تستعد العاصمة الرياض لاستقبال النسخة الثامنة من ملتقى الصحة العالمي 2025، في حدثٍ يُتوقع أن يشكل نقلة نوعية في مسار تطوير القطاع الصحي السعودي، وذلك تحت رعاية وزارة الصحة التي تواصل جهودها لترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في الصناعات الصحية والتقنيات الحيوية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
يأتي هذا الملتقى في وقتٍ يشهد فيه القطاع الصحي بالمملكة نموًا متسارعًا ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030، الهادفة إلى رفع جودة الخدمات الصحية وتعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، حيث تُشير التقديرات إلى ارتفاع حجم القطاع من 199 مليار ريال في عام 2020 إلى 318 مليار ريال بحلول 2030.
وتتطلع وزارة الصحة إلى مضاعفة إسهام القطاع الخاص إلى نحو 145 مليار ريال، مقارنة بـ72 مليار ريال في عام 2020، وهو ما يتطلب بيئة استثمارية جاذبة، وسياسات تمكينية تعزز الشراكات بين الجهات المحلية والدولية وتدفع بعجلة الابتكار والتطوير.
ولتحقيق ذلك، تعمل الوزارة على تسهيل إجراءات الاستثمار في المجال الصحي، وتوسيع نطاق التوطين في الصناعات الحيوية والطبية، فضلًا عن إطلاق مبادرات تحفيزية لتشجيع التقنيات الحديثة والحلول الرقمية في منظومة الرعاية الصحية.
كما تضع الوزارة نصب عينيها هدف ترسيخ الثقة لدى المستثمرين العالميين، عبر شراكات نوعية واتفاقيات كبرى تعزز من مكانة المملكة كوجهة مفضلة للاستثمارات الصحية الضخمة في المنطقة.
وتتضمن خارطة الفرص الاستثمارية مجالات متنوعة تشمل التقنيات الحيوية واللقاحات التي يُتوقع أن تنمو لتبلغ قيمتها نحو 130 مليار ريال بحلول عام 2040، إضافة إلى التصنيع الصحي، والسياحة العلاجية، والبحث والابتكار.
وتولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بتطوير الحلول الصحية الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة الخدمات، لما لذلك من أثر مباشر في رفع كفاءة المنظومة وتحسين تجربة المريض.
وشهدت النسخ السابقة من ملتقى الصحة العالمي نجاحات لافتة، أبرزها نسخة عام 2024 التي تجاوزت قيمة الاستثمارات المعلنة خلالها 50 مليار ريال، وهو ما يؤكد الثقة المتزايدة في السوق الصحي السعودي.
ومن أبرز تلك الاتفاقيات توقيع شركة نوبكو شراكات تصنيع مع شركتي نوفو نورديسك وسانوفي بقيمة 4 مليارات ريال، إلى جانب توسعات مجموعة فقيه الطبية بقيمة 5 مليارات ريال، واستحواذات كبرى لشركة دلة الصحية تجاوزت 4 مليارات ريال.
هذه الصفقات الكبرى مثلت نواة حقيقية لمرحلة جديدة من النمو في الصناعات الدوائية بالمملكة، ومهدت الطريق لمزيد من الاستثمارات المنتظرة خلال الملتقى المقبل.
ومن المقرر أن يُعقد ملتقى الصحة العالمي 2025 خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر، بمشاركة واسعة من شركات محلية وإقليمية وعالمية في مختلف مجالات الرعاية الصحية.
ويُرتقب أن يشهد الملتقى توقيع اتفاقيات إستراتيجية جديدة تُعزز من توجه المملكة نحو توطين صناعة الأدوية والتقنيات الطبية المتقدمة، إضافة إلى دعم الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بُعد.
ويأتي هذا الحراك المتسارع في إطار رؤية المملكة لزيادة الاكتفاء الذاتي في قطاع الدواء والمستلزمات الطبية، وتقليل الاعتماد على الواردات بما يحقق الأمن الصحي الوطني.
كما يُعد الملتقى منصة حيوية لتبادل الخبرات بين رواد الصناعة الطبية والباحثين والمستثمرين، ما يسهم في خلق بيئة معرفية محفزة على التطوير والإبداع.
وتعكس هذه الجهود حرص القيادة الرشيدة على تمكين القطاع الصحي من أداء دوره التنموي والاقتصادي، باعتباره أحد القطاعات الاستراتيجية ضمن برنامج التحول الوطني.
وتسعى وزارة الصحة من خلال هذه المبادرات إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع القطاع الخاص، تضمن استدامة الخدمات الصحية وجودتها على المدى البعيد.
ويؤكد المسؤولون أن الاستثمار في التقنيات الحيوية والأدوية ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو توجه إستراتيجي لضمان مستقبل صحي متطور ومتوازن.
ومع تصاعد وتيرة الاستعدادات لانطلاق الملتقى، تتجه الأنظار إلى الرياض التي تستعد لأن تكون محط اهتمام عالمي في مجال الصحة والتقنيات الطبية الحديثة.
وتواصل وزارة الصحة العمل بخطى واثقة لتطوير منظومة صحية ذات تنافسية عالمية، تعزز جودة الحياة وتدعم مستهدفات رؤية 2030 في بناء قطاع صحي متكامل ومستدام.