التشغيلية والتقنية للشركة، وضمان تطبيق أعلى معايير الكفاءة والسلامة قبل الانتقال إلى التشغيل التجاري الكامل.
وتعد هذه المرحلة بمثابة تجربة متكاملة للتحقق من الأداء الميداني لأنظمة الطيران والعمليات الأرضية والخدمات اللوجستية، بما يمهد الطريق لانطلاق الرحلات المنتظمة قبل نهاية عام 2025 وفق خطة مدروسة.
وأشارت الشركة إلى أن أسطولها سيعتمد على طائرات حديثة من طراز بوينغ 787-9، المعروفة بكفاءتها العالية واستهلاكها المنخفض للوقود، لتوفير تجربة سفر أكثر راحة واستدامة للمسافرين.
ومن المقرر أن تبدأ طيران الرياض خلال الأشهر المقبلة في استقبال دفعات جديدة من هذه الطائرات، ضمن خطة توسعية مدروسة تواكب النمو المتوقع في الطلب على الرحلات الدولية والإقليمية.
كما تخطط الشركة لإضافة وجهات جديدة تدريجيًا، حيث ستكون دبي من بين أولى الوجهات التي سيتم تشغيل رحلات إليها، في إشارة إلى أهمية السوق الخليجي في استراتيجية التوسع المبكر.
وتهدف هذه الخطة إلى تعزيز مكانة المملكة كمحور محوري يربط بين الشرق والغرب، ويعزز حركة السياحة والاستثمار في العاصمة الرياض وبقية مناطق المملكة.
وأكدت الشركة أن إطلاقها الرسمي يشكل أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في قطاع النقل الجوي السعودي، بما يدعم طموحات المملكة لتصبح ضمن أكبر المراكز اللوجستية في العالم.
وفي سياق متصل، كشفت طيران الرياض عن إطلاق برنامج الولاء الجديد "سفير"، المصمم لتقديم مزايا حصرية ومكافآت خاصة للمسافرين الدائمين.
ويُتوقع أن يسهم البرنامج في تعزيز تجربة العملاء من خلال تقديم نقاط مكافآت، وترقيات في الدرجات، وخدمات مخصصة لأعضاء الفئة المميزة.
ويأتي هذا التوجه ضمن سعي الشركة لتقديم تجربة ضيافة سعودية فاخرة تجمع بين الأصالة والتقنيات الحديثة في عالم الطيران.
وتؤكد هذه الخطوة حرص طيران الرياض على تبني معايير عالمية في جودة الخدمة والابتكار، بما يجعلها منافسًا قويًا في الأسواق الإقليمية والدولية.
ويعتبر إطلاق الشركة إضافة نوعية إلى منظومة الطيران السعودي، إلى جانب شركات قائمة مثل الخطوط السعودية وفلاي ناس، مما يعزز المنافسة ويرفع كفاءة الخدمات.
كما يعكس المشروع التوجه الوطني نحو تنويع الاقتصاد، وجعل النقل الجوي رافدًا أساسيًا في دعم قطاعات السياحة والاستثمار والتجارة.
ويُنتظر أن يسهم تشغيل طيران الرياض في خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، ودعم برامج التدريب والتأهيل للكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الطيران.
ومن المتوقع أن تشكل هذه الخطوة نقلة نوعية في مستوى الخدمات الجوية بالمملكة، إذ تجمع بين التقنية الحديثة والهوية السعودية المميزة في تجربة السفر.
وتختتم طيران الرياض إعلانها بالتأكيد على أن السادس والعشرين من أكتوبر سيكون تاريخًا رمزيًا لبداية فصل جديد في مسيرة الطيران السعودي نحو العالمية.