مدينة الملك فهد الطبية
"مدينة الملك فهد الطبية" تطلق تحذيراً هاماً.. هذا المرض الصامت يهدد الملايين بفقدان البصر
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

سلّطت مدينة الملك فهد الطبية الضوء على مرض الجلوكوما الذي يُعرف أيضاً بالمياه الزرقاء، مؤكدةً أنه يمثل أحد أخطر أمراض العيون التي تهدد البصر حول العالم، لما يسببه من تلف تدريجي في العصب البصري قد يؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل دائم إذا لم يُكتشف مبكراً.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضحت المدينة أن الجلوكوما يأتي في المرتبة الثانية عالمياً بين أسباب العمى بعد إعتام عدسة العين، مشيرة إلى أن معظم المصابين لا يدركون إصابتهم بالمرض إلا بعد تقدمه، نظراً لأن الأعراض تظهر في مراحل متأخرة.

وبيّنت أن خطورة المرض تكمن في صمته، إذ لا يصاحبه ألم واضح أو احمرار في المراحل الأولى، مما يجعل الفحص الدوري الوسيلة الوحيدة لاكتشافه قبل فوات الأوان.

وذكرت المدينة في توضيحها أن الجلوكوما يحدث عادة نتيجة ارتفاع ضغط العين الداخلي بسبب اختلال في توازن إنتاج السائل المائي داخل العين وقدرة أنسجتها على تصريفه بطريقة طبيعية.

وأضافت أن تراكم هذا السائل يؤدي إلى زيادة الضغط على العصب البصري، وهو ما يسبب تلفاً تدريجياً في أليافه الدقيقة، ويؤثر على حدة الإبصار ومجال الرؤية الجانبي للمريض.

وأكدت أن الكشف المبكر يعد حجر الأساس في الوقاية من الجلوكوما، إذ يمكن من خلال الفحص الروتيني قياس ضغط العين ورصد أي تغيرات غير طبيعية قبل حدوث الضرر الدائم.

وأشارت إلى أن هناك عدة طرق علاجية يمكن اللجوء إليها بحسب حالة المريض، منها استخدام القطرات الدوائية التي تعمل على تقليل إنتاج السائل أو تحسين تصريفه من العين.

كما يمكن استخدام الليزر في بعض الحالات المتقدمة لفتح زوايا التصريف المغلقة أو تعزيز تدفق السائل، ما يساعد على خفض الضغط الداخلي بصورة فعالة دون تدخل جراحي كبير.

وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو الليزري، تُعد الجراحة خياراً علاجياً ضرورياً لإنشاء مسار تصريف جديد يقلل الضغط على العصب البصري ويحافظ على الرؤية المتبقية.

وأكدت المدينة أن اتباع نمط حياة صحي يلعب دوراً مهماً في الوقاية من الإصابة بالجلوكوما، لاسيما لدى الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن أو من لديهم تاريخ عائلي للمرض.

ونصحت بضرورة التحكم في الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم وداء السكري، إذ تسهم هذه الحالات في زيادة احتمال تلف الأوعية الدقيقة المغذية للعصب البصري.

وشددت على أهمية المراجعة الدورية لطبيب العيون مرة كل سنتين على الأقل، حتى في حال عدم وجود أعراض، لأن الكشف المبكر يمنح فرصة كبيرة للسيطرة على المرض قبل أن يؤثر على النظر.

وأوضحت أن الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الشديد أو سبق لهم إجراء عمليات عيون ينبغي أن يخضعوا لفحوصات أكثر تكراراً لارتفاع احتمالية الإصابة لديهم.

وبيّنت المدينة أن الحفاظ على نمط غذائي متوازن وغني بمضادات الأكسدة يساعد على حماية أنسجة العين من التلف، إلى جانب ممارسة الرياضة المنتظمة لتحسين الدورة الدموية.

وأضافت أن الامتناع عن التدخين وتقليل تناول الكافيين المفرط يسهمان أيضاً في تقليل فرص ارتفاع ضغط العين، وهو أحد العوامل الرئيسية المرتبطة بالجلوكوما.

ودعت إلى ضرورة التوعية المجتمعية بخطورة المرض وضرورة فحص النظر بشكل دوري، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة به في مختلف دول العالم مع تقدم الأعمار.

وأشارت إلى أن استخدام التقنية الحديثة في العيادات المتخصصة مكّن الأطباء من تشخيص المرض في مراحله الأولى عبر أجهزة دقيقة تلتقط التغيرات الطفيفة في العصب البصري.

واختتمت مدينة الملك فهد الطبية بيانها بالتأكيد على أن الوقاية تبدأ من الوعي، وأن فحصاً بسيطاً قد يكون الفارق بين الحفاظ على البصر وفقدانه بشكل دائم، داعية الجميع إلى جعل فحص العين عادة صحية منتظمة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار