نفذت المديرية العامة لحرس الحدود فرضية ميدانية للإخلاء والإنقاذ أثناء هطول الأمطار وجريان السيول، وذلك في وادي النقمي بمنطقة المدينة المنورة، بالتعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني وعدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
جاءت هذه الفرضية ضمن إطار الجهود المشتركة لرفع الجاهزية الميدانية والاستعداد المبكر لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة، لاسيما في المناطق التي تشهد هطول أمطار غزيرة وتضاريس جبلية معرضة لتشكل السيول.
وشارك في تنفيذ الفرضية عدد من الفرق المتخصصة في الإنقاذ والإخلاء والإسعاف، باستخدام معدات وتجهيزات حديثة تُمكن من التدخل السريع والفعال في مثل هذه الظروف المناخية الحرجة.
وتهدف الفرضية إلى تعزيز التنسيق بين الجهات المشاركة، من خلال محاكاة واقعية لسيناريوهات طارئة تتطلب استجابة متكاملة وسريعة لإنقاذ الأرواح وتأمين الممتلكات.
وتسعى هذه التمارين إلى قياس فاعلية الخطط الموضوعة مسبقًا، واختبار قدرة الفرق على اتخاذ القرارات السريعة وتوزيع الأدوار ميدانيًا بما يضمن تقليل زمن الاستجابة وتفادي الخسائر.
وأكدت المديرية العامة لحرس الحدود أن مثل هذه الفرضيات تأتي ضمن برنامج تدريبي مستمر، يعكس حرص القطاعات الأمنية والخدمية على رفع كفاءة كوادرها في التعامل مع مختلف أنواع الأزمات.
كما أن الفرضية تمثل عنصرًا مهمًا في خطط الطوارئ الوطنية، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي قد تزيد من وتيرة السيول المفاجئة وما تسببه من تهديد مباشر على السكان والبنية التحتية.
وتم خلال الفرضية تنفيذ عمليات إنقاذ لمحاكاة أشخاص محتجزين في مواقع خطرة، بالإضافة إلى عمليات إخلاء احترازية لعدد من المواقع القريبة من مجرى السيول المفترض.
وشهدت الفرضية تعاونًا لافتًا بين فرق حرس الحدود والدفاع المدني والإسعاف، إضافة إلى مشاركة طائرات مسيّرة لمراقبة الحركة الميدانية وتوجيه الفرق نحو النقاط الحرجة.
كما تم استخدام أنظمة اتصال متقدمة لضمان سرعة التنسيق بين غرفة العمليات المركزية والفرق الميدانية، وهو ما ساعد في تسهيل نقل المعلومات وتحسين آلية الاستجابة.
وثمّن القائمون على التمرين مستوى الجدية والاحترافية التي أظهرتها الفرق المشاركة، مشيرين إلى أن نتائج الفرضية ستُستخدم لتحسين الخطط وتطوير آليات التعامل مع الطوارئ.
وأكدت المديرية أن التنسيق المستمر بين مختلف الجهات هو أحد أهم عوامل النجاح في مثل هذه الحالات، ويُسهم بشكل مباشر في تعزيز مستوى الجاهزية الوطنية للتعامل مع الكوارث.
وشددت الجهات المشاركة على أهمية وعي المواطنين بخطورة السيول وضرورة الابتعاد عن مجاري الأودية أثناء هطول الأمطار، والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية.
كما دعت إلى متابعة النشرات الجوية الرسمية والاستجابة السريعة لأي تحذيرات تصدر عن الدفاع المدني، وذلك للحد من وقوع أي حوادث يمكن تفاديها من خلال الوقاية المسبقة.
يأتي هذا التمرين في وقت تستعد فيه عدة مناطق في المملكة لموسم الأمطار، ما يجعل من الضروري رفع حالة التأهب والتأكد من كفاءة المعدات وفعالية الخطط الموضوعة.
ويعكس هذا النشاط التزام المملكة ببناء منظومة حماية مدنية متكاملة، تواكب المعايير الدولية في التعامل مع الكوارث وتضع سلامة المواطن والمقيم في مقدمة أولوياتها.
ومن المقرر أن تستمر مثل هذه التمارين في مختلف المناطق، بما يضمن جاهزية شاملة على مستوى الوطن، ويُعزز من ثقافة الاستعداد والوقاية داخل المجتمع.
وأكدت المديرية العامة لحرس الحدود في ختام مشاركتها أن التدريب المستمر والتنسيق المشترك هما الأساس في أي استجابة ناجحة، وأن الحفاظ على الأرواح مسؤولية جماعية لا تهاون فيها.