شهدت أسواق المعادن الثمينة قفزة تاريخية وغير مسبوقة، حيث جاوز سعر الذهب حاجز (4100) دولار للأوقية (الأونصة) اليوم، ليسجل بذلك مستوى قياسيًا جديدًا لم يتم تسجيله من قبل، مدفوعاً بشكل رئيسي بإقبال كثيف وغير مسبوق من قبل المستثمرين على الملاذ الآمن.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وهو ما يعكس حالة من القلق والترقب في الأسواق، ويؤكد أن المستثمرين يتجهون إلى الأصول التي تحافظ على قيمتها، حيث جاء هذا الصعود الصاروخي مدفوعاً بعاملين أساسيين، هما الضبابية الجيوسياسية المتزايدة في مناطق مختلفة من العالم، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الاقتصادي العالمي، والتي تزيد من مخاوف الركود والتضخم، وتجعل الذهب هو الخيار الأفضل لحماية الأصول.
وارتفع الذهب بشكل لافت في المعاملات الفورية بنسبة (2.1) بالمئة، ليصل سعره إلى (4099.55) دولارًا للأوقية، بعد أن سجل في وقت سابق من الجلسة سعراً أعلى بلغ (4103.58) دولارات، وهو ما يمثل ذروة جديدة في مسيرة المعدن الأصفر.
ويعكس التحول الكبير في استراتيجيات الاستثمار نحو الأصول الأكثر أماناً واستقراراً في فترات الأزمات، ويبرهن على أن الذهب لا يزال هو الملك المتوج في عالم الاستثمارات التي لا تتأثر بالمتغيرات السريعة، وتظل ملاذاً آمناً للمليارات من المستثمرين، كما أن هذه الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب الفورية تترافق مع ارتفاع موازٍ في عقود الذهب الآجلة.
وفي الإطار ذاته، ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر كانون الأول المقبل بنسبة ثلاثة بالمئة كاملة، لتصل إلى (4120.10) دولارًا، وهو ما يؤكد على توقعات السوق باستمرار هذا الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.
ويرى المضاربون والمستثمرون في العقود الآجلة أن العوامل التي دفعت الذهب للارتفاع، ومنها التوترات الجيوسياسية، ستظل قائمة ومؤثرة لفترة طويلة، مما يزيد من الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط من المخاطر المستقبلية، ويجعل من الاستثمار في الذهب، سواء بشكل فوري أو آجل، هو الخيار الأكثر جاذبية وتحقيقاً للربح في ظل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية المعقدة، ويدفع إلى المزيد من الارتفاعات القياسية.
لم يقتصر الصعود الكبير على الذهب فحسب، بل شمل أيضاً بقية المعادن الثمينة، حيث قفزت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة (3.3) بالمئة، لتصل إلى (51.95) دولارًا للأوقية، بعد أن وصلت في وقت سابق من الجلسة إلى سعر (52.07) دولارًا، وتأتي هذه القفزة في أسعار الفضة مدفوعة بالعوامل ذاتها التي تحرك الذهب.
وهي المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية، بالإضافة إلى عامل مهم آخر وهو شح المعروض في السوق الفورية، مما يزيد الضغط على الأسعار، ويجعلها في ارتفاع مستمر، وتعتبر الفضة من الأصول التي تتحرك جنباً إلى جنب مع الذهب، وتستفيد بشكل كبير من حالة القلق العام في الأسواق العالمية، مما يؤكد على أن المعادن الثمينة بالكامل تمر بمرحلة من الازدهار المالي غير المسبوق، وتتجه نحو تسجيل أرقام جديدة.
كما شهدت أسعار المعادن الأخرى ارتفاعات ملحوظة، حيث ارتفع البلاتين بنسبة (4.6) بالمئة ليصل إلى (1660.57) دولارًا للأوقية، بينما زاد سعر البلاديوم بنسبة (5.4) بالمئة ليصل إلى (1482) دولارًا، وهذه الارتفاعات في البلاتين والبلاديوم، وهما من المعادن الصناعية الهامة أيضاً، تعكس وجود طلب كبير على هذه المعادن، سواء كملاذات آمنة أو كمدخلات أساسية في الصناعات المختلفة.
مما يشير إلى تحسن متوقع في بعض القطاعات الصناعية، ويدل على أن السوق بالكامل يمر بحالة من التضخم الكبير في أسعار المعادن النفيسة، والتي تستفيد من كل الظروف الاقتصادية والسياسية المحيطة بها، وتظل الخيار الأفضل للمستثمرين الباحثين عن حماية قيمة أموالهم، وتحقيق أرباح قياسية في فترة قصيرة، مما يجعل سوق المعادن الثمينة هو السوق الأكثر سخونة في العالم حالياً.