طريق المشاش
"وزارة النقل بالسعودية" أمام مطالب عاجلة... طريق "المشاش" يثير قلق الأهالي شرق شقراء!
كتب بواسطة: افتكار غالب |

في جولة ميدانية على طريق المشاش شرق محافظة شقراء، برزت صورة مقلقة لمعاناة ممتدة يعيشها سكان المنطقة ومرتادو الطريق يوميًا، حيث تحوّل الطريق الحيوي الذي يربط مركز المشاش بعدد من القرى والمحافظات إلى مصدر خطر متزايد بدل أن يكون وسيلة وصل آمنة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

منذ بداية الطريق وحتى نهايته، تنتشر الهبوطات والتشققات على نحو يجعل القيادة عليه مغامرة محفوفة بالمخاطر، إذ تتبدل ملامح الأسفلت بين رقع مؤقتة ونتوءات مفاجئة لا يمكن التنبؤ بها، ما يزيد من احتمالات وقوع الحوادث خاصة في أوقات الليل أو أثناء هطول الأمطار.

وأوضح المواطنون أن محاولات الترقيع السابقة فاقمت المشكلة بدل أن تحلها، إذ تحولت الحفر الصغيرة إلى ارتفاعات بارزة وهبوطات عميقة يصعب تجاوزها دون أن تتأثر المركبات أو يتعرض السائقون لفقدان السيطرة.

وأشار عدد من قائدي المركبات إلى أنهم يضطرون لتغيير مسارهم باستمرار لتجنب النتوءات المنتشرة، وهو ما يجعل القيادة أشبه بالتفادي المستمر للمخاطر، خصوصًا لمن لا يعرفون طبيعة الطريق مسبقًا.

وقال أحد السائقين إن الوضع الحالي للطريق جعل من كل رحلة عبور اختبارًا للمهارة والتحمل، مؤكدًا أن بعض المركبات تتعرض لأضرار ميكانيكية متكررة بسبب شدة الهبوط والتشققات المنتشرة.

ويضيف آخر أن الطريق الحيوي يخدم مراكز وقرى متعددة، ومع ذلك ظل خارج دائرة الاهتمام رغم كثافة الحركة المرورية عليه، ما جعل سكان المنطقة يشعرون بأن معاناتهم تُركت للنسيان.

وأكد مرتادو الطريق أن هذه الحالة مستمرة منذ سنوات، دون أن يشهدوا أي مشروع صيانة شامل يعيد للطريق صلاحيته أو يضمن سلامة مستخدميه، مشيرين إلى أن الحلول الجزئية لا تصمد أمام أول موجة مطر أو استخدام مكثف.

وطالب الأهالي وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالتدخل العاجل لإعادة تأهيل الطريق بشكل كامل، معتبرين أن الخطر لم يعد نظريًا بل بات واقعًا يوميًا يهدد الأرواح والممتلكات.

وأوضحوا أن الطريق بات يمثل خطورة متزايدة على السائقين، خاصة في فترات الظلام حين تختفي معالم الهبوطات، مما يضاعف احتمالات وقوع حوادث مميتة.

من جهتها، أوضحت وزارة النقل والخدمات اللوجستية أن طريق المشاش تم تسلّمه مؤخرًا من إحدى الجهات الشريكة ويجري العمل حاليًا على معالجة الحفر والتشققات.

وذكرت الوزارة أن الطريق يربط مركز المشاش بطريق (شقراء – القصب – حريملاء)، ويبلغ طوله أربعة كيلومترات مزدوجة، مبينة أن المشروع يخضع لجدول زمني محدد يضمن تنفيذ أعمال الصيانة وفق أعلى معايير الجودة والسلامة.

وأضافت الوزارة أن معالجة الطريق تشمل إضافة طبقة سطحية جديدة من الأسفلت ورفع مستوى السلامة المرورية، بما يتماشى مع مستهدفات برنامج قطاع الطرق في تحسين الكفاءة والموثوقية.

وشددت على التزامها بتحقيق مؤشرات جودة الطرق العالمية، في إطار رؤية المملكة 2030 التي تسعى لوصول المملكة إلى المرتبة السادسة عالميًا في جودة البنية التحتية للطرق.

ورغم هذه التوضيحات الرسمية، ما زال الأهالي يشكون من بطء التنفيذ ويؤكدون أن معاناتهم لم تنتهِ بعد، إذ لم تُرصد أي أعمال ميدانية ملموسة على الطريق منذ فترة طويلة.

وأشار بعض السكان إلى أن الوزارة استلمت الطريق من البلدية منذ عامين تقريبًا، لكن الصيانة لم تبدأ فعليًا رغم الوعود المتكررة بمعالجة الأضرار المتزايدة.

ويعبّر الأهالي عن مخاوفهم من استمرار الوضع الحالي، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي قد يزيد تدهور الطريق ويعطل حركة التنقل بين المراكز المجاورة.

وأكدوا أن الطريق بات يحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة تشمل البنية الأساسية ونظام التصريف ووضع علامات تحذيرية، وليس مجرد حلول مؤقتة لا تصمد أمام الزمن.

واختتم المواطنون حديثهم برسالة مؤثرة للجهات المعنية، قالوا فيها إنهم لا يطلبون سوى طريق آمن يخدمهم ويصون حياتهم، بعدما أنهكهم الانتظار وملّوا من الوعود غير المنجزة.

وأكدوا أن تدخل وزارة النقل بات ضرورة ملحة، فالمسألة لم تعد شكوى عابرة بل قضية سلامة عامة تستحق المعالجة الفورية قبل أن تتفاقم نتائجها.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار