شدّد المدرب الوطني محمد الخراشي، المدير الفني الأسبق للمنتخب السعودي، على أهمية التركيز والجاهزية الذهنية قبل المواجهة المصيرية التي تجمع الأخضر بنظيره العراقي ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، مؤكدًا أن هذه المباراة تختلف كليًا عن أي مواجهة سابقة وتتطلب تضاعف الجهد والمسؤولية من جميع اللاعبين.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويخوض المنتخب السعودي اللقاء المرتقب أمام العراق مساء الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 على ملعب “الإنماء”، وسط دعم جماهيري كبير وأجواء حماسية تعكس تطلعات الشارع الرياضي السعودي في حسم التأهل نحو المونديال للمرة السابعة في تاريخه.
ويدخل الأخضر المواجهة بأفضلية واضحة في الأرقام بعد تفوقه في عدد الأهداف المسجلة خلال مشواره في الملحق، ما يجعله بحاجة إلى التعادل فقط لضمان بطاقة العبور، إلا أن الخراشي يرى أن اللعب من أجل الفوز هو الخيار الوحيد لضمان التفوق المعنوي والفني.
أما المنتخب العراقي، بقيادة مدربه الأسترالي جراهام أرنولد، فيدخل المباراة بشعار “النصر ولا غيره”، حيث يسعى بكل قوته لقلب الطاولة وانتزاع بطاقة التأهل المباشر، معتمدًا على الحماس والانضباط التكتيكي الذي ميّز أداءه في الجولات الأخيرة.
وفي تصريحاته لصحيفة “الرياضية”، أوضح الخراشي أن المدرب السعودي الحالي يدرك تمامًا حجم المسؤولية الواقعة على عاتق لاعبيه، مؤكدًا أن اللقاء يتطلب أقصى درجات التركيز الذهني والانضباط داخل الملعب نظرًا لطبيعة المنافس وأهمية النتيجة.
وأشار إلى أن هذه المواجهة تختلف تمامًا عن اللقاء السابق أمام إندونيسيا، لأنها تُلعب تحت ضغط التأهل، ما يستدعي حضورًا ذهنيًا مضاعفًا من كل العناصر، مع ضرورة السيطرة على الأعصاب وتجنب التفاعل المفرط مع قرارات التحكيم أو استفزازات الخصم.
وأضاف الخراشي أن المنتخب السعودي يمتلك جميع مقومات الفوز إذا ما التزم لاعبوه بخطة المدرب وحافظوا على هدوئهم في المواقف الحرجة، مشددًا على أن البطولة لا تُحسم بالأسماء بل بروح المجموعة والتزامها داخل الميدان.
كما وجّه نصيحة للاعبين بعدم التفكير في أن التعادل كافٍ، بل جعل الفوز هدفًا وحيدًا، لأن اللعب من أجل نتيجة أخرى قد يُدخل الفريق في حسابات معقدة، مؤكدًا أن الماضي لا يعود وأن على الجميع التفكير في اللحظة فقط.
وبيّن أن كرة القدم الحديثة لا تعترف إلا بالتحضير الذهني والنفسي الجيد، وأن على المنتخب أن يُظهر عقلانية كبيرة في التعامل مع مجريات اللقاء حتى يتمكن من فرض شخصيته والحصول على النتيجة التي تليق باسمه وتاريخه.
وأشاد الخراشي بتكامل الجهاز الفني والإداري في تجهيز اللاعبين، معتبرًا أن نجاح المنتخب يعتمد بعد توفيق الله على مدى انسجام المنظومة بأكملها وليس على نجم واحد مهما كانت قيمته داخل التشكيلة.
وحول تصريحات مدرب العراق الأسترالي جراهام أرنولد الذي أبدى ثقته بالفوز على السعودية، قال الخراشي إن هذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم، فكل مدرب يسعى لرفع الروح المعنوية لدى لاعبيه قبل المواجهات الكبرى.
وأوضح أن مثل هذه التصريحات لا تؤثر على سير المباراة، فالميدان وحده من يحسم النتيجة، مضيفًا أن الثقة الزائدة قد تكون سلاحًا ذا حدين إذا لم تُترجم إلى أداء منضبط داخل المستطيل الأخضر.
وأشار إلى أن المنتخب السعودي يمتلك عناصر مميزة قادرة على صناعة الفارق في اللحظات الصعبة، خصوصًا مع دعم الجماهير الذي يمنح اللاعبين دفعة قوية للقتال حتى آخر دقيقة.
وفيما يتعلق بغياب محمد كنو عن المباراة بعد طرده في اللقاء السابق، أكد الخراشي أن غيابه لن يكون مؤثرًا، مشيرًا إلى أن المنتخب يملك بدائل جاهزة قادرة على سد الفراغ وتنفيذ المهام المطلوبة بنفس الكفاءة.
وأضاف أن خطأ كنو في المباراة الماضية كان نتيجة غياب التركيز، إلا أن تجاوزه السريع لتلك الأزمة يعكس وعي الجهاز الفني وقدرته على التعامل مع المواقف الانفعالية داخل الفريق.
وشدد الخراشي على أن البطولة لا تُكسب إلا بالعزيمة والانضباط، داعيًا اللاعبين إلى تقديم كل ما لديهم لإسعاد الجماهير وتحقيق التأهل الذي تنتظره المملكة بفارغ الصبر.
وختم تصريحه بالتأكيد على ثقته الكاملة في قدرة الأخضر على حسم المواجهة بعقلانية وهدوء، مشيرًا إلى أن المنتخب السعودي يمتلك من الخبرة والموهبة ما يجعله جديرًا بالتواجد في المونديال القادم.
ويرى الخراشي أن هذه المرحلة تتطلب التفاف الجميع حول المنتخب ودعمه نفسيًا ومعنويًا، لأن الحلم العالمي لا يتحقق إلا بروح الفريق الواحد والإيمان بالقدرة على تجاوز الصعاب مهما كانت التحديات.