الزعفران
"مركز استدامة" يعلن عن انطلاقة مثيرة في تبوك... سر "الموسم الثاني" الذي يشغل المزارعين!
كتب بواسطة: فادية حكيم |

تواصل الفرق البحثية في المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة تنفيذ أنشطة الموسم الثاني من مشروع توطين زراعة الزعفران في المملكة، وذلك ضمن خطة علمية متكاملة تهدف إلى تطوير منظومة إنتاجية حديثة تسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 في الأمن الغذائي وتنويع الاقتصاد الزراعي الوطني.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

ويُعد المشروع أحد أبرز المبادرات البحثية التطبيقية التي يقودها مركز "استدامة" لتوظيف التقنيات الحديثة في تطوير سلاسل الإنتاج الزراعي، من خلال اعتماد منهجية قائمة على التجربة الميدانية والتحليل العلمي الدقيق لنتائج الزراعة في مختلف مناطق المملكة.

وأكد المدير العام للمركز الدكتور خالد الرحيلي أن مشروع الزعفران يجسد التوجه الوطني نحو الزراعة الذكية والمستدامة، مشيرًا إلى أنه يمثل نموذجًا رائدًا في تطوير المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية التي تساهم في تعزيز مكانة المملكة كمصدر للمنتجات الزراعية المتميزة.

وأوضح الرحيلي أن المركز يعمل وفق إستراتيجية شاملة لتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي عبر استثمار الموارد الطبيعية بكفاءة، ودعم التحول الزراعي نحو محاصيل تحقق العائد الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة أو الموارد المائية.

وبيّن أن مركز "استدامة" يسعى من خلال المشروع إلى بناء منظومة معرفية متكاملة تشمل البحث العلمي، والإنتاج التجريبي، والتدريب الميداني، والتسويق، بما يعزز من فرص نجاح الزعفران السعودي كمنافس عالمي في الأسواق الدولية.

ومن جانبه، أوضح رئيس الفريق البحثي الدكتور سليمان الفيفي أن المركز يتبنى نهج الشراكات الدولية لنقل المعرفة التقنية، بالتعاون مع خبراء عالميين في إنتاج الزعفران، لتدريب كوادر وطنية قادرة على تطبيق أحدث الأساليب الزراعية وفق المعايير العالمية.

وأضاف الفيفي أن هذا النهج يسهم في بناء خبرات محلية مستدامة تضمن نقل التكنولوجيا واستمرارية الإنتاج بجودة عالية، ما يعزز استقلالية المملكة في مجال إنتاج المحاصيل المتخصصة.

وفي جانب الدعم العملي، نفّذ المركز برنامجًا ميدانيًا لتوزيع أكثر من 500 ألف كورمة زعفران على المزارعين في المناطق المناسبة مناخيًا، حيث جاءت منطقة تبوك في الصدارة لما تمتلكه من بيئة مثالية لنجاح زراعة هذا المحصول الثمين.

وأشار الفيفي إلى أن النتائج المخبرية للعينات المحلية أظهرت مطابقتها الكاملة للمواصفات القياسية الدولية ISO 3632، من حيث اللون والرائحة ونسبة الكروسين، ما يؤكد قدرة المملكة على إنتاج زعفران بمعايير جودة عالمية.

وأوضح أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تأسيس علامة تجارية سعودية في سوق الزعفران العالمي، قائمة على الجودة العالية والتميز الزراعي المستدام.

وفي سياق تطوير القدرات المحلية، نفّذ مركز "استدامة" مجموعة واسعة من البرامج التدريبية والورش المتخصصة للمزارعين، إلى جانب الأيام الحقلية التي تركز على التطبيق العملي لمراحل الزراعة والحصاد والمعالجة.

كما أطلق المركز برامج إشراف ميداني مباشر لضمان جودة العمليات الزراعية من الزراعة إلى التسويق، بهدف رفع كفاءة الأداء وتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة للمزارعين المشاركين في المشروع.

ويشمل نطاق المشروع تطوير سلسلة القيمة الكاملة للزعفران، بدءًا من الإنتاج ووصولًا إلى التغليف والتسويق، مع إعداد أدلة إرشادية تفصيلية لأفضل الممارسات في التجفيف والتخزين وفق المعايير الدولية.

ويولي المشروع اهتمامًا خاصًا بتوظيف أدوات القياس والتحليل الحديثة لضمان استدامة الجودة وتحقيق العائد الاقتصادي الأمثل للمزارع السعودي، بما يواكب التطورات العالمية في صناعة الزعفران.

ويتكامل هذا المشروع مع توجهات وزارة البيئة والمياه والزراعة نحو الاستثمار في المحاصيل عالية القيمة الاقتصادية وقليلة الاستهلاك المائي، بما يعزز التوازن بين الجدوى الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية.

ويرى المختصون أن مشروع الزعفران يمثل نقطة تحول في مسار تطوير المحاصيل المتخصصة في المملكة، لما يحمله من فرص واعدة لتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي ورفع مستوى التنافسية الزراعية عالميًا.

ويعكس المشروع التزام مركز "استدامة" بتعزيز ثقافة البحث والابتكار في الزراعة السعودية، من خلال مشاريع تطبيقية تربط العلم بالممارسة وتضع المملكة في موقع ريادي في مجال الزراعة المستدامة.

ويختتم المشروع العام الحالي بنتائج مشجعة تمهد لتوسيع التجارب في مناطق جديدة خلال المواسم القادمة، بما يرسخ مكانة الزعفران السعودي كمحصول استراتيجي يدعم رؤية المملكة في بناء اقتصاد زراعي متطور ومستدام.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار