كشفت تقارير صحفية عالمية عن تطورات مهمة في عالم التكنولوجيا، حيث أشارت إلى أن شركة "أبل" الأمريكية العملاقة تقترب من إبرام صفقة استحواذ على شركة "برومبت أيه آي" الناشئة، والتي تعد متخصصة في مجال الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، في خطوة مفاجئة قد تغير موازين القوى في هذا المجال الحيوي.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتأتي هذه الصفقة المرتقبة ضمن استراتيجية "أبل" المعتادة في الاستحواذ على الشركات الناشئة الصغيرة، ليس من أجل أصولها المادية، بل للاستفادة بشكل مباشر من مواهبها البشرية وتقنياتها المتقدمة التي يمكن دمجها في منتجاتها الحالية والمستقبلية، خاصة في مجال المنزل الذكي وتطوير قدرات أجهزتها المختلفة.
وتعمل شركة "برومبت أيه آي" على تطوير برنامج متقدم يمكنه تحسين أداء كاميرات المراقبة المنزلية بشكل كبير، وذلك من خلال قدرته الفائقة على كشف الأجسام والأنشطة المختلفة، وهو ما يتوافق بشكل مباشر مع خطط "أبل" لتطوير ميزات جديدة في أجهزتها المخصصة للمنازل الذكية، وتوفير حلول أمنية أكثر تطوراً.
وقد تمكنت الشركة الناشئة، التي تأسست في عام 2023م، من جمع تمويل أساسي قدره 5 ملايين دولار أمريكي، وهو مبلغ يعكس الثقة الكبيرة في تقنياتها الواعدة، كما تم تأسيس الشركة على يد باحثي الذكاء الاصطناعي تيت شياو وتريفور داريل، وكلاهما يرتبط بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، مما يعطيها وزناً علمياً وتقنياً كبيراً.
ولكن، الصفقة تحمل في طياتها بعض التفاصيل الصادمة، حيث أبلغ المسؤولون التنفيذيون في "برومبت" موظفيهم أن عملية الاستحواذ لن تسدد كامل قيمة المستثمرين، وأن الموظفين الذين لن ينضموا إلى شركة "أبل" سيُخفّضون رواتبهم، وهو ما يكشف عن أن الصفقة تستهدف بشكل أساسي المواهب والتقنيات وليس الشركة ككيان مستقل.
وتكشف التقارير أيضاً أن شركة "أبل" لم تكن الوحيدة التي أبدت اهتماماً بهذه الصفقة، حيث أبدت شركات أخرى منافسة اهتماماً بها، مثل شركة "إكس أيه آي" وشركة "نيورالينك"، وهما شركتان مملوكتان للملياردير إيلون ماسك، مما يؤكد على الأهمية الكبرى لتقنيات "برومبت أيه آي" في هذا المجال التنافسي الشرس، والذي يتسابق فيه عمالقة التكنولوجيا.
ومن المتوقع أن تقوم "برومبت" بإغلاق تطبيقها المخصص للجمهور الذي يحمل اسم "سي مور"، كما أنها تنوي إبلاغ المستخدمين بخططها لحذف جميع بياناتهم بشكل كامل، وذلك حفاظاً على خصوصيتهم وعدم نقلها إلى الشركة الأم، في خطوة تأتي تماشياً مع سياسات "أبل" الصارمة تجاه خصوصية المستخدمين.
وقد ركزت شركة "أبل" في استراتيجيتها المعتادة على عمليات الاستحواذ الصغيرة، وذلك بهدف دمج هذه التقنيات الجديدة في منتجاتها، بدلاً من البدء في تطويرها من الصفر، وهو نهج أثبت نجاحه في الماضي، ومكنها من تطوير ميزات جديدة في أجهزتها، لا سيما في مجالات الرؤية الحاسوبية، والتعلم الآلي، والمنزل الذكي، لتعزيز مكانتها في هذا السوق المتنامي.
وتعتبر هذه الصفقة المرتقبة تأكيداً جديداً على أن "أبل" لا تزال تبحث عن التميز والابتكار من خلال الاستحواذ على العقول المبدعة والشركات الناشئة الواعدة، مما يضمن لها الحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقديم تجارب استخدام فريدة لمستخدمي أجهزتها المختلفة.